شريط الأخبار

"في المرمى"... فلتان الملاعب العربيّة

في المرمى... فلتان الملاعب العربيّة
بال سبورت :  


كتب فايز نصّار- القدس الرياضيّ


كشفت عقوبات الاتحاد الافريقيّ لكرة القدم- التي سلطت على ستة أنديّة عربية- واقعاً مريراً تعيشه الكرة العربيّة في شمال افريقيا، حيث نُقلت أجواء الفلتان المحليّة إلى ملاعب القارة السمراء، وتسرب الفساد الفتاك إلى بطولتي أنديّة افريقيا.

  طالت العقوبات غير المغلّظة أندية الترجي التونسي، والجيش المغربي، وبيراميدز المصري، والمولودية واتحاد العاصمة وقسنطينة الجزائرية، ونصفها كما تلاحظون من الجزائر، وتضاف إلى الأحداث التي حصلت على هامش لقاء نيجيريا وليبيا في تصفيات الأمم، وتغليظ العقوبة على فرسان المتوسط.

  أزعم أنّ الفساد ينخر في جسم الاتحاد الافريقيّ، الذي يتعامل مع منتسبيه بمنطق العزّة والمعزة، ولكنّ الأمر هنا يبدو عادلاً؛ لكثرة التصرفات غير الرياضيّة، التي تورطت فيها الأنديّة العربية، وخاصة الجماهير، التي يجب أن تُرشد تصرفاتها قبل فوات الأوان. 

  قبل سنتين أصرّ نهضة بركان المغربيّ على مواجهة اتحاد الجزائر بقميص عليه خارطة المغرب التي تشمل الصحراء الغربية، وأصرّ ممثل الجزائر على عدم لعب المباراتين، اللتين خسرهما على البساط الأبيض، رغم أنّ محكمة TAS التابعة للفيفا رفضت تصرف النهضة، الذي يلتقي مع شباب قسنطينة في قبل نهائي الكونفدرالية، بعد إزالة الخارطة، الأمر الذي طيّب الخواطر بين الشعبين الشقيقين. 

  وصلت المناكفات السياسيّة المحليّة إلى ملاعب غرب آسيا، باستنكاف كثير من الدول عن المشاركة في بطولات اتحاد غرب آسيا، التي لعبت بطولة شاباتها بمشاركة 4 منتخبات فقط، في عمليّة غير رياضيّة، تحسب على الضرب تحت الحزام، سعياً للحدّ من نجاحات الاتحاد، ومساهمته في النهوض الكرويّ غرب القارة الكبرى.

  وطفت المناكفة السياسيّة غير المجدية على السطح في بطولة أندية الخليج، التي عادت بعد طول غياب، وسط جدل تاريخيّ على تسمية البطولة "بطولة الخليج العربي"، وإصرار إيران على كونه الخليج الفارسيّ، ورفضها اقتراح المرحوم أبو عمار بعد الثورة الايرانية بتسميته الخليج الإسلاميّ، بما لا يغضب زيداً، ولا يزعل عبيداّ.

  أصرّ كابتن نادي دهوك العراقي، الذي فاز بالبطولة على حمل علم اقليم كردستان، وظهرت في مدرجات ملعب دهوك الكثير من الأعلام الكرديّة، والقليل من الأعلام العراقية، بما يطرح علامة استفهام حول قانونية وجود أعلام الأقاليم في المباريات الدولية، خاصة وأنّ أندية الباسك وكتالونيا تتباهى برفع أعلام أقاليمها.

  وفي مراسم التتويج رفض المنسق الاعلامي لنادي القادسية مصافحة رئيس الاتحاد العراقي عدنان درجال، لأنّ الكويتيين لن يغفروا لابي حيدر كونه مشاركته في الاستيلاء على مواريث الكويت الرياضية، بعد اجتياح الكويت سنة 1990.

  كثيرة هي المواضيع السياسيّة التي تفرق شعوب أمتنا، وتتسلل بلبلتها إلى الملاعب، والمطلوب محاصرة من يحاولون نقل الفرقة إلى الميادين الرياضية، لأنّ ما يجمع هذه الأمة أكثر من خلاف على نتيجة مباراة، أو لون فريق كرويّ.

مواضيع قد تهمك