شريط الأخبار

كلّنا شباب الخليل...

كلّنا شباب الخليل...
بال سبورت :  

كتب فايز نصّار- الخليل

تأسفت أسرة كرة القدم الفلسطينية لقرر الاتحاد العربي لكرة القدم نقل مباراة شباب الخليل والنهضة العماني ، في إياب الدور التصفويّ الأول لكاس الملك سلمان ، التي تنظم بمشاركة نخبة من الندية العربية ، رغم أنّ الاتحاد العربي قرر مسبقاً أن تقام المباراة على ستاد هواري بومدين في مدينة دورا .

وجاء قرار الاتحاد العربي بنقل المباراة إلى ستاد عمّان استجابة لرغبة نادي النهضة العماني ، والذي يتناقض مع رغبة بطل دوري المحترفين في الموسم الماضي شباب الخليل ، الذي طالب بمساعدة أسرة الكرة العربية في تثبيت الحقّ الفلسطيني في الملعب البيتي ، والذي جاء بعد نضال مرير خاضه الرياضيون الفلسطينيون في مواجهة الساديّة الاحتلالية ، وعدم جدية المؤسسات الرياضية الدولية في تحقيق أحلام شباب فلسطين في لعب كرة القدم بحرية ، مثل شباب جميع الدول على هذه البسيطة .

ولا أعتقد أنّ في الأفق أسباباً مقنعة لهذا القرار غير الموفق ، على اعتبار أن ما شهده المسجد الأقصى من أحداث خلال شهر رمضان الجاري يمثل عينة من الحالة غير الإنسانية ، التي يفرضها المحتلون على مقدسات المسلمين تجاه المرابطين في أولى القبلتين ، وكان الأولى بنادي النهضة العُماني ، أن يشد من أزر هؤلاء المرابطين ، ويأتي للعب في فلسطين ، والصلاة في المسجد الأقصى ، الذي تعتبر زيارته حلماً يراود ملايين الشباب المسلمين ، كونه شرفاً دينيا ، ومجداً إنسانيا ً .

كما لا أعتقد أنّ القرار النهضاويّ جاء على خلفية معارضة التطبيع ، لأنّ القاصي والداني يعلم ان السلطنة كانت في طليعة المطبعين ، وانخرطت في تطبيع ناعم ، بما يجعل المزاودة على شعبنا في هذا المجال غير مقبول ، لأنّ الشباب الفلسطيني يرفض التطبيع ، حتى لو مارسه الآخرون ، ويعتبر زيارات الرياضيين العرب وغير العرب لبلادنا بمثابة دعم معنوي يحتاجه الصامدون على هذه الأرض، ويشبه زيارة ذوي السجين لابنهم المحكوم، دون اعترافهم بشرعية السجان !

وبصراحة قد يكون الأمر مقبولاً من الدول التي لها موقف سياسي تجاه التطبيع، والتي ترفض زيارة بلادنا بإذن من المحتل ، كما يعتقد الجزائريون والسوريون واللبنانيون وغيرهم ، ولكنّ غير مقبول من العمانيين رفض اللعب في فلسطين ، لأنّهم سبق لهم اللعب في ملاعبنا أكثر من مرة ، وفي كل مرة كانوا يستقبلون استقبالاً حسناً ، ولم نسمع يوماً أنهم تعرضوا لأي مضايقة ، وكان بين اللقاءات العمانية الفلسطينية لقاء بين شباب الخليل ونادي السويق العماني سنة 2017.

وبصراحة أكثر قد يكون مقبولاً موقف نادي للنهضة العماني إذا ثبت أنّه لم يزر البلاد خلال السنوات الماضية أيّ مسؤول عماني ، أو من يثبت بأنّه لم يزر السلطنة أي مسؤول صهيوني ، بمعنى إذا كانت السلطنة تناهض التطبيع الرياضي وغير الرياضي فسيفهم الخيرون موقف نادي النهضة ، ولكن غير مقبول أن يتذرع منافس شباب الخليل بحجج أمنية واهية.

ولا أعتقد أن موقف نادي النهضة العماني سيؤثر على العلاقات الرياضية الأخوية بين شباب السلطنة وشباب فلسطين ، حيث جمعت اللقاءات الرياضية الطرفين في كثير من المحافل الرسمية وغير الرسمية ، وأذكر أنّه في ذروة انتفاضة الأقصى قبل اتحاد الكرة لعب مباراتي أشبال فلسطين مواليد 1988 في مسقط ، لأنّ الأجواء الانتفاضية كانت صعبة ، ويومها فاز العمانيون في اللقاءين ضمن التصفيات الآسيوية ، لذلك كان على نادي النهضة التفاوض مع شباب الخليل بجدية ، ولعب المباراتين على أرض محايدة إذا كان مسؤولوه يرون أنّ الظروف الأمنية غير مناسبة لحضور فريقهم على فلسطين !

من هنا نرى أنّ شباب الخليل محقّ في موقفه ، المتمسك بلعب مباراة الإياب على أرضه ، والمدافع عن مكاسب الشرعية الرياضية الدولية في تثبيت الملعب البيتي لفلسطين ، والذي يمثل ثابتاً من ثوابت السياسة الرياضية الفلسطينية ، لأنّ في الأمر مساهمة في تثبيت شخصيتنا الرياضية ، المدعومة من المؤسسات الرياضية العربية .

وفي المحصلة يجب على نادي شباب الخليل التمسك بحقه ، ويجب على اتحاد الكرة مواصلة النضال لمواجهة المعترضين على مكاسب الملعب البيتي ، ويجب على المؤسسات الرياضية العربية شدّ أزر الرياضيين الفلسطينيين ، وعدم المسّ بحق شباب فلسطين باللعب على أرضهم ، لأنّ لعب مثل هذه المباريات على مشارف بيت المقدس يغيظ المحتلين!

مواضيع قد تهمك