"فاكهة الملاعب 55".. يكتبها فايز نصار
** تراجع مردود الكفاءة والنزاهة والالتزام في زحمة إعلام "الطشت قلي"
** فوارق كثيرة حالت دون مباغتة رديف الساموراي المتوهج ..
تباينت ردود فعل الشارع الرياضي الفلسطيني مع نتائج منتخبنا الأولمبي ، المشارك في تصفيات بطولة آسيا تحت 23 ، حيث وضع الفدائي الأولمبي نفسه في موقف صعب في حسابات التأهل ، لأنّ نتيجة لقائه الأخير مع منتخب باكستان المتواضع لن تؤثر على وضعه ، كون لوائح المسابقة تنصّ على إلغاء نتائج المنتخبات ، التي تحتل المراكز الأخيرة في مجموعاتها ، في انتظار بصيص من الأمل لمنتخبنا إذا خدمتنا نتائج الجولة الثالثة .
قوة اليابان
وشخصياً لم أكن من الذين بالغوا في الإشادة بفوزنا المستحق على البحرين في الجولة الأولى ، وقلت يومها : لقد حقق واعدونا نتيجة ممتازة ، في انتظار ما سنفعله أمام منتخب اليابان ، الذي خسرنا منه بهدف يتيم ، بما يجعلني أشفق على منتخبنا ، وأرفض جلد لاعبينا ، وطاقمنا الفني ، لأنّ الفوارق كبيرة بين إمكانياتنا ، وقدراتنا ، وإمكانيات ، وقدرات اليابان ، التي تعتمد خططاً طويلة الأمد ، لاعتلاء صدارة الكرة العالمية ، وأكبر دليل على كلامي أنّه خلال مباراتنا مع اليابان أولمبياً ، كان منتخب اليابان الاولى يجلد المانشافت الألماني على أرضه برباعية ، كان يمكن أن تصبح كارثية ، لولا تألق الحارس شتيغن ، لتؤكد اليابان فوزها المستحق على المانيا نفسها في مونديال قطر .
فوارق كثيرة
ولا عيب في الخسارة من اليابان بهدف ، كما أنّ الفوز على البحرين على أرضها يشكل إنجازاً مهماً ، ويجب البناء على النتيجتين مستقبلاً ، واستخلاص العبر ، التي تساهم في تطوير عناصر الإنجاز في مختلف المجالات المهارية ، والبدنية ، والتكتيكية ، والنفسية ، لأنّ منتخبنا خاض المباراتين ، مركزا على بعض هذه العناصر ، فيما خانه التكافؤ مع اليابان في عناصر أخرى ، لأنّ الجوانب الفنية ، والبدنية ، والتكتيكية لم تكن في مصلحتنا ، بما يعني أنّه لم يصل إلى أفضل حالات الفورمة ، ولكم اخوتي أن تقارنوا بين المنتخبين ، من خلال حسابات سريعة لساعات التدريب ، وعدد المباريات ، التي خاضها لاعبو فلسطين واليابان ، دون إغفال مستوى نوعية وجودة النجوم ، الذين واجهها هؤلاء واولئك مع فرقهم ، ومنتخبات بلادهم !.
وكان الله في عون نجومنا ، الذين يخوضون المباريات الدولية على ملاعب العشب الطبيعي ، بينما يلعبون الدوري ، ويشاركون في المعسكرات الإعدادية على ملاعب من العشب غير الطبيعي كما أشار المدرب عماد هاشم ، لأن الفاهمين في هذا المجال يدركون بعض الجزئيات المهمة للعب على العشب الطبيعي ، الذي يتطلب لياقة بدنية أكثر جاهزية ، ومهارات خاصة في الأداء الفني والتكتيك الفردي خاصة ، والأمر يقتضي إعادة فتح ملف ستاد أريحا ، وتأهيله بسرعة ، كونه الوحيد المزروع العشب الطبيعي في المحافظات الشمالية .
قيمة البدلاء
وقد يلومني البعض على منشور تساءلت من خلاله عن الاعتماد على خمسة مدافعين فقط ، للعب ثلاث مباريات تصفوية في أسبوع ، وفهم الجميع أنّ تساؤلي يذهب في اتجاه ضرورة الاعتماد على سبعة أو ثمانية مدافعين لمثل هذه التصفيات ، لأنّ المدافعين يبذلون جهوداً أكثر ، بما يقتضي التناوب – كما قال المدرب سمير عيسى – ، ولأنّهم أكثر عرضة للعقوبة والإصابة ، فيما رأى البعض أنّهم يتفهمون اختيارات المدير الفني ايهاب أبو جزر ، لأنّ هناك أكثر من لاعب وسط ، يستطيعون اللعب في المراكز الدفاعية !
مستوى الكتابة
وكانت مشاركة الأولمبي الآسيوية ، وودية الفدائي الأول أمام سلطنة عُمان فرصة للكتاب - المؤهلين وغير المؤهلين – لمناقشة مستوانا الدوليّ ، فقرأنا في هذا المجال وجهات نظر متباينة ، معظمها حريص على المشاركة في تحسين الأداء .. ولكنّ بعض غير المؤهلين طلعوا علينا بنظريات جديدة ، من خلال كتاباتهم الوقتية ، التي تهدف إلى استجداء المعجبين ، بعيداً عن الحيادية والموضوعية ، ومصير هذه الكتابات مثل مصير الأغاني الرديئة ، وأفضل مثال عليها أغاني " المطربة عايدة الشاعر " صاحبة دحيّة " الطشت قلي .." ، التي لم يسمع بها المتأخرون ، على عكس ترنيمات فيروز الملائكية ، ومعلقات أم كلثوم الشعرية ، التي يزداد أثرها جيلاً بعد جيل !
إعلام الطشت قلي
لذلك أدعو متعاطي الكتابة الرياضية إلى التركيز على المحتوى الراقي وتجويد كلامهم الهادف ، كما كان يفعل حكيم الجاهلية أبن ابي سلمى ، والحرص على الجديّة ، بعيداً عن كتابات الهمبرغر ، التي تميز عصر السرعة ، والمطلوب من فرسان القلم الرياضي إثراء قدراتهم ، لأنّ الإعلاميّ الرياضي يجب أن يمتلك مجموعة من المؤهلات المعروفة ، والمتعلقة بالكفاءة ، والنزاهة ، والالتزام ، وكلّها عوامل تعزز الموهبة الفطريّة ، التي تصقل بالتكوين ، والتدريب ، والخبرة الميدانية ، وما يلزم من رجاحة عقل ، وحيادية ، وأشياء اخرى ، بعيداً عن المدح التسحيجي ، والتنمر غير العقلاني !
تشكيلة منقوصة
وطالعنا هذا الأسبوع ما يسمى الاتحاد الدولي للإحصائيات الرياضية iffhs باختيار لنجوم المنتخبات عبر العصور ، وشمل الاختيار نجوم منتخب فلسطين ، الذي تكوّن من رمزي صالح في الحراسة ، واليكسيس ، واسماعيل المصري " أبو السباع " ، وجيفر كوهين ، والمرحوم فؤاد ابو غيدا في الدفاع ، وأشرف نعمان ، والمرحوم سعيد الحسيني ، وناجي عجور ، وعماد الزعتري في الوسط ، والمرحوم جبرا الزرقا ، وابراهيم المغربي في الهجوم .
ولا يستطيع عبد فقير مثلي التشكيك في نجومية المختارين ، ولكنّ بحثي خلال أربع سنوات في سجلات ووثائق الكرة الفلسطينية يجعلني أتحفظ على أكثر من نصف المختارين دون ذكر الأسماء ، مع الإشارة إلى أنّ عملية الاختيار ليست مهنية ، باعتبارها عابرة للعصور والمناطق ، بما يصعب على الباحثين التفضيل بين النجوم ، الذين لعبوا في ظروف مختلفة ، وتوفرت لهم إمكانيات غير متشابهة .. وشخصياً أميل إلى مثل هذه الاختيارات الشرفية للمنتخبات وفقاً للفترات الزمانية ، التي تشكل علامة متقاربة لكلّ جيل ، فيكون اختيارنا للنجوم قبل 1948 ، وبين 1948 و 1967 ، وبين 1967 و 1994 ، وبين 1994 و 2008 ، وبعد 2008 مثلاً ..
أين عارف عوفي ؟
وبالنظر لخبرتي المتواضعة في هذا المجال أرى أنّه لا يمكن أن يشكل منتخب فلسطينية لا ينظر بعين الإعجاب لكابتن المنتخب المصري الحارس مروان كنفاني ، ونجم حراس الزمن الجميل خليل بطاح ، ولا يمكن أيضا تجاوز صاحب الرأس الذهبية زكريا مهدي ، وعمر حجير ، ومطيع طوقان ، وصائب جندية في الدفاع ، وتجاوز المهندس عارف عوفي ، وحسام السمري ، وعبد القادر بخيت ، وحازم صلاح في الوسط ، وتجاوز الهداف الكبير جمال الخطيب ، وغسان بلعاوي ، ومصطفى نجم ، وفادي لافي ، وموسى الطوباسي ، وحاتم صلاح في الهجوم ، مؤكداً أنّ هذه الأسماء ليست إلا عينة ، فيما تشمل قائمة نجوم الزمن الجميل العشرات الآخرين .
هالاند أم ميسي ؟
ومع اقتراب التصويت على جائزة الكرة الذهبية الأوروبية ، أختلف مع من يرشحون الأرجنتيني ليونيل ميسي للظفر بها للمرة الثامنة ، كما تظهر التسريبات ، التي كثيراً ما تكون صحيحة ، وأعتقد أنّ هداف هدافي الموسم الماضي النرويجي هالاند هو الأحقّ بالجائزة ، كونه حظي مع فريقه مان سيتي بثلاث بطولات ، أبرزها بطولة ذي الأذنين ، ولا ذنب لهالاند إن كان منتخب بلاده النرويج غير منافس ، رغم أنّه صعق الأردن بسداسية لم يشترك بها العملاق الاشقر !
تصريح فان غال
ورغم عدم ترشيحي لميسي لهذا اللقب ، واختلافي مع المحلل محمد ابو تريكة في مبالغته في الإشادة بميسي ، إلا أنني أختلف مع عجوز هولندا فان غال ، الذي يبدو أنّه يريد التأثير على التصويت ، بتصريح لا يليق بشيخ تشهد له الملاعب ، حيث ذهب فان غال إلى أنّ نتيجة مونديال قطر كانت مفصلة على مقاس ميسي ، مؤكداً أنّه مقتنع بذلك ، رغم عدم امتلاكه الدليل على كلامه ، الأمر الذي أحدث جلبة في الشارع الرياضي العالمي ، بين الكثيرين ، الذي ذهبوا إلى كون فان غال محقّ ، وتجرأ على قول ما لم يقله غيره ، فيما ذهب غيرهم ممن يحبون ميسي ، ويعشقون الأرجنتين إلى أن فان غال خرج عن رجاحة العقل .
أخطاء تحكيمية
ودافع رئيس الاتحاد الدولي عن نزاهة المنافسة في قطر ، مؤكداً أحقية الأرجنتين باللقب ، فيما أكد كابتن المنتخب الهولندي فان دييك أنّ نجوم هولندا لا يتفقون مع تصريحات فان غال ، ليتساءل معارضو فان غال إن كانت خسارة الأرجنتين مع السعودية مرتبه ، أو إن كان تصدي الحارس مارتينيز لانفراد الفرنسي كولو موتنتي ، او إضاعة كومان ، وتشاميني لركلتي الترجيح مرتب ، مع التأكيد بأنّ الأخطاء التحكيمية جزء من اللعب ، وأنّ ميسي كان يجب أن يتلقى الصفراء الثانية في لقاء هولندا ، تماماً كما أنّ أكثر من لاعب كان يستحق الطرد من منتخب هولندا ، ولكم أن تتصوروا كيف دخل كل احتياطي هولندا يومها للملعب ، للاشتراك في العراك ، وكلّ واحد منهم كان يستحق الانذار ، ولكن الحكم الاسباني لاهوز لم يكن في يومه ، وأضر بالمنتخبين على حدّ سواء .
أرقام قياسية
ولم يلتفت ميسي لكلام فان غال ، وراح يسجل هدفاً جديداً في مرمى أكوادور ، معززاً رصيده من الضربات الثابتة ، الذي وصل إلى 65 هدفا ، وراء البرازيلي جينينيو الذي يسبقه ب 12 هدفاً ، ثم الراحل بيليه الذي سجل سبعين هدفا من ضربات ثابتة .. وبالمناسبة عدّل البرغوث رقم صديقه العضاض سواريز ، الذي سجل 29 هدفاً في تصفيات أمريكا الجنوبية ، في انتظار تحطيم ميسي للرقم لاحقاً ، لأنّ سواريز لا يشارك في التصفيات.
ومثل ميسي فعل صديقه نيمار ، الذي سجل هدفين في مرمى بوليفيا ، ليحطم الرقم القياسي التاريخي للبرازيل برصيد79 هدفاً ، الذي كان بحوزة الجوهرة بيليه ، ليصبح نيمار هداف هدافي المنتخب البرازيلي !
ومرة أخرى قدمت لنا أكاديمية لاماسيا البرشلونية مشروع موهبة قد يكون لها شان في الملاعب ، والكلام هنا عن نجم البلوغرانا يامين يمال ، الذي سطر رقما غير مسبوق في سن 16 سنة ، كونه أصغر لاعب سجل هدفاً للمنتخب الإسباني ، وأكثر من ذلك أصبح الأمين جمال أصغر لاعب يسجل للمنتخبات الأوروبية جمعاء ، وحطم جمال رقم رفيق الماستايا غافي ، الذي سبق له تحطيم رقم الماستايي أنزو فاتي .