المدرب صلاح النجار أفتخر بقيادتي اتحاد خانيونس للممتازة
الخليل- كتب فايز نصّار/ كثيرة هي المعوقات ، التي وقفت في وجه نجومنا في الزمن الجميل ، ممن حرموا من تسجيل إبداعاتهم من خلال الكاميرات ، وحرموا من التألق مع المنتخبات الوطنية ، ناهيك عن حرمانهم من فرص الاحتراف الخارجي ، حيث حالت قوانين كثير من الدول دون ظهور نجوم فلسطين في الملاعب ، فحرم نجمنا الخانيونسي صلاح النجار من اللعب لعميد أندية السعودية اتحاد جدة ، ولشيخ المدينة المنورة الأنصار ، رغم ظهوره قبل ذلك بشكل لافت مع نادي الوحدات الأردني ّ .
وظهرت مواهب أبي حامد في شوارع خانيونس ، ومع فرق الأحياء الشعبية ، والمنتخبات المدرسية، قبل بروزه مع فريق خدمات خانيونس ، إلى جانب عتاولة الزمن الجميل ، وعلى رأسهم ملهمه المرحوم مرسي الفقعاوي .
وساهم النجار بعد ذلك في تأسيس نادي اتحاد خانيونس ، وحقق معه إنجازاً تاريخياً بالصعود إلى الدرجة الممتازة بعد سنوات من تأسيسه ، ليتجول بعد ذلك في عدة أندية ، ويساهم في تأسيس عدد من النجوم ، في مقدمتهم العالمي محمود وادي .
وكنت تعرفت على النجار قبل 23 سنة ، عندما شارك مع اتحاد خانيونس في بطولة الخليل الصيفية ، وكانت سهرات الصيف فرصة لفتح دفاتر الرجل ، التي أتركه يرويها لكم مرة ثانية من خلال هذا اللقاء .
-اسمي صلاح حامد سليم النجار " أبو حامد " من مواليد خانيونس يوم 21/5/1957 ، حاصل على شهادة عليا في الآداب .
- بدأت ممارسة الكرة في الحارة ، وكنت كابتن فريق حارتنا ، الذي قدته للفوز في بطولة الأحياء الشعبية ، ثم ظهرت مع فريق مدرسة عبد القادر الحسيني ، وحصلت معه على عدة بطولات ، قبل التحاقي بنادي خدمات خانيونس سنه 1975 ، بعد اكتشافي من قبل الاساتذة محمد الشطلي رحمه الله ، وصالح أبو حمزة ، وفوزي النواجحة .
- وبحمد الله نجحت مع خدمات خانيونس ، وبقيت معه حتى سنة 1977 ، حيث كنت لاعباً مميزاً ، وظفرت معه ببطولة سداسيات مراكز الخدمات ، ، التي شهدت فوزنا على خدمات النصيرات بالستة ، ويومها كان معنا النجوم مرسي الفقعاوي ، واسماعيل الصرصور ، وعلي الصرصور ، وعبد الله الدسوقي ، وصلاح الغزاوي ، وجميل شقورة .
- وفي المحطة الثانية غادرت القطاع إلى الأردن ، لإكمال تحصيلي العلمي ، وهناك لعبت لفريق معهد المعلمين بالشميساني لمدة عامين ، وحصلت على لقب أفضل لاعب ، بما لفت انتباه نادي الوحدات ، الذي لعبت له بين عامي 1979 و 1981 ، وأذكر أنّ مسؤولي الوحدات كانوا يهتمون بي ، وكان المرحوم سليم حمدان يعطيني أجرة المواصلات للصويلح من جيبه .. وأثناء ذلك حاول أستاذ في معهد المعلمين اسمه عبد الله ضمي للفيصلي ، فتدربت مع الفيصلي تدريبين ، فجاءني مسؤولو الوحدات بسرعة ، وأعادوني للفريق .
- وفي المحطة الثالثة حصلت على عقد عمل في السعودية ، وهناك كانت لي فرصة اللعب حيث تدربت لمدة سنتين مع نادي اتحاد جدة ، ولكنهم لم يستطيعوا تسجيلي لوجود محترفين أجنبيين .. كما تلقيت عرضاً من نادي الأنصار في المدينة ، ولكن الله لم يكتب لي الاحتراف في السعودية .
- وخلال مسيرتي استفدت من كثير من المدربين ، ولكن أعتقد أنّ أفضل مدرب استفدت منه في المدرسة الأستاذ محمد الشطلي رحمه الله ، إضافة إلى مدرب انجليزي في اتحاد جدة .
- ومنذ شبابي استهوتني مهنة التدريب ، فحصلت على عدة شهادات تدريبية ، منها شهادة الأكاديمية البريطانية ، المعتمدة من رئيس الفيفا السابق جوزيف بلاتر ، وشاركت في تدريبات معايشة في عدة دول ، منها دورة في الأكاديمية المصرية ، كما شاركت في دورة بإشراف مدربين أرجنتينيين ، ثم حصلت على شهادة المستوى الثالث من الاتحاد الآسيوي في قطر .
- وخلال مسيرتي أشرفت على تدريب كثير من الأندية ، وأولها نادي اتحاد خانيونس ، الذي كنت صاحب فكرة تأسيسه سنة 1994 ، وصعدت معه للدرجة الممتازة ، ثم دربت نادي المجمع الاسلامي ، ونادي معاً في الدرجة الرابعة ، وصعدت به للدرجة الثالثة .
- بعدها عملت مع المدرب الارجنتيني الراحل ريكاردو لمدة سنتين ، حيث كنت مساعداً ومترجماً له ، كما أشرفت على تدريب منتخب الناشئين ، وشاركت معه في تصفيات غرب آسيا بإيران .
– وبحمد الله حققت خلال مسيرتي التدريبية الكثير من الإنجازات ، وساهمت في اكتشاف العديد من النجوم ، من بينهم اللاعب محمود وادي ، الذي ظهر مع النادي المصري ، وهو الآن يلعب مع نادي بيراميدز ، ومن النجوم الذين اكتشفتهم زياد البيوك ، ومحمود البيوك ، وطارق النجار .
- بالنسبة لي أفضل تشكيله دربتها تشكيلة اتحاد خانيونس بين سنتي 1997 و2000 ، وبهذه الشكيلة صعدت للدرجة الممتازة ، وكانت تضم النجوم أيمن قحاويش ، ومحمود البيوك ، وزياد البيوك ، وطارق النجار، وعلي النجار ، وحمدي الشاعر ، ومن الحراس خالد ابو ظاهر ، وناصر اربيع ، وعز عابدين ، ومن النجوم الذين دربتهم عندما كنت مديراً فنياً لمنتخب الناشئين في تصفيات غرب اسيا سنة 2014 محمود السرسك ، ومحمد الريخاوي ، وحمادة الصادق .
- وأعتز كثيراً بعملي مع المنتخبات الوطنية الفلسطينية ، حيث كنت مترجماً في معظم الدورات التدريبية بدون مقابل ، وقد استفدت كثيراً من الدورات التي خضتها ، ولكن أشير هنا إلى أنّ الدورات وحدها لا تكفي ، بل يجب على المدربين الممارسة الميدانية ، والعمل مع الفرق لتحقيق النتائج في تأهيل اللاعبين ، والمنافسة على البطولات .
- وخلال مسيرتي تشرفت بالمشاركة مع فريق اتحاد خانيونس في الدورة الصيفية بالخليل سنة 1998 ، التي كانت تنظم من قبل جمعية الشبان المسلمين ، ويومها خضنا مباريات احتكاكية مع فرق متقدمة من الضفة الغربية ، والداخل الفلسطيني ، وتعرفنا على كوادر رياضية في مختلف المجالات .
- أعتقد أنّ المرحوم مرسي الفقعاوي أفضل لاعب في تاريخ الكرة الفلسطينية ، ويأتي بعده خلدون الفهد ، وحالياً هناك خالد النبريص ، وشهاب القنبر ، فيما أرى أن أفضل لاعب عربي محمود وادي ، إلى جانب محمد صلاح ، ورياض محرز ، وأفضل لاعب في العالم كريستانو رونالدو .
- وأعتقد أنّ أفضل مدرب في تاريخ الكرة الفلسطينية المرحوم نايف عبد الهادي ، الذي شاركت معه في دورة سي بقطر ، حيث حصل على المركز الأول في الدورة ، وكان معنا يومها الكباتن نعيم سلامة ، ومدرب الشاطيء أبو اسحق ، ، فيما أرى أنّ حسن شحاته أفضل مدرب عربي ، وزين الدين زيدان أفضل مدرب في العالم .
- بصراحة الإعلام الرياضي ظلمني كثيراً ، وشخصياً أعتبر نفسي من المدربين المظلومين ، وأطلب من اتحاد الكرة انصافي ، وانصاف غيري من المدربين المظلومين .
- أشد على أيدي القائمين على بطولة طوكيو ، التي تساهم في بروز الواعدين ، وكنت منذ سنيتن شاهدت مباراة السوبر بين اتحاد خانيونس وشباب الخليل ، بمشاركة نخبة من النجوم الموهوبين ، ، ويومها أعجبت كثيراً باللاعب يحيى ابو فارة ، الذي يستطيع اللعب في أيّ فريق ، لأنّه يمتلك القوة ، والسرعة ، والمهارة !
- مع الأسف الشديد معظم الأكاديميات الرياضية هدفها الربح فقط ، ولا يركز العاملون فيها على تنمية المهارات والمواهب ، أي أنّ أهم شيء بالنسبة لهم الاشتراكات الشهرية ، وفي المحصلة يدفع الموهوبون الثمن ، لانهم لا يجدون من يصقل مهاراتهم بشكل علمي .
- أكثر موقف محزن بالنسبة لي يوم أشرفت على تدريب خانيونس بعد فترة انقطاع ، سببها أمور غير رياضية ، وبعد عمل شاق لم نفز في ثلاث مباريات ، حيث خسرنا مع الفريق القوي شباب رفح 2/1 ، وتعادلنا مع الشجاعية ، وأهلي غزة ، فقام البعض برمي أوراق تطالب بإقالتي ، ومع الأسف استجابت الإدارة لهؤلاء .
- ومن أصعب الأمور في مسيرتي يوم شاركت في دورة بي مع الكابتن نهاد صوقار ، وحصلت على أكثر من تسعين في النظري ، ولكني لم أتجاوز الدورة صحبة سبعة من خيرة كوادر غزة ، من بينهم نعيم سلامة ، وربحي سنور ، وحافظ جندية ، وابو اسحق ، بصراحة كان موقفاً صعباً ، وأترك للتاريخ أن يحكم على ما حصل !
- من أطرف ما حصل معي في الملاعب يوم شاهدت النجم محمود وادي يلعب الكرة أمام احدى صالات اللياقة ، فقلت له : لماذا لا تلعب مع الاندية ؟ فقال لي : ذهبت إلى عدة أندية ، وقالوا لي : أنت تصلح لكرة السلة فقط ! فقلت له : هل تقبل اللعب معي في فريق معا ؟ فاشترط الموافقة برأي أهله ، وفعلاً وافق أهله ، فلعب معي في نادي معاً ، وحققنا الصعود .
- أخيراً اشكرك أخ فايز على هذه الفرصة ، وكلي امل ان يحفظ الله رياضتنا ، ويوحد صفوف الرياضيين ، وان يواصل منتخب التقدم في المنافسات الدولية .