شباب الخليل يزرع راياته في القمة
كتب فايز نصّار-
الخليل
خلال مسيرته
التي انطلقت منذ ثمانية وسبعين عاماً نجح شيخ الأندية الفلسطينية شباب الخليل في
ترك بصمة رياضية مؤثرة ، امتدت أصداؤها لتشمل كثيراً من جوانب الابداع ، التي رفعت
أسهم العميد بين نظرائه من الأندية الرياضية .
ونجح العميد منذ تأسيسه
سنة 1943 في فرض نفسه كواحد من القوى الرياضية العظمى على الساحة الفلسطينية ،
فحقق كسب السبق في معظم البطولات التي خاضها ، وعمَّر خزائنه بالكؤوس والدروع ،
التي جعلت الجميع يبصمون له بالعشرة .
ولفت مختار الأندية
الأنظار في الدوري الأردني قبل سنة 1967 ، ونجح في تصدر بطولة الدرجة الأولى في
الضفة ، وصعد مع شقيقه الموظفين المقدسي إلى الدرجة العليا في الدوري الأردني ،
والتي كان يشارك فيها من أندية الضفة الاتحاد النابلسي ، والأرثوذكسي البيجالي ،
ويومها لعب رفاق رجب شاهين مع نادي الجيل مباراة احتفالية على ملعب الكلية
الاسلامية في عمان ، رعاها ممثل محافظة الخليل في البرلمان الأردني اسماعيل حجازي
، ناهيك عن كونه كان سباقاً لاستضافة الأندية العربية ، حيث لعب مع نادي الوحدة
السوري في الخليل في السنة نفسها .
وفرض الشباب الخليل نفسه
كواحد من أفضل الأندية بعد اعادة افتتاحه مطلع السبعينات ، حيث ضمّ عدداً من نجوم
الكرة الفلسطينية ، ونجح في الفوز في معظم المباريات الودية التي خاضها ، وظفر
بكؤوس معظم البطولات ، التي كانت تنظم على شكل سداسيات وسباعيات .
وهيمن شباب الخليل على
معظم بطولات ّرابطة الأندية الرياضية ، عندما كانت تضم أندية وسط وجنوب الضفة منذ
منتصف السبعينات ، وبعد انضمام أندية شمال الضفة لها مطلع الثمانينات ، فزيّن
خزائنه بالبطولات ، التي قد لا يصل إليها غيره .
وافتتح الشباب أبواب
المشاركات الخارجية منذ نهاية السبعينات، فلعب سنة 1978 مع أندية الفيصلي ، الأهلي
، والرمثا ، ثم عاد إلى عمان مرتين منتصف الثمانينات ، حيث حقق الفوز والتعادل مع
الوحدات ، ليتجاوز لاحقاً حدود الأردن ، ويلعب في الكويت وفرنسا ، مساهماً في
تعريف العرب والعالم بعذابات الشعب الفلسطيني .
وعاد الشباب إلى التألق
مطلع التسعينات ، ونظم فعاليات رياضية ووطنية غير مسبوقة في يوبيله الذهبي ، ليصبح
واحداً من الفرق المؤثرة في البطولات التي نظمها الاتحاد الفتي ، تزامناً مع
مواصلة الرحلات الخارجية ، التي ساقته إلى كلّ من الاردن ، وفرنسا ، والعراق ، مع
سبقه غيره لاستضافة الفرق الأردنية ، حيث لعب مع ناديي الوحدات والفيصلي على ملعب
الحسين ، ففاز على الوحدات، وتعادل مع الفيصلي .
وتفاعل العميد الخليلي مع
النهوض الرياضي الكبير ، الذي قاده اللواء جبريل الرجوب ، فكان أحد فرسان الدوري
الاحترافي ، وحقق نتائج ممتازة ، توجها بالفوز باللقب مرتين ، تضاف إلى عدة مرات
كان فيها قريباً من اللقب ، وحقق المراتب المتقدمة ، تزامناً مع تألقه في بطولات
الكأس ، والدرع ، والسوبر .
وعرف شباب الخليل كيف
يتعايش مع آثار جائحة كورونا ، فعملت الهيئة الإدارية للشباب بصمت ، وحضرت الفريق
في ظروف صعبة جداً ، ليصبح الخلايلة أكثر الفرق جاهزية قبل انطلاق الدوري الحادي
عشر للاحتراف .
وبعد بداية غير موفقة
سارعت الهيئة الإدارية إلى التعاقد مع خبير البطولات سعيد أبو الطاهر ، الذي عرف كيف
يرمم جوانب الخلل ، ونجح في تجنب الخسارة في 16 مباراة ، حقق خلالها 14 فوزاً ،
وتعادلين ، تضافا إلى تعادلي البداية ، بما يرفع رصيد الشباب إلى 17 مباراة دون
خسارة .
ويبدو أن الشباب مقبل على
تحطيم عدد من الأرقام ، وفي مقدمتها مجمل النقاط التي يحصل عليها بطل الدوري ،
والمسجلة باسم أندية الأمعري ، والظاهرية وبلاطة ، برصيد 51 نقطة ، لأنّ العميد
قادر على الوصول إلى 55 نقطة ، إذا واصل مسيرة الانتصارات ، أو إلى 53 نقطة ، اذا
فاز في مباراتين وتعادل في الثالثة ، أو معادلة الرقم القياسي إذا تعادل في
مباراتين ، وفاز في الثالثة ، علماً بأنّه يلعب توالياً مع الهلال ، والسموع ،
وواد النيص .
والحق يقال : إن نتائج
العميد لم تكن محض صدفة ، لأنّ هذا الإنجاز غير المسبوق يرتبط بعمل كبير تطلع به
الهيئة الإدارية للنادي ، بالتعاون مع الاجهزة الميدانية ، التي تشمل الجوانب
الفنية ، والإدارية ، والطبية .
ويحسب الإنجاز الكبير إلى
تضافر جهود المنظومة الشبابية ، لأنّ عناصر الإنجاز تتطلب نجاحات للهيئة الإدارية
، التي تسند الجهاز الفني ، مع نجاح اللاعبين في تنفيذ التعليمات ميدانياً ، وكل
ذلك يتطلب توفيقاً يكون ثمرة الاعداد ، دون إغفال دور الجماهير ، لأنّ دور جماهير
العميد لم يتوقف حتى وإن غابوا عن المدرجات .
والأمر يقتضي إشادة بجهود
ربان السفينة سمثقال الجعبري ، وفريقه الإداري المثابر، المتكون من نادر النجار ،
وأيمن أبو عيشة ، وعزام الفلاح ، وصفوان الجعبري ، وعماد ابو اسنينة ، وحاتم بالي
، وتحسين شبانة ، وشادي الخطيب ، ومحمد المحتسب ، واياد عواد ممن سهروا الليل
بالنهار لتحقيق الإنجاز ، مع إشادة لا تقل أهمية بفرسان الطاقم الفني ، بقيادة
المخضرم سعيد ابو الطاهر ، ومعه الكابتن سامر الشرباتي ، والمدير التنفيذي مجدي
شبانة ، والمدير الإداري عامر سدر ، وطبيب الفريق حسام النجار .
ولا يجب أن نغفل هنا دور
النجوم ، الذين نجحوا في تحقيق الإنجاز الكبير ، ويشمل الأمر كل نجوم الفريق ، حيث
كان الحارس عزمي الشويكي من أفضل حراس الدوري ، ونجح خط الدفاع المكون من الجبور ،
والعويوي ، وديرية ، وذيب في تحصين الخط الخلفي للشباب ، فيما نال لاعبو الوسط
يامين ، وخروب ، وجوهر ، وسليم كلّ الإشادة ، ونجح المهاجمون الحلمان ، ومسالمة ،
وصيام ، وأبو غرقود في تسجيل كثير من الأهداف ، التي أنجزت المهمة الكبرى .
ولا ينسى العارفون هنا
فضل النجوم الداعمين للفريق ، لأنّ دكة الاحتياط الشبابية كانت خير داعم للفرق ،
الذي لم يتأثر بغياب زيد أو عبيد من اللاعبين ، بما يقتضي ذكر دور كلّ من ابو
اسنينة ، والزغير ، والطروة ، وعابدين ، وصلاح ، والجعبري ، والطويل .