غضب مصري لمشاركة إسرائيليين في رالي الفراعنة
عبرت أوساط مصرية عديدة عن استيائها الشديد لمشاركة فرق إسرائيلية في رالي الفراعنة الذي انطلق الأحد الماضي تحت سفح الهرم، واعتبرته نوعا من الاستفزاز الحكومي لمشاعر المصريين في شهر رمضان الكريم.
وكشف الموقع الرسمي للرالي أن ستة إسرائيليين يمثلون ثلاثة فرق يشاركون في النسخة العاشرة للمسابقة التي تضم ١٣٠ فريقا للسيارات والدراجات البخارية.
ورغم اعتراف القاهرة بالدولة العبرية وإبرام اتفاقيات سياسية واقتصادية عديدة بينهما، فإن المؤسسات الثقافية المصرية والنقابية والمهنية فضلا عن المهرجانات الدولية التي تقام في مصر ترفض مشاركة إسرائيليين في فعالياتها.
وقالت وزارة السياحة المصرية إنها لا تستطيع أن تمنع أي فريق من أي دولة ليس بينها وبين مصر قطيعة سياسية من المشاركة باعتبار أن الرالي بطولة عالمية وأن منظمه فرنسي الجنسية.
مساءلة برلمانية
لكن الرد الحكومي لم يقنع نواب المعارضة في البرلمان، فقد تقدم اثنان من كتلة الإخوان بسؤال عاجل لرئيس الحكومة ووزراء السياحة والخارجية والداخلية يتعلق بموافقة الحكومة على المشاركة الإسرائيلية بالرالي "في وقت أعلنت فيه إسرائيل قطاع غزة كيانا معاديا مما يهدد الأمن القومي المصري".
وتساءل النائبان سعد خليفة وصابر أبو الفتوح "لماذا يصر المطبعون على استفزاز الإرادة الشعبية الرافضة للتطبيع؟ وهل في جعبة الحكومة ما أخفته من مجالات تطبيع مع العدو الصهيوني بعد أن وصل التطبيع إلى الرياضة؟".
مدير مركز يافا للدراسات الكاتب الصحفي رفعت سيد أحمد قال للجزيرة نت إن قبول السلطات الرسمية بمشاركة الإسرائيليين يمثل إهانة للموقف الشعبي الرافض لأي تطبيع مع إسرائيل ومحاولة لاختراق صمود الشعب المصري الذي يرفض الاعتراف بدولة الاحتلال.
وطالب الاتحادات الرياضية وباقي الفاعليات الشعبية بعدم الالتزام بالتوجه الحكومي بشأن التطبيع والتبادل الاقتصادي والسياسي مع إسرائيل ومقاومة انتهاكات الاحتلال بمقاطعته رياضيا وثقافيا "ليتأكد للجميع أنه كيان غير موغوب في وجوده بالمنطقة".
رفض شعبي للتطبيع
وأكد الكاتب الصحفي أن الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل قامت بها نخب سياسية أو جماعات مصالح قريبة من النظام المصري أو النظام نفسه، بينما رفض المصريون كافة أشكال التطبيع وينتقدون النظام الحاكم دوما بسبب اجتماعاته بالإسرائيليين.
نواب المعاضة رفضوا كذلك تبرير وزارة السياحة بأنها لا تستطيع منع الإسرائيليين من المشاركة باعتبار أنه لا توجد قطيعة سياسية معهم، وتساءلوا "هل أصبح الكيان الصهيوني من الدول الصديقة التي يصرح لرعاياها بدخول مصر وقتما شاؤوا؟".
من جانبه أكد وكيل نقابة الصحفيين ورئيس تحرير مجلة الأهرام الرياضي إبراهيم حجازي للجزيرة نت أن مشاركة الإسرائيليين بالرالي تعكس مدى انقياد الدول العربية عامة للنظام العالمي "العفن" الذي تقوده الولايات المتحدة بسياسة "الكيل بمكيالين".
وأكد حجازي وقوف كافة الرياضيين والفاعليات الشعبية ضد أي نشاط مع "اليهود طالما أنهم يحتلون أراضي عربية ويستمرون في التنكيل بالمسلمين في فلسطين، معتبرا أن الاتفاقيات السابقة مع إسرائيل أثبتت فشل مبدأ التفاوض والحوار مع اليهود.