شريط الأخبار

مبادرة برشلونة بين التطبيع .. والتطقيع

مبادرة برشلونة بين التطبيع .. والتطقيع
بال سبورت :  


كتب بدر مكي/ القدس

في شباط الماضي، حضر رئيس نادي برشلونة روسيل طارحا فكرة اقامة لقاء بين النادي الكبير في العالم وفريق اخر يمثل لاعبيين فلسطينيين واسرائيليين، تلك الفكرة التي يعتقد رئيس نادي برشلونة، انها قد تساهم في السلام بين الجانبين، من حقه ان يعتقد، ولكن الاجابة الفلسطينية في هذا الصدد والرد على الفكرة، جاءت بشكل قاطع وبعيدا عن التأويل، ان الكرة في الملعب الاسرائيلي، أي انه على الجانب الاسرائيلي ان يلتزم بمبادئ الشرعية الدولية وقرارات الامم المتحدة، المتعلقة بانسحابه الكلي من اراضينا في العام 67، ولكن سياسة "التطقيع" التي يمارسها الكيان، بحاجة لمن يلجمها، ونعتقد ان اللواء جبريل الرجوب قادر على ذلك، في اطار الالتزام الفلسطيني بالميثاق الاولمبي، الذي يتعرض يوميا للانتهاكات من المحتل عبر اجراءات بحق رياضيينا ومنشآتنا ومستلزماتنا الرياضية.

بأي حق يمنع الاحتلال، الرياضيين من حرية الحركة والتنقل، وباي حق مسموح للاحتلال باقتحام ملاعبنا كما فعل في ملعب جبل الزيتون في بطولة للاطفال، وباي حق يقصف الاحتلال ملاعبنا في غزة ويدمرها، وباي حق ينتهك الاحتلال الميثاق الاولمبي، عندما يتعرض لنا ليل ونهار، وقد اصبحنا دولة مراقب في الامم المتحدة، ولنا عضوية في المؤسسات الدولية الرياضية برمتها وفي مقدمتها الفيفا واللجنة الاولمبية الدولية.

ان مبادرة نادي برشلونة، قد تتحقق، نقول قد .. وهنا قد تفيد التشكيك، عندما ينسحب الاحتلال من ارضنا وبحرنا وسمائنا، عندما يحترم حدودنا وكرامتنا وانسانيتنا ورياضتنا، عندما تقام دولتنا على كامل ترابنا الوطني .. وعندها لكل حادث حديث، ومن حقنا يا برشلونة .. ان نقيم معك علاقات تتسم بالود والصداقة والصراحة .. بعيدا عن مبادرة .. تعتبرها .. نبيلة !! ولكنها مع هذا الكيان ليست ولن تكون كذلك.

وقد اكد اللواء الرجوب .. انه لا علاقة لنا بتلك المبادرة، والكرة في الملعب الاسرائيلي .. حين يرحل .. ويعترف .. باننا كيان وطني .. له حقوق اساسية وانسانية وتاريخية في هذه الارض .. التي تعيش فينا .. فاننا .. سنرى .. وحتى نرى تلك اللحظة التاريخية برحيل الاحتلال عن ارضنا، فيجب ان نسعى الى طرده من المنظومة الرياضية العالمية، والتي لا ضرر ولا ضرار على تلك المنظومة .. ان تقوم وتعيش وتعمل بدون هذا الكيان العنصري .. الذي يتحدى العالم والمنظمات الدولية المنبثقة عنه، وبعد اعتراف الامم المتحدة بنا، فحري بنا ان ننقل المعركة الى المؤسسات الدولية، وعلى رأسها - وضمن اختصاصنا - المؤسسات الرياضية الدولية، التي عليها ان تتحرك من اجل كبح جماحه وممارساته التي تطال الشجر والحجر والانسان في بلادنا.

ان الحديث عن التطبيع في سياق مبادرة برشلونة، يجب ان يسأل عنه القائمون على المبادرة ما دام ليس لنا علاقة بها، لا من قريب ولا من بعيد، لان البعض يغرد فعلا خارج السرب، ويكثر من التقولات لاسباب في نفسه، وكأن التطبيع يهرول علينا .. بل وكأنه الشغل الشاغل لنا .. والحقيقة .. اننا منشغلون عنه، لافظون له .. وليس لدينا الوقت للتفكير فيه .. ما دام ليس لنا علاقة به.

اهلا وسهلا .. برشلونة .. على ارض فلسطين .. وحدك .. بنجومك .. وعندها لن تكون وحدك على ارضنا .. سنكون كلنا .. معك .. نهلل لك .. وعندها لا فرق بين مدريدي وبرشلوني .. سنشجعك اسوة بمنتخبنا .. نظير مبادرتك باللعب معنا .. على ارضنا .. ارض اجدادنا .. وحدنا .. لا ينازعنا فيها احد .. هيا .. أقبل .. ولا تدبر.

مواضيع قد تهمك