الرؤساء وأصحاب المواهب
كتب محمود السقا- رام الله
لا يُقدر قيمة وأهمية وتأثير أصحاب المواهب، في مختلف المجالات والحقول، إلا أولئك الكبار في تفكيرهم ومكانتهم وسمو أخلاقهم، لأن الموهبة كما معدن الذهب النفيس، لا تقدر بثمن، وفي تقديري أن هذا ما مارسه، قولاً وفعلاً وسلوكاً ونهجاً، الرئيس البرازيلي "لولا دا سيلفا"، مع مواطنه لاعب الكرة الموهوب فينيسيوس على خلفية تعرضه للعنصرية والتنمر في لقاء ريال مدريد وفالنسيا في إستاد المستايا، عندما أخذ جمهور فالنسيا يُقلد صوت القرود، واستهدف بها الجناح البرازيلي الفذ، فضلاً عن الهتاف بعبارة "الموت.. الموت لفيني".
الرئيس البرازيلي سارع إلى الدفاع عن موهبة فذة مثل فينيسيوس، وأعلن عن تضامنه الكامل معه في مواجهة العنصرية التي يتعرض لها من الجماهير المنافسة، وطالب الاتحاد الدولي لكرة القدم والقائمين على الدوري الإسباني مواجهة العنصرية وكبحها في الملاعب.
تفاعل الرئيس البرازيلي مع فينيسيوس يعزز في الأذهان كم أن المواهب تحظى بوافر الاحترام والتقدير والمتابعة والاهتمام من أعلى المستويات من خلال الشد من أزرها، معنوياً، وتحفيزها وتشجيعها من اجل مراكمة نجاحاتها لإيمانه أن تأثيرها إنما ينعكس، بالإيجاب، على عموم الوطن.
التضامن مع فينيسيوس لم يقتصر على الرئيس البرازيلي، بل تعداه ليشمل الأسرة الكروية، برمتها، في إسبانيا، وكان من أبرز المتضامنين مدرب فريق برشلونة تشافي، وسارع اتحاد الكرة الإسباني إلى إيقاف حكم لقاء ريال مدريد وفالنسيا لأنه رفع البطاقة الحمراء في وجه فينيسيوس، غير آبه ولا مهتم بالعنصرية التي كابدها.
بهذه المواقف السامية والنبيلة والعظيمة يُعبرون عن احترامهم وتقديرهم لأصحاب المواهب، وبهذا السلوك الممنهج يخصونهم بمساحة واسعة من الاحترام لقناعتهم بدورهم في الإثراء والعطاء، وخوفاً من رحيلهم، ولمجرد أن ألمح فينيسيوس انه يفكر بالرحيل عن الدوري الإسباني، تحرك عمالقة الدوري الإنكليزي للاستئثار به.