"فاكهة الملاعب 51".. يكتبها فايز نصار
** تطلع شعبيّ لتحسن المستوى الكرويّ، وضبط شؤون اللاعبين
** خبرة المحترفين رفعت مستوى كأس الملك سلمان العربية
ينطلق نهاية هذا الأسبوع قطار الدوري العام بشقيه –الاحترافي والممتاز – في المحافظات الشمالية والجنوبية ، على أمل أن تقنعنا الأندية بجدوى التنافس في مستوياته الأعلى ، وانعكاس العمل الفني والإداري على نتائج منتخباتنا المختلفة ، المدعوة إلى استحقاقات كثيرة هذا الموسم .
ويأمل الشارع الرياضي الفلسطيني بأن يقنعه المنظمون بتحسن المستوى بشقيه الفني والإداري ، بما يقتضي مشاهدة خط بيانيّ متصاعد ، يعتمد ما تيسر من أرقام تعزز مقولة من يرون أنّ الأمور عال العال ، وعرض أدلة دامغة ، يستند عليها من يرون أن الخط البياني لمسابقاتنا في تنازل ، مع مراعاة أن يعتمد الحيان الشفافية في الطرح ، والروح الرياضية في الحوار ، الذي يقتضي التعامل بمهنية مع متطلبات الرأي والرأي الأخر .
ويدعي صاحب هذه الكلمات بأنّ ترتيب الأوراق بين الأندية واللاعبين أمر هام ، لأنّ أيام شهر العسل انتهت ، وبقرة الأندية الحلوب جفّ ضرعها ، بما يقتضي قرارات إدارية تضبط الأمور ، حتى لا يجوع الذيب ، ولا تفنى الغنمات ، وحتى تستطيع الأندية مواصلة أداء رسالتها ، في ظل الأزمة المالية ، التي تعيشها معظم مؤسسات البلد !
ضرورة الضبط
وإلى جانب القرارات الإدارية ، التي قد تخرج على شكل لوائح توضيحية ، أقترح أن يتنادى القائمون على المستويات العليا للدوري في المحافظات الشمالية والجنوبية لجلسات عصف ذهني ، يكون الهدف منها تنسق الجهود لتنفيذ اللوائح والقوانين ، والتفاهم على وثيقة عمل أدبية يلتزم بها الجميع ، ولا ترفضها المؤسسات المعنية ، حتى لا تبقى الأندية كرة بين أقدام اللاعبين، الذين تحول كثير منهم إلى جوال بين الأندية، حتى وجدنا لاعبين ارتدوا الوان معظم الأندية المعروفة.
الهداف أبو غرقود
ويحمل الهداف الكبير اياد أبو غرقود الرقم القياسي في التنقل بين الأندية ، حيث ارتدى ألوان 14 فريق ، هي البريج ، والشاطيء ، والزيتون في المحافظات الجنوبية ، والأمعري ، والشباب ، وبلاطة ، والسموع ، والأهلي ، والظاهرية ، وواد النيص ، وأبناء القدس ، والهلال ، وطوباس في المحافظات الشمالية ، إضافة إلى تجربة احترافية في نادي البقعة ، فيما لعب كابتن المنتخب عبد اللطيف البهداري ل 13 فريق ، هي غزة الرياضي ، والمشتل ، وخدمات رفح في المحافظات الجنوبية ، ولهلال أريحا ، والامعري ، والشباب ، وبلاطة ، وأبناء القدس ، والبيرة في المحافظات الشمالية ، ولهجر السعودي ، وزاخو العراقي ، وطلائع الجيش المصري ، والوحدات الاردني في الخارج ... ولعب النجم ثائر أبو دية ل 13 فريق ، هي جمعيه الشبان ، شباب الخليل ، وأهلي الخليل ، وثقافي بيت ساحور، وبلاطه ، وابو ديس ، وجبل الزيتون ، وشباب يطا ، والبيره ، وجبل المكبر ، وأهلي قلقيليه ، وكرمل يطا ، والعربي بيت صفافا ، ووقد أبو دية مع هلال القدس ، ونادي جنين دون أن يلعب ! ولعب الهداف اسماعيل العمور لعشرة أندية هي المشتل ، والظاهرية ، وجبل المكبر ، والبيرة ، والهلال ، والسموع ، وبلاطة ، وود النيص ، ولعب في الخارج لليرموك الأردني ، والمحرق البحريني ، ولعب سامح مراعبة لثمانية أندية ، ولعب حسام وادي لسبعة أندية ... وهكذا.
ضوابط صارمة
وبلا شك فإن جميع أركان منظومة الكرة مسؤولة عن هذا الوضع الغريب ، الذي يقتضي ترتيب الأمور مستقبلاً بقوانين ولوائح تضبط الأمر ، ولا تقبل بالعقود القصيرة ، وتحمي حقوق اللاعب والنادي على حدّ سواء ، مع إمكانية تحديد عدد اللاعبين المسموح بانتدابهم في الماركاتو الصيفي ، والماركاتو الشتوي ، ووضع ضوابط صارمة لتشجيع الاعتماد على اللاعبين الواعدين من أبناء النادي ، ووضع سقف لا يتم تجاوزه للعقود ، ومعاقبة كلّ من يتجاوز هذه الضوابط.
قمة المكبر والشباب
وشهد ملعب الخضر " ستاد بيليه " الجمعة والسبت إجراء مباراتي كأس أبو عمار ، وسط حضور جماهيري معتبر ، يبشر بموسم كرويّ جماهيري ، واستحضر نسور الجبل خبرتهم ، ووصلوا النهائي للسنة الثالثة على التوالي ، بعد فوزهم على الجار المتحفز السواحرة ، الذي لم يستسلم بسهولة ، وقارع رفاق الرشاش الساحوري شهاب ، ليضرب النسور موعداً في النهائي مع الغائب عن النسخة الماضية العميد شباب الخليل ، الذي تجاوز شقيقه هلال القدس ، في مباراة انتهت متعادلة ، وحسمها الخلايلة بركلات الترجيح ، التي كافأتهم على أدائهم المبشر خلال المباراة ، حيث كانوا الطرف الأفضل ، فيما بدا التأثر على الهلال ، العائد لتوه من معسكر البلاد التركية !
تحابوا ، ولا تناكفوا
ومع انطلاق البطولات في معظم الدول هذا الأسبوع أدعو الذواقين إلى التركيز على جماليات اللعبة ، ومثلها الإنسانية الشريفة ، والاستمتاع باللقطات الفنية الراقية ، التي تصلنا عبر وجبات كروية متعددة المشارب ، وأستحلف " الذواقة " بالله أن يخففوا من المناكفات الجدلية حول أفضلية هذا أو ذاك، وترشيد متابعة الديربيات المحلية والعربية والدولية ، آملاً أن يركز الجميع على سبل تطوير دورينا ، وعدم الانجرار في صراعات المنافسة في الدول الشقيقة والصديقة ، والأمر يقتضي الكفّ عن صداع رأسنا بقصص برشلونة والريال ، وعدم المبالغة في ترديد ما تورده الصحافة المصرية حول نزاعات الأهلي والزمالك ، والتمعن في تناول تبعات لقاءات الجيرة بين الفيصلي والوحدات ، لأنّ خارطة كرة القدم العالمية تغيرت في السنوات الأخيرة ، فخطفت البريمير ليغ الكثير من الأضواء ، وأحدثت الأندية السعودية ، وبعض الأندية الخليجية أشكال أخرى للتنافس عربياً وآسيويا!
أندية افريقيا العربية
أقول هذا ، وأنا أتابع تداعيات خروج أندية شمال أفريقيا – عدا الرجاء – من الدور الاول لكأس الملك سلمان ، التي عرفت اقصاء أندية الزمالك المصري ، والترجي ، والصفاقسي ، والمونتسري من تونس ، والوداد المغربي ، وبلوزداد الجزائري ، وأهلي طرابلس الليبي من الدور الاول ، فيما تأهلت أندية السعودية الأربعة " الهلال ، والاتحاد ، والشباب ، والنصر " ومعها السد القطري ، والوحدة الاماراتي ، والشرطة العراقي إلى دور الثمانية ، بما جعل النقاد يذهبون إلى تأويلات – بعضها غير مهني – حول أسباب هذه النتائج ، التي لا تبدو مصادفة ، ولا تتصل بعوامل الأرض ، والجمهور ، والتحكيم ، وغيرها من التبريرات ، التي ساقها البعض ، لأنّ أندية شمال أفريقيا متمرسة على مثل هذه اللقاءات ، ودليل ذلك أنّها نافست بقوة ، ولكم أن تراجعوا لقاء الزمالك والنصر ، لتتأكدوا أن الزمالك كان في كثير من اوقات اللقاء أفضل من نصر رونالدو وكاني وماني !
صراع الثمانية
وشهدت مباريات دور الثمانية للبطولة معركة بين السعوديين الهلال والاتحاد ، وحسمها الزعيم بثلاثة أهداف لهدف ، مستفيداً من ارتباك الحكم القطري عبد الرحمن الجاسم ، الذي كان عليه طرد اللاعب ميشيل بالبطاقة الصفراء الثانية ، ويلتقي الهلال في الدور قبل النهائي مع جاره الشباب الفائز بركلات الترجيح على الوحدة الاماراتي ، فيما فاجأ الشرطة العراقي السد القطري بأربعة أهداف ، معظمها من تسديدات احترافية ، ووصل أخضر الرافدين قبل النهائي ، ليلتقي مع النصر العالمي ، الذي قاده الاسطورة رونالدو لفوز بين على الرجاء المغربي بثلاثة اهداف لهدف.
نحن محايدون
ولا يجب أن يأخذنا التحليل المرتجل إلى أن المنظمين رتبوا هذه النتائج ، والأحرى أن نبحث عن أسباب أكثر واقعية ، معظمها يتصل بالفساد الرياضي ، الذي يستشري في كثير من دول شمال افريقيا ، وقد سمعت الكثير منه على أعمدة الصحافة المصرية والجزائرية ، وغير مسموح لنا كفلسطينيين زجّ أنوفنا في تشخيص هذا الفساد ، أو تبريريه ، لأنّ أهل مكة أدرى بشعابها ، وغير مقبول أن نستحضر انقسامات الرياضيين في الدول الأخرى إلى بلادنا ، لأننا كرهنا من قصص الانقسام ، الذي مزق أوصال فلسطيننا !
افتراضات خيالية
وغير مقبول ان يذهب البعض إلى تأويلات وافتراضات غير مؤسسة ، ومن ذلك ما ذهب به " صحفي " فلسطيني من أن أندية الأهلي والزمالك لو شاركت في الدوري السعودي ستحظى بالمرتبتين الأولى والثانية بكل ارتياح ، ليرد عليه متابع يعشق الدوري السعودي من سنوات ، بأنّ أندية الهلال والشباب ، والنصر ، والاتحاد ، والأهلي السعودي لو شاركت في الدوري المصري ، ستنافس بقوة على المراكز الأولى ، وكلام هذا وذاك غير واقعي ، لأنّ كرة القدم تغيرت ، ولأنّ نتائجها غير مضمونة ، مهما كانت المقدمات !
تغير الخارطة
وشخصياً لا أقبل الدخول في مثل هذه التخيلات غير المجدية ، لأنني مقتنع بأنّ خارطة الكرة العربية تغيرت ، مستشهدا بمقولة لكبير خبراء الكرة التونسية ، عبد المجيد الشتالي ، الذي قال : في السبعينات كنا نفوز على أندية ومنتخبات الخليج بنتائج عريضة ، وفي الثمانينات أصبحنا نفوز بنتائج قليلة ، وفي التسعينات أصبحنا نقبل بالتعادل معهم أحيانا ، ليصبح التنافس مفتوحا منذ بداية هذا القرن !