الفساد الرياضي والمراهقة الرياضية
كتب محمد ابو عرام - أصبح حديث الشارع الفلسطيني عن الفساد المالي الذي كشف عنه النائب العام وبدأت التحقيقات فيه على قدم وساق، وهذا الموضوع وجد صدى اعلامي واسع على كافة الاصعدة وارتياح تام في الشارع الفلسطيني الذي طالب بإتخاذ العقوبات اللازمة وفق القوانين بحق كل من تورط بهذا الفساد،ولكن للأسف ان الرياضيين يجهلون الفساد الرياضي الذي اصبح مستفحلا في الاوساط الرياضية، وخاصة في اتحاد كرة القدم، فمن المفترض ان يتم فتح ملف اتحاد كرة القدم على كافة الاصعدة سواء من الجهات العليا في السلطة الوطنية الفلسطينية او على صعيد الهيئة العامة التي بدأت تتعامل مع الموضوع المالي وكأنه مجرد موضوع لا يستحق الوقوف عنده بشكل متأني،فمنذ تشكيل الاتحاد بعد مجئ السلطة الوطنية واجراء الانتخابات يتم تقديم التقرير المالي دون اي تدقيق او مسائلة، والسبب الحقيقي لذلك يعود الى تعمد اتحاد كرة القدم تقديم التقرير في نفس يوم الانتخابات وقبل عملية الاقتراع بنصف ساعه ويتم مطالبتهم بالتصويت عليه، وللخروج من المأزق يتم تشكيل لجنة خاصة لدراسته وهي مجرد لجنة وهمية"الموضوع الذي يراد انهائة تشكل له لجنة من أجل وأده".
فلا يعقل ان يتم الصرف بطريقة غير منظمة ودون وجود اجندة إذ بدأت الكشوفات الحقيقية تتبعثر بسبب الصرف العشوائي، والدليل على ذلك ان معظم اعضاء الاتحاد يقدمون كشوفات الصرف بعد اكثر من شهر وفيما بعد يحضرون السندات المالية المطلوبة،والدليل أن معظم اعضاء الاتحاد تفاجئوا بتصريح جمال زقوت عندما تحدث عن مصروفات لجنة المنتخبات التي وصلت الى (178) الف دولار عدا عن المبالغ التي تكفل بها رجل الاعمال تيسير بركات،وايضا لا يعقل ان يبقى اتحاد الكرة بدون مسائلة وهو يقوم بعملية الصرف غير المبرمج وخاصة لكل من هو قريب من رئيس الاتحاد ويؤيد افكارة وطروحاته.
الفساد المالي الرياضي وخاصة في مجلس اتحاد الكرة أصبح مستفحلاً، وكل ما يهم معظمهم هو الرحلات المكوكية والحصول على اكبر قدر ممكن من التأشيرات للدخول في موسوعة جينس للارقام العالمية،ولجنة المنتخبات أصبحت هي العمود الفقري في اتحاد الكرة وباقي اللجان أصبحت وهمية،فأين هي لجنة العلاقات العامة على سبيل المثال لا الحصر ومن يرأسها، وما هي رؤيتها؟ وأين واعمالها السابقة؟ وأين دورها في اتحاد كرة القدم.
لجنة المسابقات طالبت مرارا وتكرارا موازنة خاصة بها من اجل استمرارية الدوري وصرف المستحقات والمكافئات المطلوبة منها ولكن دون مجيب،حتى ان رئيس اللجنة اصبح ينفق من أموله الشخصية لتسيير معظم امور لجنة المسابقات،حتى انه تكفل شخصيا بتأثيث مقر لجنة المسابقات في رام الله وانتظر طويلاً حتى حولت له من خلال المقر المركزي في غزة.
من يستطيع ان يثبت عدم وجود فساد مالي في اتحاد الكرة، ويستطيع ان يبرهن لنا عدم انعقاد الاجتماع المركزي للاتحاد قبل اسبوعين في مدينة القدس " مقر اتحاد كرة القدم الرئيس" والذي ينفق عليه سنويا مبالغ طالما ان رئيس واعضاء الاتحاد أقروا بوجود المقر الرئيسي بالرام، حفاظا على القدس، أليس من الاجدر عقد الاجتماع بهذا المقر بدلا من اجتماعهم في غرفة لا تحتمل تواجد اكثر من ستة اشخاص،أليس هذا فساد.
من الذي يتحمل المسؤولية عن مصاريف منتخب الانسات والذي يمثل فريق وليس المنتخب؟؟؟
اسئلة كثيرة تراود كل متتبع للمسيرة الرياضية وكثيرا ما كتبت المقالات التي كانت تحتاج الى ردود ولكن للاسف فقد كانت تضرب بعرض الحائط دون أي قيمة بالنسبة لاعضاء الاتحاد، لأنهم يدركون أنه لا يوجد من يسائلهم او يحاسبهم،فالاتحاد اصبح شركة خاصة يتحكم به شخص واحد يحكمه بأسلوب الديكتاتورية الرياضية والدليل على ذلك هو الاسلوب الذي تعامل به رئيس الاتحاد خلال البرنامج الرياضي الذي بث عبر شاشة تلفزيون فلسطين وأثبت أنه يتعامل بأسلوب لا يليق بالرياضة الفلسطينية.
فمن هنا اتوجه بسؤالي للحركة الرياضية للاجابة عليها وليس لاعضاء الاتحاد كونهم لا يجرؤون على الأجابة لقصورهم:
متى سيتم فتح ملفات اتحاد الكرة ومتى سيتم انهاء التقارير التي شكلت لها لجان؟
متى سيتم توزيع ريع المباريات ومستحقات الاندية؟
متى سيتم تحديد أنظمة وقوانين لعملية الصرف والحفاظ على المال العام؟
متى سيتم فتح ملف المشاركات الخارجية والمصاريف الباهظة عليها؟
متى سيتم وقف الرحلات المكوكية التي اصبحت الشغل الشاغل لبعض اعضاء الاتحاد؟
ومن سيجرؤعلى فتح ملف الفساد الرياضي؟
متى سيتم التعامل مع الرياضة الفلسطينية وفق اجندة وخطط واضحة المعالم والابتعاد عن سياسة الترهل الرياضي"المراهقة الرياضية"؟