الأخوين فايز وفوزي نصار…حين يتحول العطاء إلى سيرة وحين تصبح الرياضة وطنا آخر
كتب خالد القواسمي - فلسطين
الاوطان التي تنجب رجالا يشبهون ترابها لا يمكن للتاريخ أن يمر مرورا عابرا وفي خليل الرحمن المدينة التي تخبئ في حواريها ذاكرة وطن ووجوها لا تنسى خرج الاخوين فايز وفوزي نصار ليشكلا معا فصلا مختلفا من حكاية الرياضة الفلسطينية.
حكاية مكتوبة بالعرق بالصبر وبالإيمان الذي هما ليسا مجرد إعلامي ومدرب بل ذاكرة تمشي وصوت يعيد ترتيب الفوضى وقلب يعرف تماما كيف تنبض الرياضة حين تمارس بصدق.
فايز نصار رجل يوصل الليل بالنهار من أجل انقاذ ذاكرة وطن من الضياع فهو ينتمي الى فئة نادره من الذين يحرسون الذاكرة ويعطون للتاريخ فرصة ثانية كي يروى كما يجب عمله في التوثيق ليس مجرد هواية بل معركة ضد النسيان والسرقة.
ابا وئام كتب وثق دقق ونبش في أرشيف السنين فأحيا روح الرياضة كانت مغيبة واخرجها من حالة الاندثار والاختفاء لتروي تاريخا من ذاكرة الوطن الرياضة الفلسطينية لكن تبقى بحاجة الى وقفه جاده من الجهات المسؤولة لاحتضانها وتوثيقها في مجلدات لطباعتها بأحرف من نور كي تبقى مرجع يضيء درب الاجيال القادمة .
وحين يتحدث ابا وئام تتجلى فيه هيبة الباحث وحرقة الوطني يؤمن أن الإعلام الرياضي ليس زينة للمشهد بل ضمير مهني وأخلاقي وأن على الصحفي أن يكتب بقدر ما يشعر وأن يروي بقدر ما يعرف.
فايز نصار ليس إعلاميا فحسب إنه من القلاع الرياضية القلائل التي تحمي الماضي وجسر يصل الأجيال ببعضها.
** فوزي نصار… مدرب صنع من الموهبة رسالة ومن التدريب وطنا صغيرا
فوزي نصارالرياضي المعتق الحارس الامين لناديه الام اهلي الخليل والحكم والمدرب رجل من طين الملاعب من أولئك الذين تمر السنين ولا يتغير فيهم شيء سوى الحكمة لعب ثم درب ثم حمل هم اللعبة كما يحمل رجل هم بيته.
الاب الحاني لقطاع الفئات العمرية حمل حقيبة فيها أحلام الصغار ونصائح الكبار ويعرف تماما أن تطوير الرياضي ليس مجرد تدريب بل بناء إنسان وحياة ومسارآمن بفكرة بسيطة لكنها عميقة أن الرياضة القاعدية هي بداية كل شيء أن كرة القدم والالعاب الرياضية قادرة على النهوض وأن الفتى الذي ينتظره مستقبل مشرق يحتاج قبل الملعب إلى من يفهمه ويؤمن به.
يقول كثيرون إن فوزي نصار مدرب لكن الحقيقة أنه صانع رجال وخيط من خيوط النور التي تبني الفرق قبل أن تبني الانتصارات.
* حكاية الاخوين نصار لا تشبه سواها
قد يختلف طريق الأخوين وان جمعتهما بعض الجوانب في مجال التدريب الرياضي فايز بقلمه وأرشيفه وفوزي بصفارته ورؤيته لكن ما يجمعهما أكبر بكثيرالعطاء اللامحدود والانتماء والوطن الذي يمر عبرهما إلى قلوب الناس والمتتبع لمسيرتهم يشعر بأن الميدان يمر بين اصابعهما.
تاريخ محفوظ في عقل فايزومستقبل يبنى بيد فوزي وفي المنتصف روح واحدة تقول لن نترك الرياضة الفلسطينية فهي جزء من حالة نضالية ومعركة صمود حضارية فلسطينية في وجه طغاة العصر الحديث.
بعض الرجال يكبرون لأنهم منحوا من عمرهم ما يستحق أن يكتب ابناء عودة الله نصار ابناء المناضلة المكافحه التي صمدت على مدخل شارع الشهداء وتصدت ودافعت عن الشباب الفسطيني وانقذتهم في مشاهد عديده من الاعتقال الراحلة ام فايز ليسا مجرد اسماء ولا مراحل عابرة في الذاكرة هما درس في الإخلاص ونموذج في العطاء وسيرة تستحق أن تُروى كما تروى قصص الكبار
وما بين أرشيف فايز وخبرة فوزي ولدت حكاية فلسطينية جديدة حكاية تقول إن الرياضة ليست مجرد لعبة بل إرث… وانتماء… ورجال يعرفون كيف يصنعون الفارق.
حمى الله فلسطيننا ورجال فلسطين اصحاب الانتماء والعطاء.