كتب محمود السقا- رام الله

للمرة الأولى يمسك فريق هلال القدس بمقود دوري المحترفين، وهو الذي تعثر في أول إطلالة له عندما خسر "الديربي" المقدسي أمام جاره وشقيقه جبل المكبر.

هلال القدس يتساوى بعدد النقاط مع الظاهرية، ولكل منهما 19 نقطة، لكن فارق الأهداف بوَّأه الصدارة، وهو بالمناسبة يستحقها، لأنه يعتمد نموذج الاستحواذ بكرات سلسة وقصيرة، ويمتلك مفاتيح لعب في كافة الخطوط، وإن كان يحتاج إلى تدعيمات في فترة الانتقالات الشتوية خصوصاً في الخط الخلفي.

هلال القدس لم يكتف بصدارة مستحقة، بل أردفها بحلول مهاجمه المخضرم، حمادة مراعبة، على صدارة الهدافين، جنباً الى جنب، مع علي عدوي، برصيد ثمانية أهداف، وهذا المهاجم رغم وزنه الذي أراه زائداً إلا أنه يجيد ألعاب الصندوق، فهو يتعاطى بكفاءة ومهارة مع الكرات الهوائية، وهو قناص أمام المرمى.

تواجد الهلال في الصدارة له أسبابه فهو يلعب الكرة الجماعية، ويمتلك أسماء لها وزنها وثقلها وحضورها المحلي، وعلاوة على ذلك، فهو يمتلك مدرباً موهوباً بحق، وتتجلى موهبته بأداء الفريق وانضباطه وحيويته وقدرته على جلب الفوز متى شاء، وأرى أن عمار سلمان، يصلح لقيادة واحد من المنتخبات الوطنية، فهو شاب وموهوب، ومن الأجدر الاستفادة من إمكانياته وخبراته.

وجود هلال القدس على رأس جدول المحترفين، دفع رئيسه المحامي ضياء الشويكي كي يُهلل ويُمجد فريقه عبر مواقع "السوشيال ميديا" والتمس له العذر في تفاعله، فما حققه فريق الكرة يعتبر مؤشراً دقيقاً يفصح عن إدارة قادرة على قيادة دفة النادي المقدسي إلى شواطئ ومرافئ الأمان والاستقرار والإنجاز، وهذا الأمر بات واقعاً ملموساً، فالهلال كمؤسسة ينشط في كافة الاتجاهات فعناصره يُسجلون حضورهم في المناسبات الوطنية، من خلال فرق الكشافة، واجتماعياً، فإن سياسة تبني ألف طفل مقدسي خطوة عظيمة الشأن والقيمة، رغم أنها لم تحظ بأضواء الإعلام الذي يفترض أن يُبرزها كقيمة ونموذج يستحق السير على خطاه ونهجه.