لمثل هؤلاء تُرفع القبعات.. "منتخب الكرة الطائرة"
كتب محمود السقا- رام الله
من رحم المعاناة تقفز إلى السطح قصص نجاح وإبداع وتفوّق، تستحق الثناء والإشادة، والتصفيق الحار لكل مَنْ كان له شرف الوقوف خلفها.
منتخب الكرة الطائرة الشاب كابد من المعاناة ما هو كثير، ويصطف في مقدمتها رفض الاحتلال البائس لمّ شمل هذا المنتخب، بعدم السماح للاعبي المحافظات الشمالية والجنوبية بالتجمع، ولم يلتق بعضهم بعضاً سوى في السعودية، حيث تحتضن منافسات بطولة غرب آسيا بالكرة الطائرة للشباب.
ممارسات الاحتلال وإجراءاته العبثية لم تُضعف عزائم فدائيي منتخب الشباب، بل حفّزتهم على أن يكونوا نداً قوياً ورقماً صعباً في معادلات الانتصارات والإنجازات والحضور الطيب، فجاءت إطلالتهم الأولى بهيّة ومُشرقة، فكان التفوق اللامع على المنتخب القطري ذي الإمكانيات الهائلة مادياً وفنياً، ويكفي للتدليل على سلامة هذا المنطق أن القيادة الفنية لـ"العنابي" القطري أرجنتينية.
رغم توفر كافة عناصر النجاح والتفوق للمنتخب القطري، إلا أن "الفدائي" خرج منتصراً بثلاثة أشواط لشوطين، فرسم بفوزه المثير الابتسامات على وجوه عشاق كرة الطائرة خاصة، وأبناء الوطن الفلسطيني على وجه العموم.
من بين الملاحظات التي خرجت بها، على ضوء اجتياز عقبة قطر الكأداء، أن لاعبي "الفدائي" مُعدون نفسياً، بدليل أنهم لم يسمحوا لليأس والقنوط أن يتسلل إلى دواخلهم حتى وهم يخسرون الشوطين الأولين، بل حافظوا على رباطة جأشهم بفضل شحنات الثقة المتوفرة لديهم ففرضوا التعادل، وذهبوا إلى شوط الحسم الذي أكد على حضورهم وعلو همّتهم.
الظهور الأولي المُشرف لـ"الفدائي الشاب"، جاء بإمكانيات ذاتية شديدة التواضع، ولا تكاد تّذكر قياساً بمنتخبات البلدان الأخرى، فلا وجود لبنية تحتية ولا لحوافز من أي نوع، مادية وعينية، ومع ذلك فإن شباب الوطن يُصرون على إثبات الذات والتحليق بجهود ذاتية خالصة في فضاءات المجد، ما يتطلب وقفة جادة ومراجعة شاملة تبادر إليها قيادة الحركة الرياضية.