الأستاذ علي ربيع.. وتد الخيمة الأهلاوية في الزمن الجميل
الخليل-
كتب فايز نصّار/ حاول نادي أهلي الخليل بعد تأسيه سنة 1974 فرض توازن مع شيخ الأندية شباب
الخليل ، الذي كان مدججاً بالنجوم ، فعمد مدرب الأهلي الحاج أحمد الناجي إلى خلق
توليفة بين نجوم المدينة ، وعدد من لاعبي البلدات المجاورة ، فنجح بسرعة في وضع
معالم فريق منافس ، أصبحت له هيبته في الملاعب .
وكان من بين النجوم الذي استقطبهم الأهلي ثلاثي
الظاهرية نايل وواكد ومحمد جودة ، ونجم بيت المقدس عطية شبانة ، ونجم بني نعيم
أحمد أبو زرقة ، ونجم الدهيشة فؤاد العزة ، ونجم واد فوكين المرحوم صبحي مناصرة ،
ونجم نجوم السموع علي ربيع ، الذي ظهر في الملاعب تزامناً مع ظهور كابتن زعيم رفح
، الذي حمل الاسم نفسه .
ومثل أبناء جيله برزت مواهب علي ربيع في مدارس
السموع ، قبل أن تنضج قدراته في المدرسة الابراهيمية ، التي كان يقودها الحاج أحمد
الناجي ، والذي كان يستقطب نجومها للنادي الأهلي ، مقابل استقطاب المرحوم اسماعيل
أبو رجب نجوم مدرسة الحسين لنادي الشباب .
واستفاد أبو وائل من وجوده في معهد خضوري ، حيث
تدرب مع مهندس الكرة عارف عوفي ، ولعب إلى جانب طلائع نجوم المعهد ، ممن نشروا عبق
الكرة في الملاعب منتصف السبعينات .
وتألق علي ربيع في صفوف الاهلي ، وساهم في
صعوده المشهود للدرجة الممتازة منتصف الثمانينات ، قبل أن يساهم في ميلاد فريق
بلدته السموع ، الذي شق طريقه بقوة نحوم المحترفين .
وكنت قبل مغادرتي الوطن لعبت بعض المباريات
إلى جانب ضيفي الكبير ، وأشهد له بدماثة الخلق ، وسعة الصدر ، والكفاءة الفنية في
مواقع الارتكاز .. وها أنا التقي رفيق الملاعب في هذا اللقاء ، الذي يفتح معي فيه
بعضاً من حكاياته الرياضية .
- اسمي علي خليل محمود ربيع " أبو وائل " من
مواليد السموع يوم 24/11/1954 .
- بدأت ممارسة كرة القدم في الحارة ببلدتي السموع ، ثم
لعبت مع فريق مدرسة السموع ، وكانت أول مباراة لي أمام فريق مدرسة الأمير
محمد المعروفة بقوتها آنذاك ، لتكون انطلاقتي الحقيقية في المدرسة
الابراهيمية بالخليل ، وذلك بإشراف الأستاذ ، والمدرب الكبير الحاج أحمد
الناجي ، صاحب الفضل الكبير عليّ ، والذي ضمني للنادي الأهلي بالخليل ، مع الإشارة
إلى كوني لعبت مع فرق المدرسة كرة اليد ، وكرة السلة ، والكرة الطائرة ، إلى جانب
كرة القدم .
- ومنذ أيام المدرسة الابراهيمة لعبت في خطّ الوسط ،
ولكني شاركت أحياناً كظهير أيسر ، وكانت أول مباراة لي كارثية حيث خسرنا من جمعية
الشبان المسيحية 9/2 ، ولكن بعد ثلاثة أشهر من التدريب المكثف فزنا على الفريق
نفسه 2/1 .
- بعد ذلك توجهت إلى معهد خضوري ، حيث لعبت مع
ثلاثة من نجوم محافظة الخليل ، هم مصباح حسن ، وحاتم أبو ريدة ، والمرحوم غالب
نصار ، وأذكر وقتها لعب معنا في فريق خضوري الكابتن عارف عوفي ، وسميح رجا .
- ولمّا تخرجت من المعهد واصلت رسالتي في الملاعب من خلال
مدارس المتنبي ، والأمير ، والسموع الأساسية والثانوية ، والبخاري ، وساهمت في
اكتشاف عدد من النجوم ، من بينهم أيمن الزغير ، وخالد الجعبري ، وسمير النتشة ،
الذين ظهرا في النادي الأهلي .
- ولعلّ من أهم المباريات التي ساهمت في صقل شخصيتي في
الملاعب تلك التي لعبتها مع فريق رجال أعمال بيت جالا ، الذي كان يضم في صفوفه
نخبة من النجوم ، من بينهم عمر موسى ، وجورج قسيس ، وناجي موسى ، وأمين زيت ،
واستيلو ابو سليمة ..وغيرهم ، حيث تعلمت منهم مهارات اللعب ، وهدوء الأعصاب .
- وبحمد الله قضيت سنوات رائعة مع النادي الأهلي ، الذي
تعرفت فيه على كثير من النجوم المعروفين ، من بينهم نعمان القصراوي ، وعبد خليل ،
وفوزي نصّار ، وجهاد قطام ، ونهاد القيسي ، ورافع ابو مرخية ، وسلامة عبد الباسط ،
وعبد العزيز شبانة ، وفؤاد العزة ، وواكد العقبي ، ونايل الدغيري ، ومحمد جودة ،
وياسر الدويك .
- مثلي الأعلى في الملاعب أستاذي الحاج أحمد الناجي ،
الذي أعتبره صاحب الفضل علي ظهوري كلاعب ، من خلال المدرسة والنادي .
- أفضل من شكل معي ثنائياً في الملاعب نهاد القيسي
، ومحمود عدوي ، ورافع أبو مرخية ، وعبد العزيز شبابنة .
- أهم إنجازاتي في الملاعب الحصول عبى بطولة الدرجة
الأولى مع النادي الأهلي ، والصعود للدرجة الممتازة سنة 1985 ، والحصول على العديد
من الكؤوس والبطولات ، وخاصة كأس المبعدين في الأول من أيار .
- من ذكرياتي الرائعة في الملاعب رحلة عمان مع النادي
الأهلي سنة 1985، حيث لعبنا مباراتين مع الوحدات والرمثا ، وأذكر وقتها تدرب معنا
لمدة شهر أربعة لاعبين هم خالد ابو كويك ، وفريد عثمان ، وعبد القادر الأبزل من
شباب رفح ، إضافة إلى اللاعب المقدسي راجي خويص ، ولكن سلطات الاحتلال رفضت السماح
بسفر الثلاثي الرفحي .
- من أفضل اللاعبين الذين كنت أحسب حسابهم صاحب الرأس
الذهبية زكريا مهدي ، وصاحب القدم الحريرية المهندس عارف عوفي ، ومن أفضل اللاعبين
في الزمن الجميل من وجهة نظري موسى الطوباسي ، وعارف عوفي ، وحاتم وحازم
صلاح ، وعلي العباسي ، وخليل البرهم ، وناجي عجور ، وفريد عثمان ، وزكريا مهدي ،
وموسى اسماعيل ، وواكد العقبي ، ونايل الدغيري .
- بالنسبة لي أفضل مدرب فلسطيني الحاج احمد الناجي ،
وأفضل مدرب عربي حسن شحاته ، وأفضل الحراس الذين لعبت معهم أو ضدهم المرحوم عبد
العظيم أبورجب ، وخليل بطاح ، وعبد خليل .
- أرى أنّ الإعلام الرياضي بحاجة إلى مزيد من التطوير في
العمل ، والحيادية في الأداء ، والبعد عن التعصب للنادي ، والجرأة في طرح القضايا
المختلفة ، وقول الحق في مختلف الظروف .
- أعتز بكوني أحد مؤسسي نادي شباب السموع ، الذي أمضيت
فيه سنوات طويلة كلاعب ، ومدرب ، وإداري ، وقد نجحنا بحمد الله في الصعود بالفريق
من دوري الانتظار إلى الدرجة الثانية ، ومع قيام السلطة الوطنية ، وتنظيم الدوري
التصنيفي انطلق الفريق كالسهم نحو الاحتراف الجزئي ، ودوري المحترفين .
- أنصح اتحاد الكرة اعادة النظر في منظومة الاحتراف ،
والعمل على تصحيح المسار ، ومتابعة شؤون الأندية ، التي أصبحت تعاني من الترهل
الإداري ، بعد سيطرة رأس المال غير المؤهل على إدارتها ، مع ضرورة الاهتمام
بالفئات العمرية ، ومتابعة الاكاديميات الكروية .
- كثيرة هي القصص الطريفة التي عشتها في الملاعب ، ومن
بينها إصابتي في الدقيقة الأولى في مباراة سداسيات على ملعب الحسين ، من قبل
المرحوم زكش - سامحه الله وغفر له - ومنها الهدف الجميل ، الذي سجله ياسر الدويك
من مسافة بعيدة في مرمى المرحوم عبد العظيم ابو رجب ، فتوقفت المباراة ، ولم نلعب
بعدها إلا بمباردة من الراحل الشيخ طلال سدر .
- أخيراً أتوجه بالتحية لكلّ أبناء الأسرة الرياضية ،
وخاصة الزملاء الذين لعبت معهم في المدرسة ، وفي ناديي الأهلي والسموع ، مقدراً
جهودك أخي فايز في إحياء هذا التواصل بين رفاق الأمس ، ممن جمعتهم الملاعب ، وكلي
أمل ان يتواصل نهوض الكرة الفلسطينية ، في ظل سعادة اللواء جبريل الرجوب .