صورتان متعاكستان من الواقع
كتب محمود السقا- رام الله
لنتفق، أولاً، أن اتحاد الكرة هو المصدر الأول،
وربما الوحيد، لحالة الحراك الناجزة، على مستوى الحركة الرياضية، أكان في ظل جائحة
"كورونا" المتفشية، منذ عام ويزيد، أم في أوقات سابقة.
عندما أصل إلى هذه النتيجة، فإنني لا أظلم أي
جهة، أكانت عبارة عن إطار رياضي أم اتحاد، مع تسليمي بأن هناك مَنْ يبادر ولكن،
بين الفينة والأخرى، خصوصاً من الاتحادات لإقامة فعاليات، وليس منافسات رسمية، مع
أن الشق الأخير، هو الذي يُعول عليه، وهو الذي يُثري أداء المنتخبات تحديداً، وخير
مثال يمكن أن نسترشد به الدوري بشقيه المحترفين والدرجة الأولى، فتواصل حلقاته هو
الذي مكّن "الفدائي" من الفوز على الكويت في لقاء تجريبي جرى، مؤخراً،
على أرض الأشقاء، وقدم "الفدائي" أداءً طيباً قوبل بالثناء والاستحسان
من الأشقاء أنفسهم، وكان أهم ما فيه وجود شخصية واضحة المعالم على صعيد الأداء،
فضلاً، عن مزايا أخرى، وفي مقدمتها حقن الصفوف بدماء شابة وموهوبة، ما زاد من
منسوب الحيوية والنشاط على مدار اللقاء، علماً أن منتخباتنا الوطنية الكروية كانت،
وحتى أمد قريب، تجاري المنتخبات المنافسة في أول نصف ساعة، فقط، وبعد ذلك يحصل
التراجع المُريع بسبب انحدار اللياقة البدنية.
صورة تقريبية أخرى توضح أهمية وقيمة المنافسات
الرسمية وجسدها، هذه المرة، "فدائي السلة" عندما أطلّ من النافذة
الثانية في تصفيات أمم آسيا التمهيدية بالبحرين، وكانت إطلالته متواضعة فخسر،
بقسوة، أمام كازخستان بفارق شاسع بلغ 93 – 56، مع أنه سبق أن خسر في قلب العاصمة
الكازخستانية بفارق ثلاث نقاط فحسب.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إننا، كمتابعين
ومراقبين، لم نشاهد وجوهاً جديدة يانعة في الصفوف، وظلت نفس الوجوه، وكل هذا
وسواه، كثير، يجعلنا نؤكد أهمية المسابقات الاتحادية الرسمية ودورها المحوري في
البناء والتأسيس، وجلب الانتصارات وصولاً للإنجازات.