"في المرمى"... نجم الشرق الأوسط
كتب فايز نصّار- القدس الرياضي
قبل أيام طالب المعلق الرياضيّ الجزائريّ حفيظ دراجي بإلغاء جائزة الكرة الذهبيّة، التي تمنحها مجلة فرانس فوتبول، على خلفيّة اللغط الكبير الذي تسببت به نتائجها، والانقسام البيِّن بين المشاركين في اختياراتها، وبالنظر للتناقض الكبير بين أبطالها، وأبطال جائزة" ذا بيست" التي تمنحها الفيفا.
أعرف الدراجي كلاعب كرة قدم متألق، قبل أنّ يصبح معلقاً رياضياً له بصمة مؤثرة، وله أسلوبه وطريقته الخاصة، حيث يحاول التركيز على تحليل مجريات اللعب، وتطوراته، وتوقعات ما قد يحدث، قبل الاستغراق في اللغة، واستعراض عضلات المصطلحات.. تذكرت كلامه وأنا أتابع خرجة "غلوب سوكر" التي يبدو أنّها تعيش في عالم الكابتن ماجد، الذي نجح في إثبات نفسه أمام الكابتن رابح.
لا خلاف على كون فينيسيوس أفضل لاعب، والخلاف على تناقض النتائج مع نتائج فرنس فوتبول، التي اختارت رودري كأفضل لاعب، بالنظر لإنجازاته مع فريقه ومنتخب بلاده.. يومها قال القائلون: إذا لم تذهب الذهبيّة لفيني، فالأحقّ بها كارفخال، الذي حققّ إنجازات فيني نفسها، وزاد على زيتونها زيت تاج اليورو، بينما خرج فيني من الباب الخلفي بكوبا أمريكا.
لا خلاف على أحقيّة فينسيوس، والخلاف فقط على أنّ يتأخر عن قدمه، وأنّ تصرفاته وتصريحاته، واحتجاجاته المثيرة على الحكام والجماهير تنقص من أسهمه.
أكثر ما استفز المحللين في نتائج استفتاء سوكر اختراع جائزة على قياس الدون رونالدو، واختياره كأفضل لاعب في الشرق الأوسط، رغم أن السنة المولِيّة كانت كبيسة على الكهل البرتغالي، الذي خرج من مولدها بلا حمص، ولم يحصل لا مع فريقه النصر، ولا مع منتخب بلاده على أيّ بطولة، فيما يوجد في الشرق الاوسط عشرات النجوم، الذين يتقدمون على النجم، الذي شبع جوائز، ولا تزيد جائزة دبي رصيده إلا غرابة في عرف الفاهمين.
وستتواصل الغرابة عندما يعلم الجميع أن مؤسس "غلوب سـوكـر" هو مدير أعمال هداف هدافي العالم خورخي مينديز، بالشراكة مع مجلس أبو ظبي الرياضي، وبتمويل من رونالدو نفسه، ومنصة تيك توك.
السؤال هنا: هل برز رونالدو أكثر من المغربي سفيان رحيمي، الذي جلب لعين الامارات تاج أبطال آسيا، وكان هداف البطولة، وظفر مع أسود الاطلس ببرونزيّة أولمبياد باريس؟ وهل تألق الدون أكثر من القطري أكرم عفيف، الذي كان نصف المنتخب العنابي المتوج بكأس آسيا؟ وهل كان رونالدو أفضل من العراقي أيمن حسين، والأردني موسى التعمري، والفلسطيني وسام أبو علي، الفائز بخمسة ألقاب مع الأهلي، وليس منّا من لا يعتبر مصر وفلسطين من الشرق الأوسط.
ستبدي لك الأيام أنّ معظم الجوائز ستحلب في إناء المستثمرين، وسيدفع النجوم الحقيقيون ثمن سطوة البيزنس على أجواء عميات سبر الآراء، التي أصبحت غير بريئة، وجعلت رونالدو أفضل لاعب في الشرق الأوسط، وأوصلت ميسي للمشاركة في مونديال الأندية بقدرة قادر!