شريط الأخبار

كرة القدم في الطريق الى فلسطين

كرة القدم في الطريق الى فلسطين
بال سبورت :  

كتب اسماعيل غانم

اربعة وستون عاماً مضت بمرارتها ... ومرت ونحن ننتظر أن نشم رائحة زهر البرتقال في سهول حيفا ويافا .. ولا زلنا ننتظر ... اربعة وستون عاماً وكل عام نرفع اعلامنا السوداء ونستذكر رائحة التراب الزكية ونحلم أن يجبل عرقنا ودمنا بترابها .. اربعة وستون عاماً من الكفاح والنضال والمقاومة بمختلف أشكالها من أجل أن نعلن للعالم أننا شعب حي ..... ارتفع خلالها صوت محمود درويش بـ ِ -على هذه الأرض ما يستحق الحياة- و وطني ليس حقيبة وأنا لست مسافر ـ اربعة وستون عاماً ونحن نحاول أن نعلن للعالم أننا هنا على هذه الأرض باقون وبانتظار تلك الأرض صامدون .. بكل أشكال الإعلان السياسي والثقافي والكفاحي وها نحن اليوم ندخل الى قاموس العالم الحر بشكل جديد وأسلوب جديد عبر كرة القدم ليجتمع على هذه الأرض المقدسة .. أرض الرسالات... ومهد الحضارات ... مجموعة من مبعوثي أمم الأرض ليكون افتتاح احياء ذكرى النكبة مع فريق جاء من بين ثنايا شعب خاض ضد قوى الاحتلال أشرس المعارك وخرج منتصراً على الطاغوت انها فيتنام ايها الفلسطينيون .... فيتنام هوشي منه وفيتنام الجنرال جياب وفيتنام الصمود والانتصار على الاحتلال والجلاد .. فيتنام رمز حرية الشعوب ... فيتنام التي ستفتتح البطولة مع أبناء فلسطين القابضين على جمر الوطن ... الحارسين لحلم العودة والدولة والانتصار ... الصامدين أمام جبروت المحتل .... المنتظرين لساعة النصر والحرية لأسرى الوطن القابعين في زنازين العتمة والظلمة بانتظار فجر الحرية القادم .

ويا لعجائب الصدف حين نقرأ عن الفريق الثاني في المجموعة الفلسطينية لنجده قادماً من سريلانكا التي خلدت ياسر عرفات بمسجد وشارع يحمل اسمه ايمانا بعمق العلاقة التي تربط هذا البلد الذي خرج من نكبة تسونامي ليبني بلده من جديد وليخلد زعيمنا ورمزنا وقائدنا التاريخي .

وفي نفس المجموعة التي ستخوض غمار هذه البطولة سيطل علينا فريق جاء من تلك الدولة الاسلامية التي اندمجت مع فلسطين في اللفظ الانجليزي فعندما كنت تقول " بالستاين " " Palestine " كان يخيل للسامع انك تقول باكستان فيتبعها اسم القدس ثم ليتعرف عليك أكثر كنت تقول " ياسر عرفات " لذا فهي شقيقة الروح جاء أبناؤها ليعلنون من على هذه الأرض أن فلسطين ومهما طال زمن الغربة ستنتصر ولا بد للنكبة أن تصبح من التاريخ المؤلم في ظل الوعد القادم بالنصر المؤزر للمظلومين والمسحوقين فشكراً لكم ايها الفيتناميون والسريلانكيون والباكستانيون على حضوركم الى هذه الأرض ليحتضنكم شعبها بكل حفاوة وترحاب .

نترك المجموعة الاولى لنغوص في بحر الثانية لنجدها تضم فرقاً جاءت من بلاد تشترك معنا في خصائص عديدة فهي دول لا زالت تخط الأحرف الاولى من تاريخ الكرة لديها فمن وسط آسيا ومن طشقند وسمرقند يأتي الاوزباكستانيون يحملون في جعبتهم كرة وفي عقولهم وقلوبهم حباً لفلسطين وأهلها ليشاركونا استذكار التاريخ الأليم تاريخ النكبة والتشريد في أصقاع الدنيا من أجل أن نواصل العمل لرفع الظلم الذي كتم انفاسنا منذ ستة عقود ونيف وليركلوا الكرة بالشراكة مع اخواننا القادمين من كردستان العراق في رسالة من العراقيين مفادها كنتم أول من لعب على ارضنا بعد سنوات العذاب والحرب ولن نخذلكم سنكون معكم في رسالة رفع الظلم عن أرض البرتقال الحزين والأقصى الأسير . ومعهم الإندونيسيون القادمون من أرض الجزر من جاكرتا وسومطرة ليعلنوا وقوفهم مع شعب فلسطين في صراعه السياسي والثقافي والاجتماعي والرياضي لنيل حريته التي طال انتظارها .

أما الثالثة فهي المجموعة العربية الخالصة مجموعة النشامى أشقاء الروح وشركاء الألم والمعاناة بوابة فلسطين نحو العالم الخارجي منذ ان انتزع الشعب من أرضه قبل ما يقارب ثلثي قرن ولا زالت الاردن تقف وقفة الأخ لأخيه تسند مشروعنا وحلمنا وتحتضن نصف شعبنا بانتظار العودة ومعهم تونس الخضراء حاضنة الثورة وفاتحة الربيع العربي سيرسمون مع موريتانيا روعة الكرة الافريقية في ارض نابلس والبيرة والقدس فأهلاً بكم على هذه الأرض التي عشقناها وجبلنا ترابها بعرق فلاحيها الطيبين وثوارها الجسورين ولا يسعنا الا أن نرسم وساماً من الورد والياسمين حول رقبة كل حر من أبناء العرب الغيورين الذين لن ننسى يوماً إسنادهم لنا في الزمن الحزين .

ومع نهاية الكلام لا بد لنا أن نعبر عن عميق امتنانا للرجل الذي حوّل الرياضة الى رسالة سياسية تمهد لدولة الحرية القادمة وأصبح رمز الرياضة في فلسطين السيد جبريل الرجوب باني الرياضة الفلسطينية وباعثها من سباتها فيا أبناء جبل النار و جنين ورام الله وطولكرم وبيت لحم والخليل والقدس ها هي فرصتكم للالتقاء مع مبعوثي الأمم لتعلنوا عن أن النكبة قد طال أمدها وأن النصر لا بد قادم .

مواضيع قد تهمك