الجزائري بلومي ينتظر "الحرية" والسلطات المصرية تبحث إنهاء معاناته
بال سبورت :
يأمل المسؤولون عن الرياضة في الجزائر بنجاح مساعيهم لغلق ملف قضية اعتداء لاعب منتخب الجزائر السابق الأخضر بلومي على طبيب مصري في القاهرة خلال تصفيات كأس العالم في العام 1989، علماً أن اللاعب بات رهن الإقامة في الجزائر طوال 19 عاماً خوفاً من الاعتقال بواسطة البوليس الدولي "انتربول".
وتدرس السلطات المصرية، على أعلى مستوى، ملف الأخضر بلومي المتابع من سلطاتها القضائية، وذلك في محاولة لوضع آخر نقطة في هذا المسلسل الذي يكاد يسمم العلاقات الرياضية بين البلدين، وحرم نجم الجزائر السابق من السفر إلى الخارج تحت طائلة التعرض للاعتقال من "الإنتربول" الدولي. وقالت مصادر على صلة بالملف في تقرير نشرته صحيفة "الحياة " اللندنية "أثيرت القضية بشكل كبير بين وزيري خارجية البلدين أثناء زيارة رئيس مجلس الوزراء المصري أحمد نظيف إلى الجزائر قبل أسبوع، وتتولى تبعاً لذلك، الجهات المختصة في مصر دراسة بشكل قد يفضي إلى نهاية سعيدة لـ"المسلسل " ويترجم رغبة البلدين في تطوير علاقاتهما بعيداً عن تشنجات الماضي التي صنعتها حسابات الكرة الرابح فيها خاسر ".
وحاول مراسل صحيفة الحياة في الجزائر الحديث إلى الأخضر بلومي عن القضية، لكنه آثر الصمت معتذراً بلباقة عن إثارة موضوع ظل يؤرقه كما قال منذ 19 عاماً، وظل خلالها يمني النفس بأن يعرف انفراجاً بعد وصوله لأعلى السلطات في الجزائر، أكد خلالها بملء الفم أنه "بريء مما رمي به ظلماً وعدواناً ".
وكان بلومي، صاحب الكرة الذهبية الأفريقية لعام 1981 ، اتهم بالاعتداء على طبيب مصري في أثناء حالة الفوضى والشغب التي عمت الفندق الذي نزل به المنتخب الجزائري عقب مباراة المنتخبين التي أهلت أصحاب الأرض إلى مونديال 1990 بهدف حسام حسن .
واقتيد يومها بلومي لمخفر الشرطة للتحقيق معه، بتهمة الاعتداء على مواطن مسبباً له عاهة مستديمة في عينه، ولم يطلق سراحه إلا بعد تدخل أعلى السلطات الجزائرية ودفع كفالة .
غير أن بلومي ظل يردد أنه بريء مما نسب إليه، وطالب الجهات المصرية بالبحث عن المتهم الرئيسي بدلاً من تعليق الشماعة عليه. وأصدر القضاء المصري بموجبه أمراً دولياً بالقبض على اللاعب، ووضعت الشرطة الدولية (الإنتربول) صوراً له ومعلومات عنه في جميع مطارات العالم تطلبه "حياً"، ما حدا به إلى إيقاف سفرياته للخارج تحت طائلة التعرض للتوقيف، حتى انه حرم من أداء مناسك العمرة العام قبل الماضي هبة من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للسبب نفسه. وعن هذا الأمر يقول: "اتهمت ظلماً لأنني أكثر اللاعبين شهرة في المنتخب الجزائري، ولأنهم لا يعرفون غيري في المنتخب ".
وقدم النجم الذي اختير أفضل لاعب أفريقي في عام 1981 وقاد منتخب الجزائر مرتين إلى مونديال إسبانيا 1982 والمكسيك 1986، وكان على وشك الانضمام إلى نادي يوفنتوس عام 1984 كأول جزائري عربي وأفريقي يلعب في النادي الايطالي العريق, قبل أن يحطم المدافع الليبي أبوبكر باني أحلامه عندما " أجهز" عليه في لعبة مشتركة في مباراة اقيمت في طرابلس من العام نفسه، ما كلفه وضع الجبس لأشهر عدة بعد إجراء جراحة عاجلة في الخارج، حيث نقل في طائرة خاصة بأمر من الرئيس الجزائري السابق الشاذلي بن جديد .
وقبل هذا وبعده فإن بلومي هو أحد أفضل اللاعبين الجزائريين في تاريخ الكرة الجزائرية، بل إن هناك من يضعه بين الثلاثة الأوائل، أي إلى جانب نجم نادي شباب بلوزداد في الستينات وبداية السبعينات حسان لالماس، ونجم نادي سانت إيتيان الفرنسي في الخمسينات وبداية الستينات رشيد مخلوفي .
وكان بلومي بدأ مشواره الكروي في فريق صغير ومغمور في مدينته معسكر (300 كلم غرب الجزائر) لكن موهبته سبقته بارجاء المدينة التي أنجبت أبا الدولة الجزائرية الحديثة الأمير عبد القادر، فسارع نادي المدينة الأشهر "غالي ري معسكر " لانتدابه، وفي سن السادسة عشرة صار رقماً مهماً في فريقه الأول، لكن شهرة صاحب اللمسة السحرية سبقته إلى مولودية وهران أشهر نادي في الغرب الجزائري، فأمضى معه أحلى أيامه، قبل أن يكون بوابته إلى المنتخب الأول الذي كان يشرف عليه المدرب رشيد مخلوفي أواخر السبعينات .
ومع زملائه الآخرين على غرار عصاد وماجر ودحلب وقندوز وغيرهم، بدأت تتشكل النواة الأولى لمنتخب 1982 أفضل منتخب جزائري لكل الأوقات، فطفق الأخضر يطرب الجماهير فناً كروياً جميلاً، وتحول إلى قائد السيمفونية الجميــلة الـتي لحنت أجود معزوفاتها في الأراضي الإسبانية عام 1982 عندما هزمت أداء ونتيجة المنتخبين الألماني والتشيلي ووقفت بندية أمام منتخب "السامبا" في مونديال المكسيك 1986 .
وإضافة إلى موهبته الفذة، فقد كان سبباً في حرمان عشرات المواهب من حاملي الرقم السحري 10 في الأندية الجزائرية من اللعب للمنتخب الأول، أو في أسوأ الأحوال أجبرهم على اللعب في مناصب أخرى غير المنصب السحري .
وشكل بلومي برفقة عصاد وماجر ثلاثياً من ذهب يندر أن يتكرر في الملاعب الجزائرية، بفضل تفاهمه فوق الميادين وتناوبه على إحراز الأهداف وإمتاع الجماهير بأداء جماعي راق جداً، ولعل ذلك ما دفع عصاد إلى التصريح بأنه "عندما يلعب مع الأخضر يشعر براحة تامة ويقدر على اللعب وهو معصب العينين ".
وتدرس السلطات المصرية، على أعلى مستوى، ملف الأخضر بلومي المتابع من سلطاتها القضائية، وذلك في محاولة لوضع آخر نقطة في هذا المسلسل الذي يكاد يسمم العلاقات الرياضية بين البلدين، وحرم نجم الجزائر السابق من السفر إلى الخارج تحت طائلة التعرض للاعتقال من "الإنتربول" الدولي. وقالت مصادر على صلة بالملف في تقرير نشرته صحيفة "الحياة " اللندنية "أثيرت القضية بشكل كبير بين وزيري خارجية البلدين أثناء زيارة رئيس مجلس الوزراء المصري أحمد نظيف إلى الجزائر قبل أسبوع، وتتولى تبعاً لذلك، الجهات المختصة في مصر دراسة بشكل قد يفضي إلى نهاية سعيدة لـ"المسلسل " ويترجم رغبة البلدين في تطوير علاقاتهما بعيداً عن تشنجات الماضي التي صنعتها حسابات الكرة الرابح فيها خاسر ".
وحاول مراسل صحيفة الحياة في الجزائر الحديث إلى الأخضر بلومي عن القضية، لكنه آثر الصمت معتذراً بلباقة عن إثارة موضوع ظل يؤرقه كما قال منذ 19 عاماً، وظل خلالها يمني النفس بأن يعرف انفراجاً بعد وصوله لأعلى السلطات في الجزائر، أكد خلالها بملء الفم أنه "بريء مما رمي به ظلماً وعدواناً ".
وكان بلومي، صاحب الكرة الذهبية الأفريقية لعام 1981 ، اتهم بالاعتداء على طبيب مصري في أثناء حالة الفوضى والشغب التي عمت الفندق الذي نزل به المنتخب الجزائري عقب مباراة المنتخبين التي أهلت أصحاب الأرض إلى مونديال 1990 بهدف حسام حسن .
واقتيد يومها بلومي لمخفر الشرطة للتحقيق معه، بتهمة الاعتداء على مواطن مسبباً له عاهة مستديمة في عينه، ولم يطلق سراحه إلا بعد تدخل أعلى السلطات الجزائرية ودفع كفالة .
غير أن بلومي ظل يردد أنه بريء مما نسب إليه، وطالب الجهات المصرية بالبحث عن المتهم الرئيسي بدلاً من تعليق الشماعة عليه. وأصدر القضاء المصري بموجبه أمراً دولياً بالقبض على اللاعب، ووضعت الشرطة الدولية (الإنتربول) صوراً له ومعلومات عنه في جميع مطارات العالم تطلبه "حياً"، ما حدا به إلى إيقاف سفرياته للخارج تحت طائلة التعرض للتوقيف، حتى انه حرم من أداء مناسك العمرة العام قبل الماضي هبة من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للسبب نفسه. وعن هذا الأمر يقول: "اتهمت ظلماً لأنني أكثر اللاعبين شهرة في المنتخب الجزائري، ولأنهم لا يعرفون غيري في المنتخب ".
وقدم النجم الذي اختير أفضل لاعب أفريقي في عام 1981 وقاد منتخب الجزائر مرتين إلى مونديال إسبانيا 1982 والمكسيك 1986، وكان على وشك الانضمام إلى نادي يوفنتوس عام 1984 كأول جزائري عربي وأفريقي يلعب في النادي الايطالي العريق, قبل أن يحطم المدافع الليبي أبوبكر باني أحلامه عندما " أجهز" عليه في لعبة مشتركة في مباراة اقيمت في طرابلس من العام نفسه، ما كلفه وضع الجبس لأشهر عدة بعد إجراء جراحة عاجلة في الخارج، حيث نقل في طائرة خاصة بأمر من الرئيس الجزائري السابق الشاذلي بن جديد .
وقبل هذا وبعده فإن بلومي هو أحد أفضل اللاعبين الجزائريين في تاريخ الكرة الجزائرية، بل إن هناك من يضعه بين الثلاثة الأوائل، أي إلى جانب نجم نادي شباب بلوزداد في الستينات وبداية السبعينات حسان لالماس، ونجم نادي سانت إيتيان الفرنسي في الخمسينات وبداية الستينات رشيد مخلوفي .
وكان بلومي بدأ مشواره الكروي في فريق صغير ومغمور في مدينته معسكر (300 كلم غرب الجزائر) لكن موهبته سبقته بارجاء المدينة التي أنجبت أبا الدولة الجزائرية الحديثة الأمير عبد القادر، فسارع نادي المدينة الأشهر "غالي ري معسكر " لانتدابه، وفي سن السادسة عشرة صار رقماً مهماً في فريقه الأول، لكن شهرة صاحب اللمسة السحرية سبقته إلى مولودية وهران أشهر نادي في الغرب الجزائري، فأمضى معه أحلى أيامه، قبل أن يكون بوابته إلى المنتخب الأول الذي كان يشرف عليه المدرب رشيد مخلوفي أواخر السبعينات .
ومع زملائه الآخرين على غرار عصاد وماجر ودحلب وقندوز وغيرهم، بدأت تتشكل النواة الأولى لمنتخب 1982 أفضل منتخب جزائري لكل الأوقات، فطفق الأخضر يطرب الجماهير فناً كروياً جميلاً، وتحول إلى قائد السيمفونية الجميــلة الـتي لحنت أجود معزوفاتها في الأراضي الإسبانية عام 1982 عندما هزمت أداء ونتيجة المنتخبين الألماني والتشيلي ووقفت بندية أمام منتخب "السامبا" في مونديال المكسيك 1986 .
وإضافة إلى موهبته الفذة، فقد كان سبباً في حرمان عشرات المواهب من حاملي الرقم السحري 10 في الأندية الجزائرية من اللعب للمنتخب الأول، أو في أسوأ الأحوال أجبرهم على اللعب في مناصب أخرى غير المنصب السحري .
وشكل بلومي برفقة عصاد وماجر ثلاثياً من ذهب يندر أن يتكرر في الملاعب الجزائرية، بفضل تفاهمه فوق الميادين وتناوبه على إحراز الأهداف وإمتاع الجماهير بأداء جماعي راق جداً، ولعل ذلك ما دفع عصاد إلى التصريح بأنه "عندما يلعب مع الأخضر يشعر براحة تامة ويقدر على اللعب وهو معصب العينين ".