يا له مِن قرار أحمق..!
كتب محمود السقا- رام الله
التعصب في عالم المنافسات الرياضية وسواها أمر مرذول
وغير مقبول، قطعاً، وغض النظر عن ممارسيه معناه السماح له بأن يتسلل إلى عقول
الأجيال فيصبح له موطئ قدم في تفكيرهم وهذا هو الخطر الذي تترتب عليه أمور لا
تُحمد عقباها.
طالعت، بدهشة بالغة، أن رئيس نادي الزمالك
المصري، المستشار مرتضى منصور، أوعز للعاملين في النادي بعدم السماح لسيدة دخول
النادي، وشطب عضويتها لا لجرم اقترفته المسكينة بل لأنها صبغت شعرها باللون
الأحمر، وهو اللون الذي ترتديه فرق النادي الأهلي.
مرتضى منصور لم يكتفِ بعدم السماح للسيدة ذات
الشعر الأحمر دخول النادي وتعليق عضويتها بل طالب زوجها برمي يمين الطلاق عليها..!
هل يُعقل هذا الكلام؟ وهل هذا السلوك طبيعي،
خصوصاً عندما يصدر عن رجل قانوني، وقد سبق أن كان عضواً في مجلس الشعب المصري، وله
مكانته في أوساط المجتمع، عموماً، والأسرة الرياضية على وجه الخصوص؟
إننا في الوقت الذي نتابع، بألم وحسرة وأسف
شديد، السماح لمرض قاتل وفتّاك كالتعصب بأن يتفشى وينتشر في ربوع الأوساط
الرياضية، على امتداد مساحة الوطن العربي، فإن الغصّة تقتحم حلوقنا ونحن نتابع
المشاهد النابضة بالروح الرياضية وهي تتجلى بأروع وأنفس صورها، في أعقاب كل لقاء
يجمع الفرق الأوروبية والغربية، لا سيما في المنافسات الرسمية، وكيف أن المصافحة
عادة ما تكون سيدة الموقف، والنهاية الجميلة، بعيداً عن آفة التعصب المُهلكة،
والتي إذا دلت على شيء فإنما تدل على ضآلة تفكير كل مَنْ يعتصم ويلوذ بها.
إنني في الوقت الذي أثير قضية من هذا القبيل،
فإنني أناشد أفراد الأسرة الرياضية الفلسطينية أن يترفعوا عن الغوص في متاهات
التعصب انتصاراً للوطن ولأجياله العظيمة التي تُثبت في كل حين أنها خير مَنْ يحميه
ويذود عن حماه وحياضه.