شريط الأخبار

قص ولصق....

قص ولصق....
بال سبورت :  

بقلم عبد الرحيم أبو حديد/ الخليل

ازداد الاهتمام بالرياضة الفلسطينية في السنوات الأخيرة ,وصاحب ذلك حراك إعلامي نشط بنقل وتغطية الأحداث الرياضية، حتى أن المواطن العادي أعطى مساحة أوسع من ذي قبل لمتابعة الأنشطة الرياضية, وهذا دفع بعض الصحف إلى زيادة عدد الصفحات الرياضية وبعضها خصص ملحق رياضي، كما انتشرت المواقع الرياضية على الشبكة العنكبوتية بشكل لافت .

ومع ذلك لم نجد تطور مهني ملحوظ في العمل الصحافي موازي للتطور الرياضي وأصبح المتبع للشأن الرياضي يكتشف أن كل الأخبار مكررة ومنقولة وأحيانا ( مسروقة ) سواء من صحيفة لموقع الكتروني أو موقع الكتروني لصحيفة .

وفقدنا البصمة الواضحة والمميزة للصحف ولمواقعنا لالكترونية, لأسباب متعددة وأهمها حسب اعتقادي أن المراسلين ( المتطوعين ) يكتبون لأكثر من جهة فترى التقرير الموجود في الموقع على الشبكة العنكبوتية هو نفسه في اليوم التالي على الجريدة وأحيانا أكثر من جريدة هذا أول الأسباب، أما ثانيها فهو اعتماد الصحف على الأخبار المنقولة فقط ولا يتم الاعتماد على التحقيقات والتحليلات الصحفية الخاصة بها .

وثالثا أعتقد أن الصحف والمواقع الإلكترونية تحسب الأمور بشكل مبالغ به, فلا يمكن أن تقوم بتنزيل تحقيق صحفي أو تحليل معين, من الممكن أن يؤثر على علاقات المؤسسة الإعلامية سلبا سواء بأندية أم باتحادات أم بأشخاص، وهذا سبب أفقد الإثارة في النقد ودائما يتوق القارئ إلى الإثارة في التحليل وخصوصا التحليل الناقد، وأكثر ما يزعج القارئ هو المجاملة والنفاق وأنا لست ضد إعطاء المجتهد حقه ولكن أنا مع إعطاء المقصر قدره .

أما السبب الرابع فهو عدم تأكد الجهة الإعلامية من الخبر المرسل من قبل الأندية والمؤسسات والمراكز الشبابية فكثير من الأوقات يرسل النادي خبر فيه مبالغة كبيرة تصل لدرجة الكذب فلا يتابع ولا يتأكد من صحة الخبر.

وخامسا غياب الصحفي الفلسطيني عن تغطية الأحداث العربية والعالمية, وتقوقعه فقط في الأحداث المحلية .

سادسا الاستهتار بالقراء من حيث التحرير حيث تجد الكثير من الأخطاء الواردة في الخبر من حيث اللغة, ومن حيث المعلومة كما أن بعض الصحف للأسف لديها الإمكانية لإنزال أي خبر فبعض رؤساء الأندية والاتحادات تعتقد انه طالما الإضاءة مسلطة عليه فهو يعمل معتقد أن نجمه ساطع والجميع يتابع أخباره ويظن أنه مميز ويمن على القراء بتحركاته اليومية وأنشطته العادية, وربما إذا تحدث مكالمة هاتفية مع زوجته يقوم بنشر خبر ظانا انه هو والأمير وليام بنفس الشهرة .

أما السبب الأخير فهو الإطالة أحيانا والتقليد أحيانا أخرى فترى القارئ عند قراءته لخبر أو تقرير مباراة تراه يبحث عن النتيجة ويبتعد عن التحليل لقلة ثقته في التحليل .

فأصبحت أخبارنا الرياضية عبارة عن قص ولصق لا جديد, نمطية, تقليد, ثرثرة, مبالغة كذب مجاملة, بعد عن التحليل .

أما إعلامنا المسموع " يا ريت " أن لا يكون مسموع, تسمع كل شيء ما عدا الرياضة وكل ما تسمعه هو قراءة عن المواقع الالكترونية والصحف، وفي هذه الأيام نرى موضة إعلان الصفقات يبقى المذيع ساعات على موجة مفتوحة وينتظر الجمهور الصفقة وينتظر وينتظر والمذيع يبقى على الموجة المفتوحة ويخرج عليهم بخبر تجديد عقد لاعب له سنوات يلعب في النادي، وناهيك عن الموجات المفتوحة قبل مباريات الدوري الاسباني أو دوري أبطال أوروبا .

بخصوص الإعلام المرئي فاعتقد انه غير مرئي، وهناك قليل من البرامج الرياضية على تلفزيون فلسطين وبعض المحليات .

ومن هنا يترتب دور مهم ومحوري على نقابة الصحفيين الرياضيين, فيجب أن تعمل على خلق أجواء صحفية مهنية, وتقوم بتثبيت الصحفيين الشباب, ودعمهم,و تقويتهم,وتحافظ على حقوقهم المعنوية و المادية فالكثير من الصحفيين يعملون بدون عقد عمل وبلا راتب وبلا حتى مكافأة .

فلذلك يجب وضع لوائح وقوانين وأنظمة تنظم وتحمي العمل الصحفي في المجال الرياضي مع احترامي وتقديري لكل صحفي رياضي يقف ساعات في البرد والحر متطوعا من اجل الرياضة الفلسطينية, وكلامي لا ينقص من قيمة أي صحفي فلسطيني وكلنا يعرف أن الصحفي إذا توفرت لديه عوامل الإبداع يبدع, ولكن الأمور بحاجة إلى ترتيب ومتابعة أكثر.

مواضيع قد تهمك