شريط الأخبار

الفدائي يصنع الفرحة من قلب الألم

الفدائي يصنع الفرحة من قلب الألم
بال سبورت :   …

 الرياضة الفلسطينية تنتصر رغم الجراح


كتب حسام الغرباوي- غزة


في لحظةٍ امتزج فيها النبض الرياضي بروح الوطن الجريحة، نجح المنتخب الوطني الفلسطيني في التأهل رسميًا بعد فوزه الثمين على منتخب ليبيا بركلات الترجيح، ليصنع فرحة غير عادية لشعب يعيش بين الركام، ويُقاوم الموت اليومي بصوت الحياة.

  لم تكن المباراة مجرد مواجهة كروية؛ كانت معركة صمود خاضها الفدائي باسم كل أم ثكلى، وكل طفل محاصر، وكل مدينة تتنفس تحت وطأة الدمار. فبين القصف والحصار، وبين دموع الفقد ورائحة الركام، أصرّ الفدائي على أن يرفع علم فلسطين عاليًا، ليقول للعالم: نحن هنا… ما زلنا ننبض… وما زالت إرادتنا أقوى من الألم.


** فرحة تُولد من عمق الجرح

جاء هذا التأهل في وقت يعاني فيه الشعب الفلسطيني من حرب إبادة قاسية، سلبت منه الأمان لكنها لم تسلبه الإصرار، فبينما يحاول الاحتلال طمس الهوية الفلسطينية، تخرج الرياضة لتثبت أن الهوية لا تُقهر، وأن الروح الوطنية أقوى من كل محاولات المحو.

  في مخيمات الإيواء، في الخيام، وفي شوارع غزة المدمرة، ارتفعت صيحات الفرح، فرحٌ بسيط… لكنه عميق ومختلف، فرح يقول: "ما زلنا نعيش… وما زال لنا حلم… وما زلنا نستطيع أن نحتفل رغم الألم”.


** الرياضة الفلسطينية… صوت وطنٍ لا ينكسر

أصبح المنتخب الوطني اليوم أكثر من فريق كرة قدم؛ أصبح رمزًا للمقاومة الناعمة، وسفيرًا لقضية تحاول البقاء في الذاكرة العالمية، ففي كل مباراة، يحمل اللاعبون رسالة الفلسطيني الذي يريد أن يعيش بكرامة، ويغني نشيده في وجه العتمة.

  لقد أثبت الفدائي أن الرياضة ليست مجرد منافسة، بل متنفس للشعب، مساحة صغيرة يهرب فيها من قسوة الحرب، ويجد فيها لحظة انتصار تعيد إليه شيئًا من الأمل.


** وجع لا يُخفى… وفرحة لا تُقهر

مع كل ركلة ترجيح، كان قلب فلسطين يخفق، ومع كل هدف، كان هناك وجه يتذكر شهيدًا، وقلب يستعيد بيتًا هُدم، وذاكرة تستحضر لحظات هربٍ بين الدخان، لكن هذا الفوز حمل قيمة كبيرة في وجدان الناس؛ فهو انتصارٌ في زمنٍ يندر فيه الفرح.


** رسالة للعالم

انتصار الفدائي على ليبيا ليس مجرد حدث رياضي؛ إنه رسالة للعالم بأن الفلسطيني، رغم الجوع والحصار والدمار، ما زال قادرًا على أن ينهض ويبدع ويهتف للفرح، إنها رسالة أن الهوية الفلسطينية ليست ورقة يمكن تمزيقها، بل روح واحدة لا تموت.


** ختاماً..

صنع الفدائي فرحةً فلسطينية من قلب الألم، وأعاد التذكير بأن الرياضة كانت وستبقى مساحة مضيئة في حياة شعبٍ أرهقته المأساة، لكنها لم تكسر روحه.

فبين الألم والفرح، بين البكاء والهتاف، يكتب المنتخب الوطني صفحة جديدة من تاريخ الصمود، ويثبت أن فلسطين، مهما اشتدت الجراح، ستبقى واقفة وقادرة على رفع علمها في كل ساحات العالم.

مواضيع قد تهمك