جنازة كبيرة مع أن الميت فأر صغير

كتب محمد ابو عرام
لو كانت هناك جائزة نوبل لضبط النفس ورباطة الجأش لنالها بكامل الإستحاق أعضاء اتحاد كرة القدم.
ولو قدر للانجليز أن يغاروا ذات يوم من أناس أصبحوا مثلهم أو أكثر منهم برودة في الدماء،لغاروا من اعضاء اتحاد كرة القدم.
جهر اعضاء الاتحاد، وقد انتفض اجتماعهم الاخير سواء بالمحافظات الشمالية او الجنوبية، من دون ان يسيل دمعة حزن واحدة من ما حدث، بحقيقة غابت عنا جميعا،نحن من أخذتنا رعشة الألم الى الهذيان والصراخ، حقيقة أننا مغفلون،ساذجون،نقيم جنازة كبيرة مع أن الميت فأر صغير.
الاثنين الماضي اجتمع أعضاء اتحاد كرة القدم في المحافظات الشمالية في جلسة ماراثونية استمرت أكثر من ست ساعات،تمحورت حول الخلافات وبسط النفوذ والسيطرة دون التطرق للمصلحة العامة، وتعالت الاصوات وفض الاجتماع دون الإجماع، على الرغم من أنهم أجمعوا على ضرورة دعوة الهيئة العامة لعقد اجتماع عادي حسب وجهت نظرهم لكي يجدوا الذريعة التي يتمكنوا من خلالها التهرب وحماية أنفسهم.
فحينما تقدم جورج غطاس نائب رئيس الاتحاد بمقترح جديد يقضي بإجراء انتخابات مبكرة أثار حفيظة البعض منهم، حتى وصل الأمر إلى رفض إجراء التصويت عليه والهروب من قاعة الاجتماع.
فلا ندري هل هم حقا يستطيعون تغطية الشمس بغربال وهل يتمكنوا من التهرب، فالهيئة العامة طالبتهم بعقد اجتماع غير عادي وفي أقرب فرصة لحجب الثقة عنهم، كون الشارع الرياضي برمته غير راض عن أدائهم، وهم أنفسهم غير راضون عن بعضهم البعض،وما يدلل على هذا المنطق أن أندية محافظة الخليل بالإجماع طالبت بحجب الثقة وعقد اجتماع طارئ خلال أسبوعين.
فحقا متى سيدرك أعضاء الاتحاد أن الهيئة العامة نادت ورفعت صوتها عاليا بعدم رغبتهم بهؤلاء الأعضاء، ومتى سيدرك أعضاء الاتحاد أنهم يتخبطون في قراراتهم ولا يحترمونها، فكيف نفسر جدولة المباريات ومن ثم التراجع عنها ووقف الدوري، وكيف نفسر تخصيص المنتخب الاولمبي للمحافظات الجنوبية ومنتخب التسعين للمحافظات الشمالية ويأتي مدرب المنتخب ويطالب بضم لاعبين من المحافظات الشمالية، فهل بالفعل هذا هو العمل الإداري السليم، وأين هو موقف رئيس لجنة المنتخبات من تلك المهاترات.
حينما بدأ الشارع الرياضي بالتحرك، خرج رئيس الاتحاد"منطوق الحكم في محاكمة الهزيمة المذلة امام العراق، وتحدث قائلا "أنه خلال 48 ساعة سيكون هناك قرارات ادارية صارمة في مجملها التغيير والتعيين،وأن الهزيمة التي مني بها منتخبنا لا تسمى بالكارثة،وأن الهزيمة لا ينطوي في عمقه وظاهرة على أي أثر من أثار النكسة".
وفي حديثه المبطن نقرأ عما كان يجوش بداخله، بأن الصحافة كعادتها "سخنت" الطرح،وأنبت الجماهير على مجلس ادارة الاتحاد،وحرضت على الفتنة في وقت نحن أحوج ما نكون فيه الى المصالحة والتوافق من أجل الاستمرارية وإجراء التغيير والتصحيح، واتهم أيضا من كان يطالبهم بالولاء بالأيدي الخفية.
فالحقيقة أننا كل يوم نكتشف مدى الغباء الذي يصيبنا معشر الاعلاميين بين الحين والأخر،خاصة عندما نبدأ نترقب جلسات الاتحاد وننتظر قرارات نعتقد بأنها مصيرية أثناء تلك الاجتماعات وخاصة الطارئة منها، فباعتقادنا بأن هؤلاء الاعضاء سيحكمون ولو لمرة واحدة "الضمير" في علاج الأورام الموجودة والتي تكشف عنها الايام الواحد بعد الآخر،ولكن ما كنت وما كنا نتناساه ولا ننساه أن بهؤلاء مناعة ضد الاعتراف بالاخطاء الصغيرة منها والكبيرة على حد سواء.
ولأن حالة الهستيريا التي أصابتني أثناء تصفحي لقرارات الاجتماع الطارئ الاخير لاجتماع الكرة وايضا المؤتمر الصحفي الاخير وانتظارنا لآكثر من 720 ساعة لتلك القرارات التي وعد بها رئيس الاتحاد،هي التي دفعتنا لنكتب مرة أخرى، رغم أننا على يقين بأن ما يكتب لا قيمة له من قبل هؤلاء المتصفحين من اعضاء الاتحاد إن تصفحو ما يكتب عنهم.
فلا يعقل أن يكتب كل يوم مقالات وتحليلات بخصوص مجلس إدارة الاتحاد ولا يتجرأ أحد بالرد.
فيا معشر الرياضيين كفانا مهاترات وكفانا انتكاسات، فليكن لنا كلمة موحدة ولنخرج عن صمتنا ونقول لا وألف لا لهدر المال العام... لا وألف لا للقرارات العشوائية... نعم وألف نعم لحجب الثقة وإجراء انتخابات مبكرة... نعم وألف نعم لمحاسبة المخطئين.
مجرد وجهة نظر
قرار اتحاد كرة القدم بتعيين مدخلة بيانات في لجنة المسابقات، باعتقادنا بأنه قرار خاطئ ولا يستند للمنظومة الإدارية والاجتماعية، كون موقع لجنة المسابقات وعدم وجود أكثر من موظف يدخل التساؤلات في كثير من الأحيان، ونحن مع مبدأ قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق ولكن لنقطع الشك باليقين،فعلى اتحاد الكرة البحث عن مدخل بيانات أفضل من مدخلة بيانات.
Moh_aram@yahoo.com