"العملاق" فايز عبد العال صلابة الدفاع الفلسطيني المعتق...
بمناسبة مرور 66 عاما للقاء الجزائر في القدس
الخليل- كتب فايز نصار/ شهدت سنة 1958 حدثاً رياضياً عربياً مثيراً، عندما انسحب اللاعبون الجزائريون، من الفرق التي كانوا يلعبون لها في أوروبا، وكان عدد منهم ضمن المنتخب الفرنسي ، الذي كان يستعد للمشاركة في بطولة كأس العالم بالسويد .
وجاب المنتخب الجزائري دول العالم، حاشداً التضامن لثورة الجزائر الكبرى ، وحقق قدامى المحاربين يومها نتائج رائعة ، على حساب معظم المنتخبات التي التقوها ، ومنها المغرب ، وتونس ، وليبيا ، والعراق ، وسوريا .
ولعب الجزائريون في فلسطين عدة مباريات، كان ريعها مخصص لدعم الثورة الجزائرية المظفرة، والتقوا في مباراتين مع نادي الموظفين ، الذي كان يضم في صفوفه صخرة الدفاع العملاق فايز عبد العال .
ولعب عبد العال المباراتين أمام الجزائر، ولعب مباراة ثالثة في عمان مع المنتخب الأردني ، الذي كان أبو أشرف أحد نجومه ، بعد تألقه في رحلته الكروية ، وظهوره مع أندية شباب القدس ، والموظفين ، وشباب أريحا ، وأرثوذكسي بيت جالا .
ويشهد من لعبوا مع عبد العال له بالصلابة في اللعب، والجدية في الأداء ، لدرجة أن المهاجم الكبير معمر بسيسو قال : كنا نرتاح عندما يكون عبد العال في الخط الخلفي .
وبعد أكثر من ستون سنة من ترك أبي أشرف للملاعب، ها نحن نفتح مع الشيخ الجليل الدفاتر العتيقة ، لتسجيل بعض من مذكراته في الملاعب .
- اسمي فايز محمد عبد العال " أبو أشرف " من مواليد القدس يوم 25/12/1936 .
- لعبت الكرة لأول مرة في الحارة ، قرب المتحف بحيّ واد الجوز المقدسي ، وكان يلعب معي أصحابي محيي الدين ، ومصطفى الشامي ، وأكرم ، ويحيى ، وإبراهيم ، وخالد العمد ، وكنا نلعب بكرة جيدة يشتريها لنا والدي رحمه الله ، الذي كان يعمل مديرا في سجن المسكوبية.
- وظهرت موهبتي الكروية في المدرسة الرشيدية بالقدس ، التي لعبت لها مع صديق عمري نادي خوري ، الذي كان معي في القسم نفسه منذ الصف السادس الابتدائي ، وكان أستاذنا يومها محمود حسان .
- أكثر مدرب كان له الفضل عليّ أخي فريد عبد العال ، الذي يكبرني بعدة سنوات ، فهو الذي كان يدربني ، ويعمل على تطوير موهبتي ، كونه كان لاعباً معروفاً ، حيث كان يلعب لفريق الجيش الأردني .
- وكانت بدايتي مع الأندية مطلع الخمسينات ، ضمن فريق شباب القدس ، الذي كان مقره قرب منزل الوجيه المرحوم أنور نسيبة، ولعب معي في هذا الفريق أخي فريد ، وعادل حجازي ، ونادي خوري ، وكان قائد الفريق المربي محمود القطان ، وكان القائد الوطني بهجت أبو غربية مسؤولاً عن الفريق ، قبل أن يتم حلّه بقرار رسميّ منتصف الخمسينات .
- بعدها لعبت لنادي الموظفين المقدسي ، حتى قامت حرب سنة 1967 ، وكان معي في الفريق أخي فريد ، وسمير شرف ، ونادي خوري ، ويعقوب الانصاري ، والشقيقان تيسير وعادل حجازي ، ورأفت اشتية ، وكان يدربنا المرحوم محمود القطان .
- بعدها لعبت لنادي شباب أريحا مع المرحوم أبو علي الحسيني ، وكان معنا يومها عدد كبير من لاعبي الضفة وغزة ، ومنهم رجب شاهين ، وحاتم صلاح ، وزكريا مهدي ، وفارس أبو شاويش ، وجميل الهرباوي ، ومعمر بسيسو ، الذي كان يدرس في معهد المعلمين ويلعب معنا .
- بعدها لعبت فترة لنادي أرثوذكسي بيت جالا ، لأتحول للعب مع فريق رجال الأعمال في جمعية الشبان المسيحية بالقدس .
- ولمّا تأسست رابطة الأندية نهاية السبعينات ، كنت أحضر جلساتها كمسؤول عن الأندية في الشؤون الاجتماعية بالضفة الغربية .
- كنت معجباً بجيل من اللاعبين ، الذين ظهروا بعدنا ، ومعظمهم لعب لأندية سلوان ، والجمعية ، وكان يعجبني موسى الطوباسي ، الذي لعبت ضده كثيراً من المباريات .
- تشرفت باللعب مع المنتخب الأردني لكرة القدم من سنة 1957 حتى سنة 1967 ، وشاركت معه في كثير من المباريات ، ومنها دورة في لبنان ، وكان معنا من لاعبي الضفة العربية وضاح طوقان .
- كان أخي فريد من أفضل لاعبي الأردن ، وكان مسؤولاً في فريق الجيش الأردني ، وفي إحدى المباريات لعب الجيش الأردني ضد الموظفين ، الذي كنت ألعب معه ، وفي المباراة كنت قاسياً جداً ضد أخي فريد ، كوني كنت ألعب بمنتهى الجدية ، والحمد لله ان المرحومة والدتي لم تحضر تلك المباراة .
- أتابع المباريات هذه الأيام من خلال الصحف ، وبصراحة لا أذهب إلى الملاعب ، لان كرة البساطة والبراءة أصبحت غير موجودة ، ولكن يعجبني ما أسمع عن بعض الاندية كهلال القدس ، وشباب الخليل ، وشباب رفح ، وأخص هنا الهلال ، الذي فرض نفسه في السنوات الأخيرة ، وأشكر الهلال الذين دعاني عدة مرات لحضور فعاليات للنادي ، ولكن بصراحة أتردد في قبول مثل هذه الدعوات بعد هذا العمر .
- أتابع بطولات كرة القدم في العالم ، وخاصة في انجلترا واسبانيا ، وأشجع ريال مدريد ، وأحب الجزائري الأصل زين الدين زيدان ، الذي أعجبني مدرباً ولاعباً .
- أفتخر بكوني كنت ضمن فريق الموظفين ، الذي لعب مباراتين ضد منتخب الجزائر سنة 1958 على ملعبي المطران والشيخ جراح ، وفي مباراة ثالثة لعبت أمام الجزائر مع منتخب الأردن في عمان ، وفي المباريات الثلاثة كان الفوز لمنتخب الجزائر ، الذي كان يضم نجوماً محترفين في أفضل الأندية ، وأذكر يومها أعجبني اللاعب رشيد مخلوفي ، كما اعجبني انضباط اللاعب والمدرب الأصلع مختار العريبي ، وأذكر يومها أن منتخب الجزائر لعب المباراتين بفريقين مختلفين .
- ويومها طغت الروح الحميمية على المباريات ، التي كانت تقام دعماً للثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي ، ولكن للأمانة تعلمنا الكثير من نجوم الجزائر ، وأقمنا لهم حفل تكريم في فندق الامبسادور ، الذي كانوا يقيمون فيه .
ومن الجدير بالذكر ان منتخب جيش التحرير الجزائري خاض خلال جولته الماراثونية في آسيا وافريقيا واوروبا 83 مباراة فاز في 57 منها ، وتعادل في 14 ، وخسر في 12 ، ولعب في عمان والقدس ونابلس أربع مباريات فاز فيها جميعا ، ومن نتائجه الفوز على تونس ويوغسلافيا 6/1 ، وعلى المغرب 2/1 ، وعلى العراق 7/ صفر ، وعلى الأردن 11/ صفر في احدى المباريات ، وعلى فيتنام 10/1 ، ومن أبرز نجومه مخلوفي ، وكرمالي ، ولعريبي ، وزيتوني ، ومعوش ، ورواي ، وبن تيفور ، وزيتوني.