"ثعلب الكرامة" عدنان المجذوب هداف فلسطيني شغل الناس في سوريا
الخليل- كتب فايز نصّار/رحم الله المعلق عدنان بوظو ، صاحب الصوت المؤثر ، الذي ينفذ إلى القلوب والعقول برشاقة وعمق ، متسلحاً باللغة الفصحى ، بسلاسة تعابيرها ، وطواعية إيقاعها ، فجعل الكرة تتقافز بين أقدام اللاعبين ، ببراعة وحنكة ساهمت في تاثير المشهد ، الذي شدّ المتباعين ، فعاشوا الحدث عبر النقل الإذاعي ، قبل انتشار النقل التلفزيوني .
رحم الله المعلق الذهبي ، الذي كان لتعليقه دور في تألق كثير من النجوم ، ومنهم ابن مخيم العائدين الفلسطيني عدنان المجذوب ، الذي وصفه بوظو
بصاحب الأهداف الاستثنائية ، التي تمتاز بالروعة ، والجمال ، والطابع الذي يمزج بين الأوروبي البرازيلي ، ويجمع بين نكهة بلاتيني ، وطعامة سقراط .
وقريب من هذا ما تررد على لسان المعلق المرح ياسر علي ديب في تعليقاته ، ومتابعات كثير من النقاد ، والمحللين الرياضيين ، الذين اطلقوا على المجذوب ألقاب عدة ، منها كيفين كيغان ، ومارادونا ، وثعلب الكرامة ، وفتى حمص المدلل ، وهداف الكرامة .
وخرج ثعلب الكرامة من أزقة المخيم ، وشقّ طريقه في ميادين الكرة السورية ، متسلحاً بالموهبة الفطرية ، التي حباه بها المولى عز وجل ، وبالإرادة الصلبة ، التي تعلمها من عذابات الغربة واللجوء ، فاهتزت الأرض تحت أقدامه ، وأهتزت الشباك بأهدافه التاريخية .
وكان أبو محمود على رأس النجوم ، الذين صنعوا العصر الذهبي لنادي الكرامة ، وحصل مع " الحماصنة " على كثير من البطولات ، تاركاً بصمته الشخصية على كثير من هذه البطولات ، بما جعله محبوباً من جماهير القلعة الزرقاء .
وترك المجذوب بصمة لا تقل أهمية مع منتخبات فلسطين في الشتات ، وجاب كثيراً من الدول العربية والأوروبية ، مشرفا الراية الفلسطينية ، بما ساهم في اسماع الخيرين صوت الحق الفلسطيني .
والحقّ يقال : إن عدنان الجرمق لم ينل حقه الكافي من الإعلام الفلسطيني ، متمنياً ان تساهم هذه الاطلالة في تعريف رياضيي الوطن على سيناريو تألق سليل عكا في الملاعب .
-اسمي عدنان دياب محمود حسين المجذوب " أبو محمود " من مواليد مخيم العائدين في حمص بسوريا يوم 15/5/ 1960 ، وأصلي من بلدة عمقا قرب عكا ، حاصل على دبلوم تربية رياضية ، متزوج ولديه 4 أولاد ريم ، ومحمود ، ومحمد ، ومهند ، وأعمل مدرس تربية رياضية في وكالة الغوث - إعدادية الشجرة .
- بدأت لعب الكرة في حارات وأزقة المخيم ، وظهرت مواهبي في مختلف المراحل المدرسية ، حيث وجدت اهتماماً من معلمي التربية الرياضية ، وخاصة من أستاذي حسين هواري رحمه الله ، دون نسيان فضل معلمي الأول شقيقي أسامه رحمه الله ، والمدرب رياض البوشي ، والمدرب عبد المنعم نعيمي حمه الله ، وبحمد الله برزت كصانه ألعاب هداف ، وكنت أرتدي القميص رقم 10 .
- بعدها التحقت رسمياً بناشئي نادي الكرامة الحمصي سنة 1976، لتظهر قدراتي بشكل أفضل مع فريق شباب الكرامة ، الذي لعبت معه منذ عام 1978 ، فثبت نفسي ، ولمع نجمي ، ليتمّ استدعائي لمباريات الكأس مع الرجال تزامناً مع لعبي لفريق الشباب ، وأذكر انّ أول مباراة لي مع رجال الكرامة كانت أمام الجلاء في بطولة الكأس بحلب ، ويومها أحرزت الهدف الثالث ، بما ساهم في انضمامي للفريق الأول ، وكان عمري 16 سنة فقط .
- وتواصلت رحلتي مع الكرامة حتى سنة 1990 ، ثم لعبت لموسم واحد مع نادي تضامن طرابلس اللبناني عام 1990، الذي كنت هدافه ، وأكبر لاعب في تشكيلته ، وبعد انتهاء عقدي تلقيت عرضاً للعب مع نادي تضامن بيروت ، لكني فضلت العودة إلى حمص .
- وإلى جانب لعبي في لبنان تلقيت العديد من العروض الاحترافية في الخارج ، منها عرض من نادي الوحدات الأردني سنة 1979 ، وعرض من النادي الفيصلي الأردني عام 1983، إلى جانب محاولة للاحتراف في ألمانيا عبر أحد رجال الأعمال ، لكنها لم تكتمل لأسباب مختلفة .
- وكان الكرامة وما زال عشقي الكبير ، الذي لم يتغير مع الزمن ، وهذا ما يجب أن يلتزم به كلّ لاعب ، ومدرب ، وإداري ، إنطلاقاً من محبة أبناء النادي لبعضهم البعض ، معتقداً بأنً التعاون ، والمحبة ، والإيثار ، والعمل كوحدة متكاملة ، من خلال الأسرة الواحدة ، التي تميزها علاقة المودة ، والاحترام ، والإرادة ، والتصميم على الانجاز هو سرّ نجاح وتفوق الكرامة .
-أعتقد أنّ من أجمل مبارياتي مع نادي الكرامة كانت مع نادي فورفاتس برلين ، لأنها كانت مباراة رائعة ، وعالية المستوى ، وانتهت بفوز الضيوف 1/0.
- وخلال مسيرتي تشرفت باللعب ضمن منتخب مدارس حمص ، ومع منتخب جامعة البعث ، ولعبت الكثير من المباريات مع المنتخبات السورية والفلسطينية ، ودعيت لتمثيل المنتخب السوري عام 1980 ، وشاركت في معسكر إعداديّ تحت إشراف المدرب العميد محمد عزام لمدة 5 أيام ، ولكن مسيرتي لم تكتمل مع المنتخب السوري لظروف خاصة .
- وأعتز كثيراً بلعبي مع المنتخب الوطني الفلسطيني بين عامي 1978-1988 ، حيث شاركت في كثير من المباريات في الوطن العربي وأوربا ، منها مباريات في المغرب ، وسوريا ، واليمن ، والجزائر، وبلغاريا ، ورومانيا ، وفرنسا ، ومنها بطولة الأندية العربية البطلة بالسعودية سنة 1987 ، حيث لعبنا في مجموعة قوية تضم الرشيد العراقي ، الذي كان يمثل منتخب العراق ، والاتحاد السعودي القوي ، والنجم الساحلي التونسي .
- وشاركت مع منتخب فلسطين في بطولة دمشق ، التي نظمت منتصف الثمانينات ، بمشاركة اقوى أندية سوريا ، الجيش ، والشرطة ، والمجد ، والوحدة ، ويومها فزنا على جميع الفرق ، ونلنا لقب البطولة ، وحصلت على لقب الهداف ، ولقب أفضل لاعب في البطولة ، كما كانت لي مشاركات كثيرة مع الأندية الفلسطينيه في حمص ، ودمشق ، وحلب .
- وإلى جانب ذلك تشرفت بمهمة المدير الفني لمنتخب فلسطين (المنطقة الوسطى والشمالية) ، ورئاسة نادي الجرمق الفلسطيني بحمص ، وبمهمة القائم بأعمال رئيس فرع الاتحاد الرياضي الفلسطيني العام في حمص .
- وبحمد الله حققت خلال مسيرتي الكثير من الإنجازات الفردية والجماعية ، من أهمها الفوز مع نادي الكرامة ببطولة الشباب موسم 1978 ، وببطولة الدوري موسم 82/83 ، وموسم 83/84 ، والتتويج ببطولة كأس الجمهورية سنتي 1983 و 1987 ، إضافة إلى بطولة كأس السوبر سنة 1985 ، بعد فوزنا على الاتحاد الحلبي بثلاثة أهداف نظيفة ، ثم الظفر ببطولة الصالات (السداسيات) سنة 1987 ، حيث نلت كأس هداف الدورة برصيد تسعة أهداف ، ولقب أفضل لاعب ، ناهيك عن إحراز لقب دورة دمشق الكروية سنة 1985 مع منتخب فلسطين .
- وبتوفيق من الله شاركت في كثير من الدورات التدريبية ، وحصلت على العديد من الشهادات ، منها دورة محلية بإشراف الاتحاد الدولي ، ودورة تدريبية بإشراف مؤسسة جايكا اليابانية ، وبالتعاون مع وكالة الغوث الدولية ، ودورة التضامن الاولمبي ، إضافة إلى دورة تدريبية في مجال التربية البدنية في دمشق سنوات 2004 و 2005 و 2006 ، بإشراف وكالة الأمم المتحدة ، وبالتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي( جايكا) ، ودورة تدريبية في جمهورية التشيك سنة 2010 ، ودورةright to play ، باشراف دولة قــطر 2010 .
- وإلى جانب مسيري كلاعب كانت لي قصة أخرى مع التدريب ، فدربت أشبال الكرامة موسم 94/95 لمدة 3 أشهر ، وعملت كمدرب مساعد مع فريق الرجال ، بإشراف الكابتن عبد النافع حموية موسم 1995 ، ويومها حققنا بطولة الكأس ، وبطولة البلاي أوف ، ووصافة الدوري ، كما دربت فريق شباب الكرامة بين سنتي 1996 و 1999 ، بالتناوب مع المدرب رياض البوشي ، وأحرزت بطولة دوري الشباب سنة 1999 ، مع الإشارة إلى كوني عينت سنة 1998مدرباً مساعداً لفريق الرجال ، بإشراف الكابتن نبيل السباعي ، تزامناً مع تدريبي لفريق الشباب ، ثم عملت كمدرب مساعد لفريق الرجال موسم 2002/2003 ، بإشراف الكابتن رياض البوشي ، ثم مع المدرب جميل جرو، وبعدها مع المدرب عبد الحفيظ عرب .
- وعدت لتدريب فريق الأشبال موسم 2006/2007 ، وأحرزت معه بطولة الأشبال ، وفي موسم 2007/2008 تعرضنا لظلم فاضح في المباراة مع الطليعة ، التي تعادلنا فيها ، وقدمنا الثبوتيات على تزوير أحد لاعبي الطليعة ، لكن اتحاد الكرة لم يأخذ به ، وذهبت البطولة للحرية ، علماً أننا فزنا عليه ، بلعود لتدريب فريق شباب الكرامة موسم 2008/2009 .
- وبحمد الله كان لي دور في بروز كثير من الندوم من بينهم فراس الخطيب ، وجهــاد الحسين ، ومحمود مواس ، ونصوح نكدلي ، وكوكبة من اللاعبين سيسطع نجمهم قريباً .
- وخلال مسيرتي سجلت الكثير من الأهداف الحاسمة ، ولكن يبقى من أروعها هدفي الأسطوري مع منتخب فلسطين ، في مرمى منتخب اليمن ، في المباراة التي جمعتنا على ملعب المحمدية بالمغرب ، ويومها أجمع النقاد والمعلقين الصحفيين المغاربة على أن هذا الهدف كان أروع وأجمل الأهداف ، التي شهدها ملعب المحمدية .
- ولا بدّ هنا من الإشارة إلى أنّنا كفلسطينيين نعيش في الشتات نتفاعل مع كلّ الأحداث التي تحصل على أرض الوطن ، وننظر بفخر للإنجازات الرياضية ، التي تحققت في السنوات الأخيرة ، بقيادة اللواء جبريل الرجوب بما رفع أسهم منتخبنا الفدائي ، متمنين أن يتواصل هذا النهوض ، وأن نشاهد منتخبنا الوطني ، وأنيتنا الواعدة تشارك في أعلى الدرجت اقليمياً ، ودولياً .
- وأشير أيضاً إلى أنني - بحمد الله - حققت أمنياتي التألق في الملاعب ، ولكن أحلامي بقيت منقوصة ، كوني حرمت من اللعب على أرض وطني ، آملاً تعويض ذلك إذا أتيحت ليّ فرصة المشاركة في خدمة بلدي من أي موقع ، وفي أي مهمة ، معرباً عن استعدادي لخدمة وطني ، لأنّ هذا شرف لا يصل إليه أيّ شرف آخر !
- أخيراً أشكرك أخي فايز نصّار ، لاهتمامك بنجوم الكرة الفلسطيينة في الوطن والشتات ، بما سيساهم في تسجيل وقائع وإنجازات الكرة الفلسطينية ، متوجها بالتحية لكل أبناء الشعب الفلسطيني ، وخاصة زملائي نجوم كرة القدم ، ممن حرمت وحرموا من اللعب سوياً في العقود الماضية .