تصنيف الكُتّاب والصحافيين
كتب محمود السقا- رام الله
يصنّف الزميل بدر مكي أصحاب الأقلام، التي تتصدى للمعالجات الصحافية، أكان من خلال الأعمدة أم التقارير إلى ثلاثة أقسام، الصنف الأول ينحاز إلى الصراحة المتناهية بكل ما يكتب، وأصحاب هذه الشريحة قلّة قليلة من وجهة نظره، في حين أشار إلى أن أصحاب الصنف الثاني وجدوا ضالتهم المنشودة في التسحيج، بينما صنف أصحاب الشريحة الثالثة أنهم آثروا التزام الصمت المُطبق، وكأن الأمر لا يعنيهم، لا من قريب ولا من بعيد، ورأى أن التفسير المنطقي لنزوع مثل هؤلاء لهذا الخيار لا يخرج، أبداً، عن الحفاظ على "لقمة العيش".
تصنيف بدر مكي، جاء في سياق رأي نشرته الزميلة " شبكة ووكالة بال سبورت والحياة الجديدة"، أول من أمس، بعنوان "اتحاد الإعلام الرياضي إلى أين؟".
وعالج من خلاله كل ما له علاقة، سواء باتحاد الإعلام كونه الإطار الذي يتفيأ ظلاله كافة الزملاء الصحافيين، أو كل ما له صلة بالإعلام الرياضي.
أرى أن التصنيف، الذي نزع باتجاهه مكي، يجسد الواقع، فهناك مَنْ لا يتردد في قول كلمة الحق، ليس حبّاً بالظهور أو "الشو"، بل انحياز وانتصار للمصلحة العامة، وعندما يمارس هذا الصنف من الزملاء هذا النهج، السوي والصحيح، فإنه يمارس الصحافة على أصولها مسترشداً برسالتها التي تنهض على البحث عن الحقائق، ووضعها في متناول القراء، بعيداً عن ردات الفعل أو شخصنة الأمور وبعيداً، أيضاً، عن الغلو أو التجريح أو محاولة النيّل من هذا أو ذاك، فالقلم أمانة، ومن المهم أن يتم التعاطي معه بمنتهى المسؤولية والأخلاق، ولا ننسى أن الكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.
أما بالنسبة لأولئك، الذين يجدون في التسحيج والتزويق متنفساً لهم سعياً لتحقيق مآرب أخرى، فإن القراء لا تنطلي عليهم هذه الحركات البائسة فهم من الذكاء بحيث يُميزون الغثّ من السمين.