محمد الصباح ونَبذ المركزية
بال سبورت : كتب محمود السقا- رام الله
هناك أشخاص يفرضون حضورهم في الذاكرة حتى وإن احتجبوا، طوعاً، بسبب انشغالاتهم وارتباطاتهم والتزاماتهم، مثل هؤلاء الأشخاص قيمة حقيقية، تستحق التفاتة أو إضاءة، من اجل التعريف بماضيهم الحافل، وما الذي قدموه وأضافوه في معترك العمل العام؟
محمد الصباح واحد من الكفاءات، التي لا يستطيع المراقب او المتابع القفز عن صفحاته المضيئة، فهو عدا عن مواهبه المتعددة عندما كان لاعباً، فهو، أيضاً، مدرب كرة مرموق، وقد سبق وان تبوأ المرتبة الأولى عندما ابتُعث دارساً في جامعة "لايبزغ" الألمانية المتخصصة بكرة القدم، ومثلما أجاد لاعباً ومدرباً، فإنه يفعل الشيء نفسه إدارياً ناجحاً وخبيراً كروياً لامعاً.
محمد الصباح كتلة هائلة من الأخلاق، بالأمس شاهدته في الملعب، ملتزماً بالجلوس على مقاعد البدلاء، في حين أن تلميذيه، جمال حدايدة، المدير الفني للثقافي، ومساعده مهند عمر، هما اللذان يديران العارضة الفنية.
موقف شد انتباهي، لأن جمال حدايدة ومهند تدربا على يد الصباح، وهو صاحب فضل عليهما، وها هم، اليوم، يقودان الثقافي، على مرأى ومسمع منه، الى جانب كوكبة كبيرة من أفواج اللاعبين والكوادر.
أعلم ان محمد الصباح واحد من بين أعضاء لجنة التسيير، التي تتولى مقدرات نادي ثقافي طولكرم، وقد انبثقت، اخيراً، بعد طول ترقب، وأعلم، أيضاً، انه تبوأ منصب المشرف الرياضي، وأزيد على كل ذلك ان الصباح هو مَنْ أوصى بالثنائي: جمال حدايدة، ومهند عمر، لكنه لا يتدخل في عملهما ولا في خياراتهما، فهما المسؤولان الفنيان، وإذا توجها له بنصيحة، فانه لا يبخل ولا يتردد.
محمد الصباح، ضرب أروع الأمثلة في نبذ المركزية، وانتصر الى منطق توزيع الأدوار والصلاحيات، وهو بهذا التدبير الراقي، أثبت كم هو كبير في تفكيره وسمو أخلاقه ومهنيته.