ثلاثة انطباعات من غزة
كتب محمود السقا- رام الله
انطباعات كثيرة ومتعددة الأوجه تلك التي خرجتُ بها على ضوء متابعتي للقاء ذهاب كأس فلسطين لكرة اليد، الذي جرى في محافظات الوطن الجنوبية وجمع البطلَين: خدمات النصيرات وعزون، وانتهى للأول بفارق مُريح بلغت محصلته الإجمالية 33-27.
* الانطباع الأول: أن أجواء المحبة الخالصة والصادقة والنقية كانت تُظلل الأجواء، ما يُعزز الأهداف السامية التي تنهض بها الحركة الرياضية بكافة ألوانها، ويصطف في مقدمتها التأكيد على ثابت الوحدة الوطنية الرياضية، فجماهير النصيرات ظلت تهتف لفريق عزون من دون أن تنسى فريقها، وهذا لعمري قمة الإيثار، ما يستوجب توجيه التحية والتقدير لهذه الجماهير العظيمة على سلوكها النبيل.
* الانطباع الثاني: أن الصالة التي احتضنت اللقاء غصّت بالجماهير، وهذا مؤشر طيب على أن المنافسات الرياضية في الرئة الثانية من الوطن الفلسطيني تمتلك عنصراً في غاية الأهمية والقيمة، ويتجلى بالحضور الجماهيري الواسع، ما يعني أن الحركة الرياضية في المحافظات الجنوبية تتعافى، وأن قوة زخمها سوف تفرض حضورها أكان على مستوى منافسات الفرق النادوية في المسابقات الرسمية، أم اتساع رقعة التمثيل في المنتخبات الوطنية، من خلال ظهور مواهب ووجوه جديدة، وهذا ما بدأنا نلمسه من خلال احتراف عدد لا بأس به من لاعبي الكرة في الدوري المصري، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن مستقبلاً زاهراً ينتظر الحركة الرياضية في قطاع غزة شريطة وضع خطط وبرامج تطويرية بناءة وعملية، وهذه المسألة تقع على كاهل قيادة الحركة الرياضية.
* الانطباع الثالث: أن الاحتلال الجائر يمضي في بؤس إجراءاته وممارساته التي تحول دون التقاء الرياضيين بعضهم بعضاً، من خلال منع العديد من اللاعبين من الدخول لقطاع غزة أو الضفة الغربية، فالاحتلال يدرك أهمية وقيمة الحركة الرياضية والرسائل التي تضطلع بها، ولذلك فإنه لم يتردد في عرقلتها والعمل على إجهاضها، وهذا ما ينبغي أن يدفعنا لدعم المجهود الرياضي، مادياً ومعنوياً، لنؤكد على ديناميكية وحيوية الشباب الفلسطيني وقدرته على الإبداع.