رابطة الصحفيين الرياضيين
كتب فايز نصار/ الخليل
يطلع الإعلام الرياضي بدور متقدم في النهوض الرياضي العام ، ويشكل مرتكزا هاما يساهم في تطور الحركة الرياضية في مختلف البلدان ، بما يجعل القائمين على الحركة الرياضية يولون هذا القطاع اهتماما خاصا .
والإعلام الرياضي الفلسطيني، الذي واكب ترسيخ المثل الرياضية الفلسطينية ، منذ قيام السلطة الوطنية على أرض الوطن، يعيش هذه الأيام مرحلة انتقالية هامة ، يأمل محبو الرياضة الفلسطينية أن تكون المنعرج المطلوب ، لوضع قطار الإعلام الرياضي على السكة السليمة .
ويبدو أن مرجعية الإعلام الرياضي في فلسطين تشكل السؤال الأهم، الذي يجب أن تجيب عليه المرحلة القادمة ... فبعد إنشاء وزارة الشباب والرياضة ، اثر قيام السلطة كانت الوزارة مرجعية لاتحاد الإعلام ، بثوبه الأول ، الذي ضم في صفوفه الإعلاميين محمد العباسي وتيسير جابر وراسم عبد الواحد وفايز نصار وإبراهيم ملحم ومحمد صبيحات وحاتم قفيشة ، واطلع اتحاد الإعلام "يومها " بدوره ، وخاصة في مجال التأهيل والتدريب ، وتعاقب على قيادته عدة مجالس ، من خلال انتخابات حظيت بمباركة اللجنة الاولمبية ونقابة الصحفيين ، حتى أقدم الوكيل السابق للوزارة على حل الاتحاد ، لأسباب لم تقنع كثيرا من العاملين في هذا القطاع .
وبعد اندلاع انتفاضة الأقصى، والشلل الذي أصاب الحركة الرياضية ، أدرك عد من الإعلاميين أهمية تفعيل دور الإعلام ، فاجتمع سامي مكاوي واحمد البخاري ومحمود السقا وبسام أبو عرة وراسم عبد الواحد ومحمد العباسي وياسين الرازم، في صالون إعلامي في القدس ، لينضم لهم في وقت لاحق تيسر جابر وفايز نصار ومحمد صبيحات ... وانبثقت الاجتماعات عن ولادة رابطة الصحفيين الرياضيين ، التي تعتبر ذراع الإعلام الرياضي لنقابة الصحفيين الفلسطينيين .
ولعبت رابطة الصحفيين دورا هاما في التمهيد للحراك الرياضي ، وحاولت مساعدة الإعلاميين الرياضيين في مختلف المجالات ، بما ساهم في جعل الإعلام الرياضي الفلسطيني يحتل مرتبة مهمة عربيا وقاريا ودوليا .
وبعد انتهاء الفترة القانونية لمجلس الرابطة تقرر عقد اجتماع الهيئة العامة ،ودعوة الإعلاميين الرياضيين لدراسة مستقبل الرابطة ، في أجواء الحراك الرياضي الفاعل ، وبما يضمن للإعلام الرياضي مساهمة أكثر ديناميكية وواقعية ، وبما يحوله إلى رافعة وطنية في قطاع الرياضة .
في خضم ذلك دعا البعض إلى إبقاء الرابطة مستقلة ، وإبقاء نقابة الصحفيين مرجعيتها القانونية ، فيما دعا البعض الآخر إلى انخراط أكثر جدوى في صميم الحراك الرياضي ، من خلال التحول إلى اتحاد للإعلام ، مرجعيته اللجنة الاولمبية ، كما هو حاصل في العديد من البلدان ، ومنها بوابتنا الشرقية الأردن ، خاصة وأن الظهير العربي للرابطة ، الاتحاد العربي للصحافة الرياضية ، هو الذراع الإعلامي للاتحاد العربي للجان الاولمبية ، وريث الاتحاد العربي للألعاب الرياضي ، الذي يرأسه سمو الأمير سلطان بن فهد .
رئيس اللجنة الاولمبية الفلسطينية ، اللواء جبريل الرجوب ، دعا أطراف المعادلة إلى اجتماع حضره نقيب الصحفيين ، الأخ عبد الناصر النجار ، وأعضاء من مجلس الرابطة ، وبتّ الأخ ابو رامي في الأمر ، على اعتبار أنه يريد الإعلام الرياضي على يساره ، وانه يريد تفعيل الإعلام الرياضي ، من خلال نقابة الصحفيين ، بعد تصحيح الأمور ،وتحديد المعايير الواقعية لاختيار أعضاء الرابطة ، وفتح باب الانتساب ، قبل عقد الهيئة العامة .
مقولة أبو رامي هذه شكلت علامة فارقة في الطريق لتحسين أداء الإعلام الرياضي ، لأن قائد السفينة الرياضية ، الذي نجح في حرق المراحل ،ووضع قطار الرياضة الفلسطينية على السكة السليمة في زمن قياسي ، يريد أن تمتد ملامح فلسفته الرياضية إلى الإعلام الرياضي الفلسطيني ، كما يريده إعلاما رياضيا وطنيا يملك رؤية إستراتيجية ، تهدف إلى تحقيق الرسالة الوطنية المنوطة به !
ولا يريد اللواء الرجوب أن تتحول النهضة الرياضية الشاملة إلى طفرة تنتهي بزوال الأسباب والمسببات والظروف – كما تسرع احد الإعلاميين في الحكم عليها من وراء حجاب – بل يريد أن يتم تكريس الفكرة كنهج وأسلوب ، وواقع يعاينه المواطن في التطور الرياضي ، الذي لا يزول بزوال الرجال ، لأنه يبني المؤسسات التي تحتضن الفكرة ، وتضمن ديمومتها ، من خلال القوانين الواضحة ، والبرامج الجادة ، والآليات الواقية لتنفيذها!
ولتحقيق هذه الرسالة الفلسطينية المتقدمة ، التي تحظى بمباركة القيادة السياسية الفلسطينية ، واحتضان مختلف شرائح الشعب الفلسطيني ، يجب على الإعلام الرياضي أن يحرق المراحل ، ويرتقي خطوات للتفاعل مع متطلبات المرحلة الجديدة ، والبداية يجب أن تكون بالتمييز الدقيق للإعلاميين الرياضيين المؤهلين ، والمستعدين للانخراط في المشروع الرياضي ، الذي يقوده اللواء الرياضي ، لأن المرحلة الجديدة أفرزت أسماء عدد من الإعلاميين الرياضيين ، الذي يجب أن ينخرطوا في سرب الرابطة ، تماما كما أن الطريق يجب أن تغلق أمام من لا يملكون مؤهلات العمل تحت ضغط الواقع الجديد ، حتى من الإعلاميين الذين طالما ساهموا في مسيرة الإعلام الرياضي ، ولكنهم فضلوا هجر مهنة المتاعب الرياضية .
خلال اقل من ثلاثين شهرا أصبحت فلسطين تملك رياضة تحسدها عليها الدول التي تملك أموال قارون، والتي تعيش في أجواء الاستقلال قبل احتلال فلسطين ... والإعلام الرياضي الفلسطيني يجب ان يساير الوقائع الجديدة ، من خلال الهيئة العامة القادمة ، التي نأمل بان تفرز مجلسا جديدا قادرا على قيادة الإعلام الرياضي في السنوات الأربع القادمة !