الثالوث السحري..

كتب محمود السقا- رام الله
إذا كان النجاح
والتفوق وإصابة الأهداف، ينهض على عدة عناصر ومرتكزات، فإن عنصر الإدارة، خصوصاً
الرشيدة، هو الذي يتصدر المشهد، وهو الذي يصطف في المواقع الأمامية.
الإدارة
فن وعِلم وقدرة على توظيف كل ما هو مُتاح، وهي شأنها شأن السياسة، فهي فن المُمكن،
والإداري الناجح، أصبح كما العملة النادرة، مثله مثل لاعب الكرة المهاجم.
غياب
الإدارة هو الذي يُهدد الكرة الأرجنتينية في الوقت الحاضر، وهو الذي يُهدد حاضرها
ومستقبلها، فهناك فراغ إداري، أكان على مستوى قيادة اتحاد الكرة أو سائر المنظومة
الكروية.
كرة
الأرجنتين، كانت حتى أمد قريب، هي الأعلى كعباً، والأرفع شأناً، والأكثر حضوراً،
خصوصاً في المنافسات الأممية الكبرى، فقد شاهدنا منتخب "التانغو" حاضرا
في ثلاثة نهائيات، اثنان في بطولة "كوبا أمريكا"، وتحديداً، في آخر
نسختين، لكنه خسر أمام التشيلي، وسبق وان فعل الشيء نفسه عندما تعثر أمام ألمانيا
في نهائي مونديال 2014 البرازيلي.
الحضور
اللامع لكرة الأرجنتين في طريقه للاختفاء والزوال، بسبب غياب الإدارة وتورط
القائمين على الكرة بالفساد.
لم
يشفع لكرة الأرجنتين أنها قدمت للعالم أرفع المواهب الكروية، قيمة ووزناً أمثال:
ميسي و"الولد الشقي" مارادونا، وكلاهما ملأ الأرض والآفاق إبداعاً
وصخباً وضجيجاً، بفضل مواهبهما المتعددة والهائلة. كل ذلك لم يُفسح المجال أمام
السحر الكروي كي يتواصل، ويمضي في طريق المجد والعُلا، نظراً لغياب الإدارة
الرشيدة.
الإدارة
هي الشطر الأكثر تأثيراً في عالم الكرة وسواها، وهي العامل الحاسم في معانقة
النجاح ومراكمته، وإذا كان المال والموهبة عنصرين مهمين، فان الإدارة هي الضلع
الثالث، الذي لا يمكن القفز عنه او تخطيه، لأنه يشكل الثالوث السحري للإبداع
والعطاء.