حذارِ من تفشي هذه الظاهرة
كتب محمود السقا- رام الله
في ظل غياب الروادع والزواجر، تنتشر ظاهرة الانسحابات في اهم المسابقات الرسمية الكروية الاتحادية، والمقصود، هنا، الدوري بشقيه: المحترفين والأولى، أو ما اصطلح على تسميته الاحتراف الجزئي.
تغلغل ظاهرة الانسحابات، ينبغي أن تدفع القائمين على مقدرات اتحاد الكرة أن يتصدوا لها، وألا يتركوها تمضي دون كوابح، لأن شيوعها يسيء ليس فقط للمنظومة الكروية الفلسطينية، بل لسمعة الوطن في المحافل والمنابر والهيئات الدولية والقارية والإقليمية ذات الصلة.
لا بأس من التذكير انه في عالم السوشيال ميديا، فقد اصبح العالم كله عبارة عن قرية صغيرة من السهل واليسير التعرف على أدق التفاصيل فيها، وانطلاقاً من ذلك، فإنني أطالب اتحاد الكرة التصدي للظاهرة، وفرملة زحفها.
وطالما أن الشيء بالشيء يُذكر، فإنني أحيي في هذه العجالة القائمين على فريق الكرة في نادي إسلامي قلقيلية، ورغم انه يحتل ذيل لائحة دوري المحترفين، ما يعني تأكد هبوطه، ورغم الإصابات التي تفتك بلاعبيه، وتحول دون التحاقهم بزملائهم، إلا أن الإسلامي لم يتخلف عن أي لقاء في الدوري، وهذا السلوك الطيب يستحق الثناء والتقدير وحتى الإشادة.
اللوائح والقوانين والأنظمة واضحة في الشق المتعلق بالانسحاب، أو الاستنكاف عن الحضور لملعب اللقاء، فالأمر لا يتعلق، فقط، بالخسارة إدارياً بثلاثة أهداف مقابل لا شيء، بل هناك بنود أخرى، ويصطف في مقدمتها شطب نتائج الفريق المُنسحب، وهبوطه لدرجة أدنى، ولا ادري إذا كان هذان الإجراءان من ضمن لائحة اتحاد الكرة أم لا؟ علما أن تدبيراً من هذا القبيل هو عُرف دولي، بحيث يكون حاضراً في كافة اللوائح المتبعة.
مهما كانت الأسباب والذرائع، فإن ظاهرة الانسحابات لا يمكن تبريرها أو غضّ الطرف عنها، لأنها تميط اللثام عن ضعف وهزال في واقعنا الكروي بكل فروعه وأجنحته وفي مقدمتها اللوائح.