حدث ضخم يليق بفلسطين

كتب محمود السقا/ رام الله
الاحداث الكُبرى، غالباً، ما تتحدث عن نفسها بنفسها، وفي تقديري ان هذا الامر ينطبق، بجلاء، على اتحاد التايكواندو، هذا الاتحاد الواعد، نجح في استقطاب بطولة كبرى، وعظيمة القيمة والشأن والدلالات مثل بطولة فلسطين الاولى في التايكواندو، بمشاركة ثلاث عشرة دولة، عربية واسلامية وأجنبية، ويتنافس على جوائزها وميدالياتها ما يربو على 350 بطلاً.
النجاح في تنظيم البطولة في قلب فلسطين يُحسب، اولاً واخيراً، للقيادة الرياضية وللجنة الاولمبية ولاتحاد اللعبة، ولا شك ان تضافر جهود هذا الثالثوث هو الذي حول الحلم الى حقيقة، وهو الذي سيجعل من فلسطين مَحجاً وشيكاً لأبطال هذه اللعبة، وللقائمين عليها، من خلال حضور رموزها وشخصياتها وقياداتها، الدولية والاقليمية والعربية.
فلسطين بأمس الحاجة الى مَنْ يشد أزرها، ويأخذ بأيديها، فالرياضة أصبحت لغة العصر، والمعيار الأمثل والدقيق لحالة الحراك والنشاط، ووجود هذا الحشد الضخم من اللاعبين والاداريين هو نجاح ما بعده نجاح، فأعداد المتنافسين ليست بسيطة، بل وفيرة، ما يعني انها تحتاج الى طواقم وكوادر وكفاءات ادارية وتحكيمية، من اجل ضبط نبضها، تمهيداً لايصالها الى حيث مرافىء وشواطىء الامان، خصوصاً وأنها مُصنفة من فئة الـ G1، ما يعني ان نتائجها سوف تُعتمد في كشوفات واوراق ووثائق وذاكرة الاتحاد الدولي للعبة.
قيادة الحركة الرياضية، وكل ما يتفرع وبنبثق عنها على المحك، فالنجاح، الذي لا بديل سواه، ينبغي ان يتصدر المشهد، وأن يتبوأ العناوين العريضة، وبلوغ هذا الهدف، السامي والنبيل، انما سيكون له انعكاساته الايجابية الوافرة، ليس فقط على نبض الحركة الرياضية الفلسطينية، على اهميته وجدواه، بل يتعدى الامر ذلك ليشمل ابعاداً وزوايا اخرى، وفي مقدمتها خدمة القضية الفلسطينية، والمشروع الوطني التحرري، فالرياضة في خدمة السياسة، وبامكانكم ان تسألوا الرئيس الفرنسي، اولاند، وبمقدوركم، ايضاً، ان تُدققوا في تصريحاته، لمناسبة انتهاء منافسات يورو 2016 حتى يتبين لكم الخدمات الجليلة، التي تُسديها الرياضة للسياسة.