الإعلامي المقدسي غيث.. مقصدا للإعلاميين ومرشدا روحيا لجيل الشباب،، من أوائل الذين غرسوا قيم وقواعد ومبادئ العمل المهني
كتب أسامة فلفل- غزة
هناك رجال يصنعون التاريخ ورجال يأتي بهم التاريخ، فأما الذين صنعوا وسطروا الإنجازات الخالدة فيدونون اسماءهم بمداد من ذهب في صدر صفحات التاريخ، ويعيشون في الذاكرة ويبقون خالدين في ذاكرة أمتهم وشعبهم، ولن يطول النسيان هذه الكوكبة التي ظلت لعقود ومحطات طويلة تؤدي رسالتها بانتماء وتجرد وطني قل نظيره اليوم.
المخضرم الأستاذ سمير عزت غيث ابن مدينة القدس الباسلة شامخا متمترسا في محراب العمل الإعلامي والرياضي يغذي شرايين الحركة الاعلامية والرياضية في الوطن المكلوم والمغتصب على مدار عقود طويله من اجل رقي وتطور منهج العمل وتحقيق التميز والابداع، وساهم في ترسيخ قيم وقواعد ومبادئ المهنية الصحفية، وكان له بصمة في وضع قاطرة الاعلام الرياضي على مسارها الصحيح بهدف النهوض والتطور.
تنازل عن مكتسباته الشخصية طوال عمله الطوعي في بلاط صاحبة الجلالة من اجل ان تنعم الحركة الإعلامية والرياضة الفلسطينية بالتقدم وتحقيق غاياتها وتطلعاتها وأهدافها الوطنية تحت مظلة وراية العلم الوطني.
المتأمل في مسيرة وسيرة الأستاذ سمير عزت غيث يلمس، بل يجد علامات النبوغ والتألق لهذا الاعلامي العبقري المقدسي، الذي ضرب مثالا رائعا بالتضحية والعطاء والإنتاج والإنجاز والقدرة الكبيرة على العمل تحت ضغط الظروف الاستثنائية وايصال رسالة الرياضة الفلسطينية بمهنية واحترافية.
كان الناقد والمحلل الرياضي المقدسي سمير عزت غيث يمتلك قدرات عالية وبلاغة رصينة ومفردات غنيه بالمعاني، كان مدرسة في العطاء وملاذا لكل الإعلاميين الرياضيين على اختلاف مشاربهم والوانهم، كان يمثل مدرسة إعلامية عصرية متطورة بالمعالجة الإيجابية التي تصب في خدمة نهضة الحركة الرياضية والاعلامية الفلسطينية.
كان أبا العز رمز الشهامة مقصدا لكل الإعلاميين الواعدين والحضن الدافئ، والموجه والمرشد الروحي لجيل الشباب، كان ملهم للأجيال الاعلامية والرياضية الذين يعرفون نطاق وحدود مسؤولياتهم الوطنية والاعلامية والرياضية والواجبات الملقاة على عاتقهم في نقل رسالة الرياضة الفلسطينية بالشكل والمضمون الوطني الذي يعكس حركة النضال الرياضي والإعلامي بالوطن المغتصب.
الأستاذ سمير عزت غيث كان من الرموز التي كان لها دور مؤثر في حقل الاعلام الرياضي الفلسطيني، لا سيما في تغير النمط التقليدي لصياغة الخبر وقيمته وابراز شكل جديد للعناوين التي تلامس مشاعر واحاسيس ونبض القراء والجمهور.
أبا العز من الإعلاميين القلائل الذين خدموا في بلاط صاحبة الجلالة وعمل بتفاني ومهنية بدون تحيز او محاباة طوال مسيرته مع صحيفة القدس الفلسطينية، وظل مع نبض الاعلام الرياضي رغم الظروف الاستثنائية يغذي صحيفته المفضلة القدس بالموضوعات والمقالات واللقاءات الرياضية النوعية مع نجوم ورموز ومرجعيات وقادة الحركة الرياضية والإعلامية وسفراء الوطن والرياضة الفلسطينية ويسلط الضوء على حجم المنجزات والمكاسب التي تحققها الرياضة الفلسطينية رغم المعيقات والتحديات.
أبا العز من خريجي الكلية الابراهيمية، عمل في صحيفة القدس كمحرر للصفحة الرياضية خلال فترة الثمانينيات التي تصدر بالعاصمة الفلسطينية، تم دعمه ومساندته من قبل الراحل الكبير ابرز اعلام الرياضة الفلسطينية المرحوم احمد عديلة الذي كان يشغل منصب الناطق الإعلامي لرابطة الأندية الرياضية بالضفة الفلسطينية، كما تم تكريمه من وزارة الشباب و الرياضية بعد قدوم السلطة الوطنية، تقديرا لدوره و مساهماته في اثراء الحراك و النشاط الرياضي والإعلامي، وكانت له مساهمات جلية في وضع اللبنات الأساسية لمنظومة الاعلام الرياضي، وهو عضو في نقابة الصحفيين الفلسطينيين .
الاعلامي الكبير والمخضرم الأستاذ سمير عزت عيث انسان بكل معني الكلمة، صاحب سجل زاخر بالعطاء الخالص والتضحية الصامتة، وهو صاحي مسيرة حافلة بالإنجازات، له بصمات واضحة بتاريخ ومسيرة الاعلام الرياضي الفلسطيني، وهو من رموز ورواد الاعلام الرياضي عبر عقود طويلة.
رغم ظروفه الصحية ما زال شامخا منتصب القامة يتابع ويرصد نبض الحركة الرياضية والاعلامية، ولم يتخلف عن الحضور والتواجد في قلب الاحداث والمناسبات الرياضية، حيث حضوره وتواجده يعطي طعم ومذاق خاص كونه يمثل أحد أبرز اهرامات الاعلام الرياضي بالوطن المكلوم والمحاصر.