شريط الأخبار

"حدث هذا".. الفوز الحقيقيّ

حدث هذا.. الفوز الحقيقيّ
بال سبورت :  

الخليل- كتب فايز نصّار/ متوشحاً بالكوفية الفلسطينية أكد سيّد الكلمات الشاعر تميم البرغوثي فلسطينية المونديال ، بكلمات تختصر العلاقة بين القلم والقدم ، وتلخص المشاعر الحميمية ، التي جمعت الأمم على مائدة الملاعب ، وقاربت إبداع القضية الفلسطينية بمباراة كرة قدم .

وضرب المنظمون عصفوراً جديداً بحجر المونديال ، عندما قرروا أنّ تكون البصمة النهائية للحدث باللغة الربية في ويومها العالمي ، ومَن أفضل من الشاعرين الفلسطيني تميمي البرغوثي ، والموريتاني سيدي محمد ولد بمبا لهذه المهمة النبيلة ؟ فاعتلى الشاعران صهوة المنصة ، وقالا كلاما ليس كالكلام المباح في المحافل الجديدة ، فأوصلا الأحرف الأخيرة من الرسالة لكلّ العالم ، وخاصة للحاضرين في الصفوف الأولى ، وفي مقدمتهم ماكرون فرنسا ، واردوغان تركيا ، وشيخ المونديال ، أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وجاء في كلمات شاعرنا الفلسطيني في حفل الافتتاح :

ما الذي يدعو المتعبين إلى اللعب؟

ما الذي يدعو الحزين إلى الغناء؟

وما الذي يأتي بشاعر مثلي إلى احتفال كهذا؟

اللعب.. زيارة قصيرة إلى عالم بديل .

وتابع البرغوثي في كلامه عن معاني الفوز الحقيقي :

ليست هذه لعبة يا سادة ،

هو شيء تقترحه هذه البلاد والشعوب ،

بل لا تزال تقترحه البشرية على نفسها منذ كانت

حلم عمره ساعتان وعمره الأبد ،

يقترب كلما حاولوا إبعاده .

..هذا الذي يدعو المتعبين إلى اللعب ،

وهذا هو الفوز الحقيقي في نهاية المطاف

وضمت فقرات اسدال الستارة على مونديال العرب فقرات تراثية ، ربطت الأمر باليوم الوطني لقطر ، وعرضت لوحات من التراث الأصيل للمنطقة ، وشملت بعض الأغاني ، التي تفاعلت معها الجماهير ، ومنها أغنية "هيا هيا" ، ثم أغنية "أرحبوا" ، وأغنية" لايت ذا سكاي"، أو "أضئ السماء" ، التي تختصر رسالة السلام الإنساني بين البشر جميعاً ، وتدعو إلى احترام الآخر ، دون التمييز بين سائر الأعراق .

ولأنّ مونديال ألف ليلة وليلة العربي استثنائي ، جاء لقاء مسك الختام استثنائياً أيضاً ، وبلغت الإثارة ذروتها في النزال الكروي بين الأرجنتين وفرنسا ، الذي تخلله – كما توقع الكثيرون – حواراً جانبياً بين نجمي باريس سان جيرمان ميسي ومبابي !

وكما حصل مع الألمان قبل المونديال بدأ الديوك المباراة في خضم جدل على شارة القيادة ، حيث سربت وزيرة الرياضة الفرنسية اميلي ادوبا أنّ القائد لوريس سيظهر عند حمل بشارة المثليين ، إذا فازت فرنسا باللقب ، إضافة إلى حضور الرئيس الفرنسي بنفسه النهائي ، وفقدانه الرزانة عند تعديل النتيجة .. ولكن هذا لم يكن وحده سبب توهان الديوك حتى الدقيقة السبعين ، حيث غابت مبادرات رفاق مبابي ، الذين كانت تسديدتهم الأولى على مرمى مارتينيز في الدقيقة الحادية والسبعين .

المهم أن العائد من الإصابة دي ماريا خفف الضغط عن القائد ليونيل ، وحصل على ضربة جزاء تقدمت بها الأرجنتين بقدم ميسي ، ليتولي أنخيل بنفسه تسجيل الهدف الثاني ، الذي كان يمكن أن يتبع بهدف الضربة القاضية ، ولكن رجال البلاد الفضية لم يستغلوا الفرص .

وقبل عشر دقائق على ختام المشهد شحن مبابي اللقاء بمزيد من الإثارة ، فسجل هدفين سريعين جرا المنتخبين للوقت الإضافي ، الذي ظن الجميع أنّ هدف ميسي قد حسمه ، ولكن الكاميروني الأصل ، الجزائري الأخوال كيليان مبابي ذهب بناء لركلات الترجيح ، بعد نجاحه في تسجيل هاتريك ، رفع رصيده إلى ثمانية أهداف ، ليصبح في جعبته 12 هدفاً مونديالياً ، وهو رقم رائع لشاب لم يبلغ ال 24 من العمر !

وبذلك تُوّج مبابي بجائزة الحذاء الذهبي بثمانية أهداف ، على بعد هدف من ميسي ، الذي سجل سبعة أهداف ، ورفع رصيده من الأهداف المونديالية إلى 13 هدفاً ، متساوياً في المركز الرابع مع الفرنسي فونتين ، ولكن فونتين سجل أهدافه في دورة واحدة ، فيما شارك ليونيل في خمس نهائيات ، وأصبح أول لاعب يشارك في 26 مباراة في كأس العالم .

وباستثناء جائزة الهداف التي نالها كيليان استحوذت الأرجنتين على جلّ الجوائز الأخرى ، فنال ليونيل الكرة الذهبية ، ونال الحارس ايميليانو مارتينيز القفاز الذهبي ، ونال إنزو فيرنانديز جائزة أفضل لاعب صاعد .

وأصر القطريون على أن تكون نهاية الالياذة المونديالية مطرزة بشيء من التراث ، فشرف أمير قطر "الشيخ " ليونيل ميسى بارتداء العباية العربية ، ليكون الردّ الهادئ على الوزيرة الفرنسية ، التي خططت لتنغيص احتفالنا ، بالتعاطف مع الشواذ !

واغضب منظر لاشيخ ميسي بالعباءة العربية اعداء المونديال ، ومن ذلك ما ورد فيموقع واللا العبري ، الذي اختصر حزن المحتلين بالقول : "الصورة التي شوهت إلى الأبد ، لم يملك الجرأة على خلع العباءة ، الفيفا تُلبس ميسي مثل علاء الدين في أهم لحظة في حياته، يا للخجل ! " .

ولأنّ وعد الحرّ دين ، أنجزت قطر ما وعدت ، ونظمت مونديالاً مذهلاً ، سارع الكثير من الزعماء إلى تهنئة الدولة " الصغيرة " على نجاحه ، حيث ساهم في تحقيق الكثير من الأهداف ، وأولها التغيير الملحوظ في الصورة النمطية لامتنا في أذهان الآخرين .

مواضيع قد تهمك