شريط الأخبار

دبلوماسية الكرة !

دبلوماسية الكرة !
بال سبورت :  

كتب فايز نصار / الخليل

قبل عشر سنوات استحضرت خليل الرحمن حللها القشيبة ، احتفاء بعميدها الكروي ، الذي جمع المجد من طرفيه ، بعد فوزه ببطولة درع الاتحاد ، أمام الهلال العاصمي ، وفرض نفسه بين عتاولة الكرة الأردنية الفيصلي والوحدات والجزيرة ، وصعوده منصة التتويج في البطولة الشتوية التي نظمها الهلال الريحاوي .

يومها ... احتفت الخليل بفارسها الكروي ، بحفل بهيج في فندق الميزان ، شرفه الرئيس الفخري للشباب اللواء جبريل الرجوب ، حيث تجاوب ممثلو قطاع المال والأعمال بفعالية مع انجاز شيخ الأندية ، ودفعوا من حر مالهم ما شاء الله لهم أن يدفعوا !

وعلى هامش تلك الاحتفالية ، اقتربت من راعي الحفل اللواء جبريل الرجوب ، وسألته عن أهمية فوز الشباب بالمباراة النهائية أمام "الرهوان السماوي" الفيصلي ، فقال لي : إنها مباراة سياسية !

ولكم ان تفسروا مرامي "أبي رامي" الرياضية وغير الرياضية بالنظر لما تعرفون من صدق الرجل ، ونظراته البعيدة... أما أنا ففهمت من كلام القائد الفتحاوي الجانب المسئول ، اذا كان للمتلقي أن يغوص في أبعاد الإبداع ، كما يرى الناقد العالمي المعروف كافكا ، وملخص نظريته أن المبدع يضع الكلام بين يدي المتلقين ، دون أن يكون مسئولا عن توجهات أذواقهم!

عشية السبت كان التاريخ يعيد نفسه ، حين تحدث باعث الرياضة الفلسطينية عن مباراة دبلوماسية لعبها المنتخب الفلسطيني أمام واحد من اعرق الأندية الروسية ... فكان اللقاء حلقة من العلاقات الرياضية العامة ، التي تحلب في إناء تطلعات الشباب الفلسطيني ، الذي تفاعل تلقائيا مع فلسفة اللواء ، وملخصها أن الكلام يجب أن يكون عبر الانجازات ، ولا مكان في العهد الجديد لمن تعودوا استعراض عضلاتهم الكروية أمام الميكرفونات !

رغم أن أرضية ملعب أريحا لم تكن لائقة ، ورغم الظروف الصعبة التي وصل فيها الأزرق الروسي إلى أقدم مدينة على الخارطة .. ورغم الغياب الموضوعي والمزاجي لبعض عناصرنا ، إلا أن فرسان الوطن رسموا لوحة كروية أخاذة أمام فريق كروي فرض نفسه فوق المستطيل الأخضر ، بعيدا عن المجاملة ...فكانت الإشادة لفرساننا ، الذين بهروا الجمهور بدفء مهاراتهم ، وبقوة عروضهم ، وأصالة انتمائهم ، لدرجة أن "الفدائي" الفلسطيني كان بإمكانه الظفر بالمباراة ، لو تخلى بعض اللاعبين عن الرعونة عند فوهة المرمى ، ولو أن الحكم القدير قدّر أننا نستحق ضربة جزاء أخرى ، هي – والله اعلم – أوضح من الأولى .

نعم إنها مباراة دبلوماسية ، لم يكن الحدث فوق الميدان أهم فصولها ، لان مشاهدة فخامة الرئيسي محمود عباس المباراة عبر الشاشة رغم انشغالاته ، وحضور دولت رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض ، ونصف أعضاء "التنفيذية" و"المركزية" يؤكد الاهتمام غير المسبوق باللعبة الأكثر شعبية ... والفضل بعد المولى عزوجل للواء جبريل الرجوب ، الذي استطاع إقناع المسئولين الفلسطينيين بأهمية الفعل الرياضي ، وأثبت لهم أهمية الدور الذي تلعبه كرة القدم في حشد المواقف الدولية إلى جانب قضايانا .

إنها مباراة دبلوماسية ،، أكد ذلك نائب رئيس الدينامو الأزرق ، عندما طالب السياسيين بالاستفادة من تكنيك وتكتيك اللاعبين ، ومن لياقة النجوم الرياضية ، وروحهم المعنوية لفتح صفحات جديدة في العلاقات الدولية ، والكلام هنا يجب ان يتوجه لقيادة دولة الاحتلال ، التي تمارس تكتيكات ، تشكل نشازا سياسيا ، على اعتبار ـ ان إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي ما زالت تمارس الاحتلال ضد الآخرين .

إنها مباراة دبلوماسية ، ستليها خطوات أخرى ضمن أجندة الرجوب الوطنية ، التي حولت الملاعب إلى قلاع نضالية ، لإرسال صوت شعبنا في كل الاتجاهات ، بعيدا عن الجعجعات ، التي طالما جلبت الكوارث على شعبنا المسكين !

مواضيع قد تهمك