"المقاتل" حميدان أبو اسنينة مدافع عصريّ من المدرسة الهلالية
الخليل- كتب فايز نصّار/ ظهرت في كثير من المحافظات فكرة تنظيم بطولات
للعائلات ، بما يساهم في توطيد العلاقات الاجتماعية بين الأهل والأقارب ، ويجنب
أبناء الشعب الواحد الشحناء والبغضاء ، وقد توسعت الفكرة بشكل كبير في العاصمة
القدس ، مساهمة في حشد الشباب في تظاهرات تحمل في طياتها رسائل عديدة .
ورغم أنّ الكثيرين صفقوا
للفكرة ، إلا أنّ آخرين – وأنا منهم
- رأوا أنّ التنافس الرياضي لا يجب أن
يكون قوامه الروابط العشائرية ، وإنما من خلال معايير فنية جامعة ، ويومها اقترحت
أن تلعب كلّ عائلة بفريق يحمل اسم شهيد من شهدائها ، كبادرة وفاء لمن هم أكرم منا
جميعاً .
وساهم في نجاح بطولات
العائلات المقدسية رجال صدقوا الوعد الفلسطيني في العاصمة ، ونجحوا في ظهور كثير
من الفرق العائلية ، ومنها فريق عائلة أبو اسنينة ، الذي فاز بكثير من البطولات
بإشراف النجم الهلالي حميدان أبو اسنينة ، الذي تفتحت مواهبه الأولى في شوارع
القدس القديمة .
وبعد ظهوره مع الفرق
المدرسية دخل أبو حمدي القلعة الهلالية ، التي لم يغادرها قبل وبعد اعتزاله ، حيث
ظهر كمدافع عصري ، ساهم في كثير من إنجازات الفريق الأزرق .
ولعب أبو اسنينة عدة
مباريات مع منتخبنا الوطني ، قبل تفرغه لحشد النجوم القدامى من أبناء العاصمة ،
ومن أبناء فلسطين عامة ، حيث يقوم بدور مساعد منتخب قدامى نجوم فلسطين ، إلى جانب
لعبه لهذا المنتخب .
ويُجمع من عرفوا سليل خليل
الرحمن على بساطته ، ودماثة خلقه ، ناهيك عن قتاله المستميت دفاعاً عن الفانيلة
التي يرتديها .. وتلك بداية قصته الطويلة ، التي أتركه يروي لكم بعض محطاتها في
هذا اللقاء .
- اسمي حميدان رباح احمد أبو سنينه " أبو حمدي " من مواليد
يوم 18/5/1979 بالقدس ، وكنت ألقب بالمقاتل .
- مثل غيري من اللاعبين ، بدأت اللعب في حارات وأزقة العاصمة ، وفي
المدرسة كنت مغرماً بحصة الرياضة ، التي كنت أنتظرها من أول الأسبوع حتى آخرة ،
ومن هنا بدأت بالظهور ، حيث لاحظ المدربون قدراتي في البطولات المدرسية ، وخاصة المدرب عقيل النشاشيبي ، صاحب الفضل
الكبير في بروزي كلاعب .
- وتحول الحلم إلى حقيقة عندما دخلت نادي هلال القدس ، الذي لم ألعب
في حياتي لغيره ، وظهرت في صفوفه كظهير أيمن في البداية ، ثم تحولت للعب في محور
الدفاع ، ولعبت كقلب دفاع أمام قشاش ، قبل عودتي ثانية لمركز الظهير ، وبحمد الله
حققت خلال مسيرتي في الملاعب الكثير من الإنجازات مع النادي الذي أحببته .
- وأعتز بحملي شارة كابتن الهلال لمدة ست سنوات ، وقد تسلمتها من
الكابتن عماد الزعتري يوم اعتزاله ، حيث طلب مني ارتداء قميصه رقم ٧ ، ويومها كانت
المباراة مع نادي الوحدات على ملعب المطران ، وفزنا فيها بنتيجة هدفين لصفر، وأذكر
أنّ الزعتري قال أمام المشجعين والإداريين واللاعبين : أرى نفسي في الملعب ، من
خلال حميدان أبو اسنينه !
- مثلي الأعلى في الملعب نجم إسلامي بيت لحم الكابتن عيسى كنعان ،
وخارج الملعب نجم شباب الخليل حازم صلاح ، فيما كان الكابتن خضر عبيد النجم الذي
كنت أحب الوصول لمستواه ، كما كنت أحب
اللعب بجانب عماد الزعتري ، وكنت أحسب ألف حساب للاعب الأمعري إحسان صادق .
- وأحتفظ من مسيرتي مع الهلال
بذكريات كثيرة ، لعل أبرزها عندما كنا نبيت في النادي ليله سفرنا إلى خارج البلاد
، وكنا نلهو ، ونضحك حتى الصباح ، بحمد الله كنا اخوه حتى خارج الملاعب .
- وخلال مسيرتي في الملاعب لعبت الكثير من المباريات المثيرة ، ومن
أجملها مباريات ديربي العاصمة أمام الجار نادي سلوان ، وبصراحة كان الديربي
بالنسبة لي سهلاً ، باعتبار أنني كنت أحب نادي سلوان بعد الهلال ، وأذكر أنّ
الديربي المقدسي وقتها كانت له أهميه كبيرة عند الجماهير المقدسية ، وليلة
المباراة كنت أحلم ماذا.. وكيف سألعب غداً ؟
- كما واجهت في الملاعب معظم فرق الضفة الغربية ، وكل مبارياتنا مع
تلك الفرق كانت تتسم بالمستوى العالي ، والإثارة في الميدان ، ولا أخفيك أنني كنت
أحسب حساب بعض الفرق ، مثل شباب الظاهرية وجمهوره ، وشباب الخليل في ملعب الحسين ،
كنت أشعر بالرهبة من تلك المباريات .
- وبحمد الله تركت بصمة أعتز بها في الملاعب ، وخاصة في المباريات ،
التي لعبتها على ملعب المطران الترابي ، الذي لا أذكر أنني خرجت منه يوماً إلا
والدم ينزف من قدمي ، أو من يديّ بسبب كثره الصخور ، التي فيه !
- أعتز كثيراً بكوني أول مقدسي تمّ اختياره لمنتخب فلسطين ، وذلك خلال
فترة المدرب الراحل عزمي نصار - الله يرحمه - ، كما لعبت لمنتخب نجوم فلسطين ،
بقياده المدربين عماد عكه ، وجودي مسودة !
- من وجهة نظري أفضل تشكيلة لنجوم القدس أيامي تضم في حراسه المرمى
زاهر النمري ، وفي الدفاع خضر عبيد ، وابراهيم العباسي ، وداود خويص ، وعصام شحادة
، وفي الوسط عماد الزعتري ، ونضال العباسي ، ومحمد ابراهيم ( بيت صفافا) ، وأحمد
صيام ، وفي الهجوم محمد عودة ، وحسن حجاج .
- أما أفضل تشكيله لنجوم الضفة أيامي فتضم زياد بركات ، وصلاح الجعبري
، وجميل سعيد ، وجمال حدايدة ، وعيسى كنعان ، ونضال العباسي ، وعماد ناصر الدين ،
وخلدون فهد ، وحازم صلاح ، وأيمن صندوقه ، وفادي لافي .
- اقتصرت قصتي مع التدريب على فترة قصيرة ، عندما استلمت تدريب هلال القدس ، رفقه الزميل عبدالله
الصيداوي ، بعد الاستغناء عن المدرب
الأساسي ، وعملت لمدة عام كمساعد مع المدرب نعيم السويركي ، والآن أساعد المدرب
القدير علي العباسي في تدريب منتخب قدامى القدس ، إضافة إلى إشرافي على تدريب
منتخب العائلة ، حيث حصلت مع منتخب عائلة أبو اسنينة على عدة بطولات رمضانية ، بمشاركة فرق العائلات
المقدسية ، التي يشارك فيها نجوم من مختلف الأندية .
- أعتز بكوني ما زلت اماس اللعب ضمن فريق قدامى القدس ، وكوني منسق القدس للقدامى مع باقي المحافظات ، إضافة
إلى لعبي مع منتخب قدامى نجوم فلسطين ،
وكوني مساعد مدرب المنتخب ، مع الزميل جمال حدايدة من طولكرم .
- - بالنسبة لي من أبرز نجوم فلسطين فادي لافي من الضفة ، وابراهيم
مدوخ من غزة ... وعبد الله بابلو ، الذي لعب لمنتخب فلسطين في تصفيات كأس العالم
من الشتات .. وأعتقد أنّ أفضل لاعب فلسطيني حازم صلاح ، وأفضل لاعب عربي المرحوم
أحمد راضي ، وأفضل لاعب عالمي زين الدين زيدان ، فيما أرى أنّ أفضل مدرب فلسطيني
حسن حسين ، وأفضل مدرب عربي جمال بلماضي ، وأفضل مدرب عالمي ارسين فنغر ، وارى أنّ
الواعد بدر ابن نجم هلال القدس السابق نضال الشويكي سيكون له شان في الملاعب .
- أرى أنّ الإعلام الرياضي الفلسطيني رائع جداً ، وأنه في تقدم مستمر ، ويعطي كل حدث حقه ! في انتظار المزيد من
التقدم ، لأنّ رسالة الإعلام مهمة جداً .
- أفتخر بكوني لعبت مع صديقي العزيز فادي لافي في الفريق الثاني
للهلال ، ثم مع الفريق الأول ، وبحمد الله علاقتي به قويه داخل الملعب وخارجه ،
وهو لاعب موهوب ، وهداف بالفطرة ، أتمنى له التوفيق والنجاح في التدريب ، وفي
حياته الاسرية .. وأعتز كثيراً بالمدرب الكبير جمال محمود ، الذي درب الهلال ،
وحصد معه بطوله الدوري ، فهو يمتاز بالأخلاق العالية ، أتمنى له التوفيق في كل شيء
.
- أتمنى أن يستمر اتحاد في المشروع الكبير الذي انطلق منذ سنة 2008 ،
وأن يركز على تطوير حكامنا ، على أمل أن
وطلب يتم يصدر قرار بتشكيل منتخب للقدامى
، تحت مظلة الاتحاد ، ومن أجل تحسن مستوى دوري المحترفين وتطويره أقترح أن لا
يتجاوز عدد اللاعبين المحترفين أربعة لاعبين في كل فريق ، والاعتماد على أبناء
النادي ، والتركيز على تطوير الحكام . .
- هناك قصص كثيرة حصلت معي في الملاعب ، وتبقى أبرزها أنّ هلال القدس
لم يسبق له الفوز على ثقافي طولكرم قبل لعبي معه ، ولمّا لعبت مع الهلال فزنا على
العنابي خمس مرات متتالية ، وكانت أهداف الفوز مني ، وأذكر ما قاله مدرب الثقافي
محمد الصباح يومها : مطلوب رأس ابو سنينه في المباراة القادمة ، حتى لا ألعب ضدهم
، طبعاً على سبيل المزاح .
- أخيراً أرجو من كلّ اللاعبين الانضباط مع أنديتهم ومنتخباتهم ،
والتزام الأخلاق والروح الرياضية ، وتحمل المسؤولية ، وتقبل والخسارة بروح رياضيه
، وأشكرك صديقي العزيز فايز نصار على هذا اللقاء ، وأتمنى لك التوفيق والنجاح ،
وكل عام وانت بخير ، ورمضان كريم.