إنجاز رفيع رغم النتيجة القاسية
كتب محمود السقا- رام الله
بمقاييس الربح والخسارة، فإن ما حققه رجال الفدائي الشاب يعتبر إنجازاً رفيع الشأن والقيمة والمنزلة والمكانة المرموقة، فبلوغ نصف نهائي كأس العرب معناه أن التاريخ الكروي العربي سوف يُخلد في صفحاته وأوراقه أن "الفدائي" اصطف، باستحقاق، وسط الكبار.
نكتب هذه العبارات ليس من باب تبرير الخسارة المؤلمة التي لحقت بالفدائي على ضوء خسارته القاسية أمام السعودية عندما اهتزت شباكه خمس مرات، بل لنؤكد أن ما انجزه "فرسان الفدائي" من نتائج ممتازة وعروض طيبة تؤهلهم ليكونوا موضع حفاوة وتكريم عندما يعودون، بحفظ الله ورعايته، لأرض الوطن، الذي مثّلوه خير تمثيل فكانوا خير سفراء له.
الخسارة واردة في عالم الكرة ولا نريد أن نضرب أمثلة على أعرق وأقوى المنتخبات التي وقعت في براثنها وتعرضت لخسائر كبرى، ومن ضمنها البرازيل عندما خسرت بسباعية أمام ألمانيا في مونديال 2014، وهي التي كانت تلعب على ارضها ووسط جماهيرها.
هناك أسباب للخسارة التي لحقت بالفدائي يقف في مقدمتها سوء الأداء الدفاعي، الذي ارتكب بعض رجاله أخطاء فادحة كانت كفيلة بتغيير مسار اللقاء، الذي كان يشير إلى التعادل السلبي حتى الدقيقة السابعة والثلاثين.
الأمر لا يتوقف عند الأخطاء الدفاعية التي حذر الجميع منها ولفت الانتباه إلى ضرورة تلافيها، بل امتد ليشمل غياب التركيز الذهني والتراجع الواضح في منسوب اللياقة البدنية وإلا بماذا نُفسر الهدف الأول الذي جاء من كرة ركنية ثابتة ولم يجد اللاعب السعودي أي عناء أو مضايقة فوضع الكرة في الشباك؟ أليس ذاك الهدف ناشئا عن غياب التركيز، والذي عاد ليتكرر بهدف آخر عندما اخفق المدافع الأخير في صفوف الفدائي بالتعاطي مع كرة ضالة، لتجد المهاجم السعودي يخطفها ويضعها في الشباك؟