هل هلال شهر رمضان وغابت ولم تهل بطولاته الكروية
كتب خالد القواسمي– الخليل
على مدار سنوات حظيت البطولات الرمضانية في فلسطين بشعبية كبيرة وباهتمام استقطب عشرات الالوف من محبي ومشجعي كرة القدم والسهرات الرمضانية ولعبت دورا مهما ومحوريا في الابقاء على ديمومة النشاط الرياضي لعدة اعتبارات وشكلت فضاء مناسب لزيادة اللحمة بين ابناء الشعب الواحد والاحتفاء بشهر رمضان في سهرات كروية ممتعة وتلقى تفاعل منقطع النظير وتنافس يحمل بين ثناياه نفحات وطنية ورياضية مملؤة بالتعاضد والتكافل والتكامل بين مختلف مشارب وقطاعات الحركة الرياضية والوطنية.
وكم خطفت تلك البطولات الرمضانية ألباب الجماهير أكثر من المنافسات الرسمية تجذب العشاق والمتابعين وحملت قصص وحكايا أبطالها نجوم الكرة في الزمن الجميل ممن صالوا وجالوا في ملاعبنا ولا زالت الصورة وجماليتها تبقى عالقة في الاذهان وتزيد قيمتها كلما مرت عليها السنوات خاصة في ظل ما نشاهده ونتابعه من ما يسمى بالاحتراف او بالاحرى الانحراف الكروي الذي افقدنا الكثير مما عشناه من جماليات وعطاء وانتماء وامتاع ذهب ادراج الرياح.
البطولات الرمضانية ومنها البطولة المنظمة من جانب النادي العربي بيت صفافا وبطولة الشروق الكروية التي كانت تنظم من قبل جمعية الشبان المسلمين وبطولة الخضر وغيرها من اليبطولات الأخرى التي كانت تنظم وتحظى باهتمام قادة العمل الوطني وتجمعهم مع قادة العمل الرياضي تنصهر تحت بوتقة رياضية وطنية لها اهداف ورسالات ودلالات على روح الوحدة والعمل الوحدوي المشترك بين كافة اطياف الفئات بمختلف ميولاتها التنظيمية حيث كان الجميع يحرص على الحضور والتواجد والمساهمة لانجاح تلك البطولات الرمضانية لما ترسخه من روح التعاون والاخاء في الشهر الفضيل وتدعم أهمية الحركة والنشاط.
وكانت الدورات وفي طليعتها دورة النادي العربي بيت صفافا التي كانت تقام تحت الاضواء الكاشفة الوحيدة آن ذاك في وطننا وشكلت تميزا غير مسبوق وكانت محطة تستقطب الرياضيين من مختلف المناطق تمتد في سهراتها الكروية حتى منتصف الليل وتتسابق الفرق على المشاركة في منافساتها وأضحت ملتقى كروي وتجمع لكوادر اللعبة من قادة رياضيين وحكام وادارات اندية ولاعبين وجماهير والكل يحرص على متابعة اجوائها في سهرات وأمسيات كروية رائعة تعزز الروابط فيما بين الجميع وسط اجواء من السعادة والسرور وندية واثارة وحضور جماهيري بنكهة متميزة تكسر الروتين الرمضاني وتزين بالروح الرياضية العالية ولها ايجابيات جمة التي كانت تعود بالفائدة على الاندية واللاعبين وتسهم باكتشاف المواهب والقدرات الفنية للعديد من الشباب الرياضي وصقل مواهبهم وتطويرها .
كل ذلك يجعلنا نتسائل أين اختفت تلك البطولات وما سبب احتجابها ولماذا لاتقوم الاندية بتنظيمها فماذا اختلف كي تبتعد الاندية عن اقامة تلك الدورات التي كنا نترقبها بشغف كي نستمتع بسهراتها الكروية ذات الطابع المميز الجميل فقد هل هلال رمضان وغاب هلال البطولات وفي الختام لا يسعنا الا أن نقول كل عام وشعبنا ورياضتنا ورياضيينا بالف خير .