معركة محسومة سلفاً
كتب محمود السقا- رام الله
زلزال شديد الوطأة
ضرب مفاصل الكرة الأوروبية، وانفجر في أعقاب إعلان 12 نادياً عن استحداث مسابقة
جديدة تحمل اسم "دوري السوبر ليغ"، كبديل يُدر مليارات الدولارات لدرجة
ان كل ناد يحصل على 460 مليون دولار لمجرد انضوائه في منافساته عدا عن
الحوافز الأخرى المغرية والهائلة.
ردود الفعل الصاخبة، والأشبه بالهستيرية، لم تقتصر على المشتغلين
والمهتمين بشؤون وشجون الكرة بل طالت تداعياتها كافة اوساط المجتمع الاوروبي، ومن
ضمنهم النخب السياسية، الذين سارعوا الى التصدي للفكرة واستنكارها وإدانتها
والتعهد بإجهاضها ووأدها وهي في مهدها، ومن بين هؤلاء رئيس الحكومة البريطانية،
ونظيره الاسباني، والرئيس الفرنسي ماكرون.
تفاعل
النخب السياسية مع زلزال دوري السوبر ليغ الاوروبي، يُعزز في الأذهان مدى القوة
الهائلة، التي تتمتع بها كرة القدم، وكيف انها اصبحت من أهم وأعظم الروافد
الاقتصادية، فهي تحقق إيرادات تتعدى بكثير ايرادات صناعة السينما والنشر في أوروبا.
معركة
دوري "السوبر ليغ" سوف تنتهي لمصلحة "الويفا" أي اتحاد الكرة
الاوروبي، و "الفيفا" اتحاد الكرة الدولي، وهذا ما اشار اليه، صراحة،
فلورنتينو بيريز، رئيس الدوري، عندما تخلى عن صمته وقال: سوف يكون لنا لقاء مع
"الويفا"، وسنعرض وجهة نظرنا وندفع بأسبابنا، التي حفزتنا على اجتراح
فكرة "دوري السوبر ليغ"، وهذا اعتراف واضح ان فكرة الدوري سيتوقف مصيرها
على قرار من "الويفا" و "الفيفا"، وكلاهما رافض للفكرة بشكل
مطلق، كونها تضرب كرة القدم في مقتل، لأنها ستكون مُغلقة وحصرية بفرق عملاقة،
وسيكون ذلك على حساب سائر الفرق النادوية الأخرى، ما يؤثر على حجم الإقبال
الجماهيري، وهو العنصر الأكثر أهمية في عالم الكرة، لأنه الأساس في نهضتها
وازدهارها وتغلغلها في كافة الأوساط.