شريط الأخبار

الكائن الفضائي..

الكائن الفضائي..
بال سبورت :  

كتب محمود السقا- رام الله

"الامور بخواتيمها"، هكذا قالت العرب، وهي على حق، وخاتمة "اليورو" اليوم، وسوف تتضح هوية البطل، وإن كانت فرنسا هي الأقرب لارتقاء منصات التتويج، رغم أن الكرة لا أمان لها، فهي تعطي مَنْ يعطيها، وتجزل له العطاء، وتدير ظهرها لمن يتعالى ويترفع عليها.
اليوم تسدل الستائر عن المشهد الأخير من منافسات اليورو، وهي ثاني أرفع بطولة عالمية شأناً بعد المونديال.
فرنسا تتسلح بالعديد من العناصر والمزايا، لعل أبرزها: الارض والجمهور، وشحنة الثقة بالنفس الهائلة، التي اكتسبتها بعد التفوق على الألمان بثنائية "جريزمان"، هذا الفتى الذهبي، الذي بدأ حياته الكروية بداية شديدة التواضع لدرجة ان السواد الأعظم من الفرق، أعرضت عنه، نظراً لهزال وضآلة جسمه، وبدلاً من ان يستسلم وينكفئ على نفسه، ويجتر احزانه، فقد عزف على وتر التحدي والاصرار فجدّ واجتهد وثابر، وطوح باليأس والقنوط خلف ظهره، فكان من الطبيعي ان يكون النجاح والنبوغ والتفوق حليفه ورفيق دربه وونيسه، وهي مناسبة نستغلها كي نهمس في أذن لاعبينا المحليين ونقول لهم: "ومن لا يحب صعود الجبال/ يعش أبد الدهر بين الحفر".
نظرياً، وربما عملياً، فإن فرنسا قادرة على أن تُكلل نجاحاتنا باضافة اللقب الثالث، فهناك توازن في صفوفها الثلاثة، وهناك نجاعة هجومية بوجود "جريزمان"، هداف المسابقة، و"جيرود"، رغم ان الاخير ما زال تائهاً داخل صندوق الجزاء، وهناك خط وسط فعال، نظراً لمرونة ونجاعة طريقة 4-3-2-1، وهي الطريقة، التي اعتمدها "ديشامب"، واسقط بها "الماكينات الألمانية"، مُعتمداً على اقفال الخطوط الخلفية في حال فقدان الكرة، وفرض كثافة هجومية ضاغطة حال الاستحواذ، بانضمام "بوغبا" لركب المهاجمين.
ترشيح فرنسا بحيازة التاج لا يعني، بالمطلق، ان البرتغال ليس لها حظ، فالوصول للنهائي، حتى في ظل بداية خجولة معناه: ان عنصر الثقة انما يملؤ نفوس كافة اللاعبين، وهناك العنصر الأهم، وهو "رونالدو"، هذا النجم، الذي يعاود التوهج كلما اعتقدنا ان نجمه في طريقه للافول والزوال، ويكفيه فخراً وزهواً، انه سجل أغرب هدف في البطولة في مرمى "ويلز" عندما ارتقى ما يزيد على المترين، ومكث مُحلقاً في الهواء سبعة اجزاء من الثانية فنعته محمد ابو تريكة بـ " الكائن الفضائي".

مواضيع قد تهمك