لم يفعلها الجنرال جيان

عزالدين ميهوبي/ الجزائر
في مثل هذا الشهر من العام 1954 عبث الجنرال جياب بالجيوش الفرنسية في ديان بيان فو الشهيرة بالفيتنام، وقال قولته الشهيرة ''الإستعمار تلميذ غبي لا يحفظ الدرس··''، وقرأت قبل فترة أن الحكومة الفيتنامية تدرس إمكانية منح الجنسية لحارس مرمى من أصل برازيلي ليتقمص ألوان منتخب فيتنام ليكون قادرا على المنافسة آسيويا·· ولا أعرف كيف تبادر إلى ذهني إسم الجنرال جياب، وأنا أتابع مباراة الأوروغواي وغانا، حيث تفاعلت معها ككل شعوب العالم التي تمنت وصول رفاق مونتاري إلى نصف نهائي المونديال كأول إنجاز لإفريقيا على أرضها بعد أن خرج الأفارقة الخمسة من السباق، وكانوا الرهان الأكبر الذي انتهى في الثانية الأخيرة من مباراة امتدت إلى 120 دقيقة، حين فشل الجنرال جيان من تسجيل فرصة العمر·· فبين جياب الفيتنامي، وجيان الغاني، أن الأول حقق انتصارا دخل معه التاريخ، أما الثاني فإنه بقدر ما كان الحظ إلى جانب فريقه في توقيت قاتل، أدار له الظهر، فأرسل كرته إلى العارضة، ليخرج برازيليو إفريقيا كما خرج برازيليو البرازيل (··) في يوم واحد·
لقد كان الأمل كبيرا في أن يكون لإفريقيا موضع قدم متقدم في خارطة المونديال، لكن يبدو أنه سيظل مؤجلا، إلى غاية المونديال القادم بإفريقيا، رغم أن سلم الكبار إنهار في هذه الدورة، ولم يعد هناك صغار يخرجون في الدور الأول ويبقى المرشحون الأصحاء (··) وحدهم في السباق، ولكن أين إيطاليا وإنكلترا والبرازيل والأرجنتين حزموا أمتعتهم واقتنوا كميات من الفوفوزيلا، وأخذوا صورا للذكرى، ثم عادوا أدراجهم ليستكملوا ما بقي من أيام للراحة والإستجمام··
ومن شأن هذه الانقلابات التي شهدها المونديال أن تحفز كل المنتخبات على أن تلعب المونديالات المستقبلية دون عقدة الخوف من الخروج في الأدوار الأولى، ومن يدري فقد تكون الكأس هذه المرة من نصيب منتخب لم يسبق أن نالها، ولو أن منتخب غانا إستفاد قليلا من كمية الحظ التي حصل عليها لكان من الفائزين·· لكن الجنرال جيان لم يكن في يومه كما كان في المباريات السابقة·· وليس أمامه إلا أن يعيد الكرة في مونديال البرازيل ليستدرك ضربة الجزاء التي ستظل شوكة في حلقه كما حدث للإيطالي باجيو في مونديال أمريكا , 1994 .