علاء حالوب جنديّ الدورات المجهول...
الخليل- كتب فايز نصّار/ تشرفت بحضور دورة اللياقة البدنية، التي أشرف عليها المدرب البريطاني فرانك نوتل ، حيث عشت أياماً جميلة ، تحسست خلالها تطلعات ثلة من المدربين الفلسطينيين ، الذين حملوا لواء التطوير الفني لفرقنا ومنتخباتنا بعد النهوض الرياضي ، الذي قاده الفريق جبريل الرجوب منذ خمسة عشر سنة .
وخلال تلك الدورة تعرفت من مسافة الصفر على الرياضي المتكامل علاء حالوب ، الذي كنت اقتربت منه في دورة المستوى الآسيوية ، التي نظمت بالخليل ، وأشرف عليها فنياً الخبير الآسيوي وليد فطافطة ، وإدارياً جنتلمان طولكرم علاء حالوب ، الذي أشهد بأنّه كان يسهر الليالي لراحة المشاركين ، وتذليل كل العقبات من طريقهم .
وبدأ أبو الأديب رحلته الرياضية من أكناف العنابي الكرمي ، ليأخذه الطموح بعيداً في مجال القيادة الرياضية ، ويصبح أصغر عضو في رابطة الأندية ، حتى اطلق عليه البعض لقب " الطفل المدلل " ، قبل تواصل جهوده الرياضية بعد قيام السلطة الوطنية ، حيث تقلد العديد من المناصب الرياضية الحساسة ، التي جعلت منه واحداً من أبرز جنود الرياضة الفلسطينية قبل وبعد 1994 .
ولم يتردد الأخ علاء في التفاعل مع مبادرتي لاستضافته ، فكان هذا الكلام الصريح ، الذي يشكل وجيز الوجيز في سيرته الرياضية الطموحة .
- اسمي علاء الدين أديب عبد الرحيم حالوب " أبو الأديب " ، من مواليد طولكرم يوم 6 تشرين ثاني 1957 .
- كغيري من لاعبي الكرة الفلسطينية ، بدأت اللعب في الحارات ، والمدارس الابتدائية والاعدادية والثانوية ، ثم في كلية خضوري ، حيث درست التربية الرياضية ، وأتممت تعليمي الجامعي في الكلية ، التي كانت تضم نخبة من النجوم الفلسطينيين اللامعين في مجال الرياضة ، مثل عارف عوفي ، وعدنان أبو كشك ، ومحمد جودي ، ونايل الدغيري ، ويوسف قطاميش ، ويوسف حمدان "سنو" ... وغيرهم الكثير .
- وبحمد الله تميزت في لعبة كرة القدم ، إضافة إلى بروزي في لعبتي كرة السلة ، وكرة اليد ، وأذكر أنّه في أحد الاحتفالات ، لتكريم اللاعبين في نادي ثقافي طولكرم ، قال عريف الحفل عند تكريمي : " انت نادي متكامل يا علاء ".
- وكنت شاهداً على انطلاق ثقافي طولكرم في السبعينات ، حيث شاركت في تأسيس النادي ، الذي أنهيت مسيرتي فيه ، لأنّه بيتي الذي له فضل كبير علي ، حيث تشرفت باللعب في صفوفه مع ثلة من نجوم الزمن الجميل ، من أبرزهم المرحوم سليمان هلال ، وعدنان أبو كشك ، وهاشم منصور، وفارس أبو كشك ، وأحمد أبو زبيب ، ومحمد الصباح.
- ومع تميزي كلاعب في عدة ألعاب ، بدأت دخول المجال الإداري ، من خلال نادي طولكرم الثقافي ، لأشغل بعد ذلك العديد من المهام الإدارية في مؤسسات الوطن الرياضية ، وذلك بالتعاون مع كثير من الرياضيين في طولكرم ، من أبرزهم في طولكرم عارف عوفي ، ومحمد الصباح ، فيما عملت في المؤسسات الفلسطينية مع عدد كبير من الرياضيين ، واتشرف بهم جميعاً ، وأعتذر عن ذكر أسماء بعضهم خشية نسيان أحدهم .. وكلّ من عملت معه له تحياتي واحترامي ، مع التذكير بأنّ رجال رابطة الأندية في مقدمة هؤلاء !
- وبدأت عملي الإداري في لجان النادي الثقافي المختلفة ، وخاصة اللجنة الرياضية ، ثم كعضو في الهيئة الإدارية للعنابي ، بما فتح ليّ المجال للعمل في الاتحادات والمؤسسات الرياضية الأخرى ، حيث تشرفت باختياري كعضو مجلس رابطة الأندية الفلسطينية لأكثر من فترة ، لأصبح أصغر عضو في تلك الفترة ، حيث كان يطلق عليّ لقب "الطفل المدلل" .
- كما تشرفت بالعمل في اللجان المساندة للاتحادات الرياضية ، ورئاسة اللجنة اللوائية لمحافظة طولكرم ، قبل اختياري كعضو في الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم لدورتين متتالين ، ناهيك عن عملي لعدة سنوات كمدير لمديرية الشباب والرياضة في محافظة طولكرم منذ تأسيسها ، وكوني مستشار وزيرة الشباب والرياضة لمنطقة الشمال ، ورئيس لجنة المنتخبات في الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ، وعملي كمدير إداري للمنتخبات الوطنية في الاتحاد ، وكمدير إداري لدورات اعداد المدربين من بداية تنظيمها ، إضافة إلى عملي كمنسق عام للبطولات والمباريات الدولية ، التي تقام على أرض فلسطين لسنوات عدة ، ورئاستي دائرة الناشئين والشباب في الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم .
- وبحمد الله قضيت أفضل أيامي كعضو في الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في عهد سيادة الفريق جبريل الرجوب ، وأيام المدير الفني ، الدكتور مازن الخطيب ، حيث اطلعت بمهمة المدير الإداري لجميع الدورات الآسيوية والدولية ، التي نظمت في تلك الفترة ، واشرفت عليها جميعها (A,B,C) ، بوجود مدربين مميزين في تلك الفترة ، ومحاضرين مخضرمين من عدة دول ، ومن أجمل تلك الدورات وأنجحها ، الدورة التي نظمت في مدينة الخليل.
- وخلال مسيرتي الرياضية تعاملت مع كثير من الرجال ، الذين ترفع لهم القبعات ، وفي مقدمتهم ريمون زبانة أبو طارق ، ومعمر بسيسو أبو أحمد .
- مثلي الأعلى في الملاعب في الضفة عارف عوفي ، وفي قطاع غزة إسماعيل المصري أبو السباع ، وخارج الملاعب والدي رحمه الله ، والمرحوم ماجد أسعد ، وكان يعجبني كثيراً الأستاذ محمود ناصيف والمرحوم راسم يونس ، والأستاذ ساري حمدان على الصعيد العربي .
- أعتقد أنّ أفضل النجوم الذين عرفتهم في الملاعب في السبعينات عارف عوفي ، وعمر موسى ، ونقولا رزينه ، وعدنان ابو سريه ، والمرحوم جبريل الدراويش ، ومطيع طوقان ، وحاتم صلاح ، والمرحوم ماجد أبو خالد ، والمرحوم سليمان هلال ، واسماعيل المصري ، وموسى الطوباسي ، وناجي عجور ، وزكريا مهدي ، واسماعيل مطر ، وخليل بطاح ، وحسن صلاح ، والمرحوم ابراهيم نجم ، وعلي العباسي ، وحافظ ابو كشك .. وغيرهم
- بلا شك فإنّ العمل في مجال الرياضة يحتاج إلى خبرة في جمع التبرعات ، وقد كنت أحد العاملين في هذا المجال ، حيث حصلنا على كثير من الدعم والتبرعات من الحكومة ، ومن المجتمع المحلي ، ومن القطاع الخاص ، وأعتز بمشاركتي في تأمين مشاركات خارجية للأندية والمنتخبات ، وجلب فرق عربية ودولية إلى الوطن .
- بصراحة أخ فايز نحن مقصرون بحق جيل الرياضيين الرواد ، ولا أستثني أحداً ، فكلنا مقصرون بحقّ من عملوا في الأندية ، والمؤسسات الرياضية ، والاتحادات .. وكل الشكر للأشخاص ، الذين يبادرون إلى أي عمل من شانه تكريم الرواد ، واستذكار أعمالهم الطوعية في خدمة الرياضية الضفة وغزة ، ولا بدّ هنا من شكر الأستاذ داود متولي على اللفتة الكبيرة ، بعمل جدارية لرواد رابطة الأندية الرياضية !
- أتمنى أن يكون هناك إعلام رياضي حرّ ونزيه ، يقول كلمة الحق في مختلف القضايا ، ولكن الأماني شيء ، والواقع شيء ، رغم وجود قامات إعلامية في فلسطين ، وكلهم قادرون على المساهمة في تطوير الرياضة الفلسطينية .
- أخيراً .. أتمنى ان يعود الانتماء الحقيقي للرياضة في فلسطين ، لأنّ رياضتنا لن تتطور الرياضة دون انتماء .