السودان يواجه ازمة رياضية جديدة
لم تشفع النتائج الإيجابية التي حققتها كرة القدم السودانية في الفترة القليلة الماضية من الوقوع في أزمة ربما تعيد إلى البلاد فترة ما اصطلح على تسميته بـ"الرياضة الجماهيرية" التي ظهرت إبان فترة الرئيس السوداني الأسبق جعفر النميري عندما حل الأندية والفرق الرياضية.
كما لم تشفع للكرة السودانية البداية الجيدة لها هذا العام وتحقيقها نتائج إيجابية على كافة المستويات الأفريقية وتأهلها لمراحل متقدمة، من تدخل الحكومة بفرض قرارات لم تجد موافقة من أغلب الرياضيين في السودان.
وكان وزير الثقافة والشباب والرياضة محمد يوسف قد اتخذ قرارا بإلغاء الدوري العام الممتاز لهذا العام، وحرمان رئيس اتحاد كرة القدم من السفر خارج البلاد لسنة كاملة، إلى جانب وقف الدعم الحكومي لأنشطة الاتحاد لثلاثة أشهر.
قرارات ضد الهلال
جاء ذلك على خلفية قرار اتخذته إحدى لجان الاتحاد الفنية باعتبار فريق الهلال مهزوما صفر-2 مع تغريمه مبلغ عشرة آلاف جنية لرفضه أداء إحدى المباريات في بداية الدوري، وذلك احتجاجا علي عدم السماح له بإشراك لاعبين مجنسين إلى جانب المحترفين الأجانب، وهو الأمر الذي يرفضه الاتحاد ويشترط مشاركة لاعب واحد في البطولة.
وبينما برر الوزير قراره بمخالفة الاتحاد للأصول بتطبيقه بعض القرارات بأثر رجعي، وأنه جاء تجنبا لأي إخلال بالأمن والنظام العام، وصف الاتحاد العام للكرة القرار بالمعيب قانونا، وأشار إلى أنه خارج عن اختصاصات الوزارة.
بالمقابل تمسكت الأندية الأخرى بموقفها المساند للاتحاد العام ومنافسة الدوري، وأكدت على ضرورة مناهضة قرار الوزير بكل ما هو متاح من قوانين.
فقد أبدى نادي المريخ الذي يتصدر الدوري في دورته الأولى في بيان له استغرابه من صدور قرار إلغاء المسابقة، واعتبره يكرس الفتنة والانشقاق في ظل توجه الدولة نحو توحيد الصف الوطني والاستقرار الداخلي.
ديمقراطية الرياضة
وأكد المريخ استعداده للدفاع عن مبدأ سيادة وأهلية القانون وديمقراطية الحركة الرياضية والتزامه بمناهضة القرار بكل الوسائل.
أما اتحاد الكرة فأكد أنه سيطعن بقرار الوزير لدي المحكمة الإدارية قبل أن يلجأ للاتحاد الدولي (فيفا) لمعالجة الأمر، وقال سكرتيره مجدي شمس الدين في تصريحات صحفية إن قرار الوزير سينسف كافة الجهود التي تتجه نحو بناء الرياضة في السودان "بل يساهم بصورة كبيرة في تدمير الرياضة إذا ما تدخل الاتحاد الدولي".
واختلف متابعون رياضيون حول مبررات تدخل الوزارة، لكنهم حذروا من تداعيات القرار الذي وصفوه بعدم التوفيق.
واعتبر الصحفي الرياضي حسن فاروق أن تدخل الوزارة غير شرعي، مشيرا إلى أن القرار الفني الذي يجب أن تتحاكم إليه الأندية من صلاحيات اتحاد كرة القدم وليس من صلاحيات الوزير أو أي جهة سياسية.
تحذير من فيفا
وحذر فاروق في الوقت ذاته من تدخل الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي يعتبر الاتحادات الوطنية أعلى جهة فيما يتعلق بالأمور الفنية لكرة القدم.
لكن المفوض الاتحادي لهيئات الشباب والرياضة الريح وداعة الله اعتبر قرار الوزير حلا مناسبا "خوفا من انفراط عقد الأمن" على حد تعبيره.
واعتبر أن إلغاء الدوري هو الحل المعقول الذي يبعد الجميع عن المشاكل وعدم تنفيذ القانون، مشيرا في حديثه "للجزيرة نت" إلى ضرورة معالجة المشاكل الرياضية وفق القانون حتى لا تكون هدفا لأي تدخلات تقف حائلا دون تطورها.