المرحوم فؤاد الميدنة... فؤاد الإعلام الرياضي الفلسطيني
كتب أسامة فلفل- غزة
لعب الإعلام الرياضي دورا رياديا مهما في تعزيز حالة الحراك الرياضي والوطني عبر العقود الغابرة، وكان من يمثل أحد أدوات تعزيز صمود الرياضة الفلسطينية والمحافظة على صلابة وقوة الجبهة الداخلية وحماية المقدرات والإنجازات من خلال تعميق مفاهيم الوعي وترسيخ الثقافة الوطنية، وتعزيز المشاركة الإيجابية في النشاط وتمتين جسور الاتصال والتواصل مع كل مكونات الحركة الرياضية والإعلامية الفلسطينية، حيث كان لذلك الأثر الفعال في تعاظم حالة المد الرياضي والإعلامي على مستوى الوطن.
الزميل المبدع المرحوم فؤاد فوزي الميدنة أبا فوزي الإعلامي واللاعب والإداري والمدرب الناجح وأحد مؤسسي دائرة الاعلام بوزارة الشباب والرياضة، وصاحب منظومة العلاقات الرياضية الكبيرة، والشخصية الرياضية والاعلامية المحبوبة في الوسط الرياضي والشعبي والرسمي، ترك بصمة بمسيرة حياته الحافلة والزاخرة بالمواقف المشرفة والإنجازات التي تحكي الوطن ومنظومته الرياضية والإعلامية، حيث هذه المحطات مليئة بالمنجزات الوطنية والعمل المهني بولاء وانتماء وطني مجرد.
كان أبا فوزي رجل المواقف والمحطات الصعبة، يمتلك قلم سيال وجرأة وشجاعة، كان يمثل صوت الإعلام الرياضي الحر، سوف يظل هذا الصوت الوطني العزيز والغالي حاضرا في وجدان وضمير الحركة الإعلامية والرياضية، ملهما لكل الإعلاميين في الوطن والشتات، يذكرنا هذا الصوت كيف يكون العطاء خالصا للوطن ومنظومته الرياضية والإعلامية، وكيف يكون الانتماء والتضحية طريق للوصول للأهداف الوطنية.
الإعلامي الراحل أبا فوزي كان يمثل مسيرة عطاء ونضال بمحراب العمل بمنظومة الحركة الإعلامية والرياضية الفلسطينية، له محطات ومواقف مشهودة تجلت في كتاباته و تقاريره إبان الانتفاضة المباركة عام 1987م ، ومشاركته المؤثرة بالتخطيط والتنفيذ للنشاط الرياضي الشعبي مع لجنة مدينة غزة والشمال التي كانت تدير حركة النشاط الرياضي بالانتفاضة.
المرحوم فؤاد الميدنة رفيق الدرب والمسيرة الطويلة واحدا من أبرز الإعلاميين الذين كان لهم قوة الحضور في إيصال رسالة الرياضة الفلسطينية عبر كل المنابر الإعلامية، والملتزم بقواعد وقيم ومبادئ العمل المهني، ولم يتأخر لحظة واحدة عن العطاء طوال مسيرة عمله، ظل بمحراب حركة النضال الإعلامي والرياضي حتى الرمق الأخير.
للتاريخ لقد تقدم أبا فوزي الصفوف الأولى للإعلاميين والرياضيين مع وميض الشرارة الأولى للانتفاضة المجيدة، وعمل بجهود كبيرة من أجل تفعيل حالة الحراك الإعلامي والرياضي، رغم الظروف الاستثنائية والمخاطر والتحديات الكبيرة، وصال وجال في كل الملاعب الرياضية على مستوى المحافظات الجنوبية والمحافظات الشمالية، وكانت له اسهاماته في تدشين جسور التواصل وتعزيزها من خلال اللقاءات الرياضية وكتاباته التي كانت تأخذ طابعا مميزا ومعطرة بالوطنية الفلسطينية.
لقد نجح المرحوم فؤاد الميدنة أبا فوزي في صياغة رسالة الإعلام الرياضي بمهنية عالية ومنهجية وطنية علمية تعكس قدرات وإمكانيات شخصية إعلامية فلسطينية فذة، قادرة على العمل والعطاء تحت الضغط وتحقيق الإنجازات والعبور لبر الأمان.
اليوم أبا فوزي الإعلامي الفلسطيني الوطني بتاريخه الحافل وإنجازاته على صعيد الإعلام والرياضة والعمل الإداري والتدريب ترك بصمة جليلة ستبقى علامة فارقة في سجل الإعلام الرياضي والحركة الرياضية الفلسطينية، وبمسيرة ناديه الأم نادي التفاح الرياضي الذي تقلد فيه العديد من المناصب والمراكز " عضو مجلس إدارة، مشرف رياضي، مدرب الفريق الأول "
الزميل الراحل أبا فوزي كان من العناصر التي ساهمت في بناء وتأسيس دائرة الإعلام بوزارة الشباب والرياضة وعمل معي كرئيس قسم وكان خلال عمله يمتاز بالنشاط والحيوية والإبداع، كما وعملنا سويا كمحررين في مجلة فلسطين الرياضي التي تم تأسيسها واشهارها مع قدوم السلطة الوطنية عام 1995م.
كما عمل مراسلا للعديد من الصحف والمجلات الرياضية المحلية " البيادر السياسي، جريدة النهار المقدسية، مجلة عالم الرياضة، مجلة فلسطين الرياضي، الشروق، الحياة الجديدة، الأيام، القدس، الطليعة والكاتب.
تقلد العديد من الجوائز والأوسمة وشهادات التقدير لدوره الناشط وجهوده في خدمة الحركة الرياضية والإعلامية، وظل حتى رحيله مرتبط بنبض الإعلام والحركة الرياضية الفلسطينية.
لقد خسر الوطن والرياضة الفلسطينية ومنظومة الإعلام الرياضي الفلسطيني وناديه الأم نادي التفاح مناضلا فذا وشخصية محترمة، وقائدا وإعلاميا ورياضيا كرس حياته من أجل رفعة وتقدم الرياضة الفلسطينية.
كان من نجوم الزمن الجميل الذين سطروا امجاد رياضية لناديه الام نادي التفاح الرياضي والحركة الرياضية الفلسطينية، وكان مثالا للأخلاف الرياضية والسمعة الطيبة، وتولى قيادة فريق نادي التفاح الأول لكرة القدم سنوات طويلة، حقق فيها إنجازات يشار لها بالبنان.