"في المرمى"... أجواء جماهيريّة...
كتب فايز نصّار- القدس الرياضي
راقتني فكرة ترحيل مباريات السوبر المصريّ إلى الرياض ودبيّ، تماماً كما راقني استضافة بلاد نجد والحجاز لعدة سوبرات أوروبيّة، كسوبر إسبانيا، وسوبر إيطاليا, بما ينعش صحراء العرب باللمحات الكرويّة الأخّاذة، التي يقدمها خيرة نجوم فرق السوبر.
كان ستاد نادي الجزيرة، وستاد نادي الوحدة يكتظان بجماهير قطبي الكرة المصريّة الشقيقين- ولا أقول الغريمين- بما قد يعود بالفائدة على دول الخليج، التي ساهم المصريون في وضع أسس الكرة في ملاعبها، من خلال مئات المدربين الرواد، الذي أشرفوا على الفرق الخليجيّة في بداياتها.
كانت معركتا قبل نهائي سوبر الكنانة مثيرتين، وبالكاد وصل الكبيران إلى النهائي، بعد صراع متكافيء في الملعب، وغير متكافئ في المدرجات، لأنّ فرق الشركات المصريّة لا تملك جماهير كرويّة تقترب من جماهير المحلة والإسماعيلي، فكيف بجماهير الأهلي والزمالك؟
كإعلاميّ "زمهلاويّ" لم التفت كثيراً لوصول الكبيرين إلى النهائي، الذي يُلعب بعد غد الخميس، وشدّني الأداء اللافت، الذي قدمه "سيراميكا" أمام الأهلي، و"بيراميدز" أمام الزمالك، والحقّ يقال: إن مستواهما لا يبتعد كثيراً عن مستوى الأبيض والأحمر، اللهم في الخبرة، التي ستكتسبها الفرق الناشئة مع الأيام، إذا سمحت تنظيمات الكرة في بلاد النيل بتكافؤ الفرص، وإذا تخلصت الكرة هناك من تبعات الفساد، الذي يتحدث عنه الجميع.
أرى أنّ الريادة علامة فارقة في تقييم البطولات، والتنظيم علامة أخرى تميز بين المنافسات في مختلف البلدان، ولا خلاف على كون دول الخليج، وفي مقدمتها قطر والسعوديّة، والإمارات تنفق أموال قارون على قطاع الرياضة، وخاصة لعبة الجماهير كرة القدم، بما ساهم في تحسين التنظيم هناك، حيث يستقطب المسؤولون خيرة خبراء اللعبة في مختلف المجالات.
شاهدت في الرياض قبل عام لقاء برشلونة وأوساسونا في قبل نهائي سوبر إسبانيا، ولم ألتفت يومها لنتيجة المباراة، التي حسمها الكتلان بهدفين، بقدر التفاتي للأجواء الجماهيريّة، حيث اكتظت جنبات ملعب البارك بالجماهير، وخاصة من عشاق برشلونة، ناهيك عن حسن التنظيم، وإثارة الأجواء.
يتنافس المتنافسون في رحاب جزيرة العرب على تنظيم الفعاليات الرياضيّة الكبرى، وفي ذهنهم فعل ما فعلته قطر قبل ثلاث سنوات في مونديالها الاستثنائي، وتتجاوب الجماهير هناك مع ما يقدمه نجوم يحبونهم، وما تفعله أندية يعشوقنها.
لا نختلف على أهميّة هذه اللقاءات العالميّة في ملاعب الجزيرة العربية، وأملنا بأن يسمح المنظمون للجماهير بالتعبير عن مواقفها تجاه قضايا العرب المصيريّة، كما تفعل الجماهير في كثير من ملاعب العالم.