"المساعد السابق" سليم السعدي نجم من بطولة معركة جنين الكروية
الخليل- كتب فايز نصّار/ اسمع مخيم جنين من لا يسمع صوت الإرادة الفلسطينية ، ووقف شامخاً في مواجهة العدوان الشامل على مدن الضفة في ذروة الانتفاضة الثانية ، مقدماً للقاصي والداني درساً في البطولة والفداء .
ووفاءاً للشهداء الأبطال ، الذي سطروا معركة الكرامة في المخيم الباسل نظمت محافظة جنين بطولة معركة جنين ، التي اقيمت بمشاركة عدد من الأندية المحلية والخارجية ، وفي مقدمتها الأخضر الوحداتي ، ومركزجنين ، وثقافي طولكرم ، ومركزطولكرم ، ومركز عسكر ، والامعري.
وكانت البطولة امتحاناً لقدرات جنين القسام التنظيمية والفنية ، وظهر في فعالياتها كثير من الكوادر ، من بينهم عدد من الحكام ، كياسين صلاحات ، واسحق الكيلاني ،وعصام الاطرش ، وعارف نزار ، وكنان بعجاوي ، ورائد الغول ، وياسين نشأت ابو مراد ، وحسن ابو لبان ، واسحاق عصام الاطرش، وسليم السعدي ، الذي وصل أعلى المراتب في سلك التحكيم .
وبدأ أبو محمود حكايته الرياضية كحارس مرمى ، وتألق مع الفرق المدرسية ، ليظهر ضمن صفوف عدد من أندية جنين ، قبل أن تأخذه الصدفة إلى سلك التحكيم ، الذي تسلق درجاته بسرعة ، وصولاً إلى الشارة الدولية .
وساهم السعدي مع عدد من رفاقه في تألق صافرة جنين القسام ، ونجح في قيادة كثير من المباريات الهامة ، التي كانت تجمع أفضل الفرق ، وفي مقدمتها مباريات العميد والغزلان .
ولا يخفي الرجل الجنيني هواه البرشلوني ، ويجاهر بقصة غريبة جعلته يتفاعل - خلال مباراة على ستاد الخضر - مع أهداف لبرشلونة في مرمى فالنسيا ، وتلك قصة طريفة تضاف إلى كثير من القصص السعدية ، التي أترك ضيفي يروي لكم بعض فصولها في هذا اللقاء .
-سليم صالح سليم السعدي " أبو محمود "من مواليد مخيم جنين يوم25/5/1979 ، ولقبي كولينا .
- بدأت لعب الكرة كحارس مرمى في الحارة ، ثم لعبت مع الفرق المدرسية ، ونجحت مع مدرسة السلام في الحصول على بطولة مدارس جنين ثلاث سنوات ، وبعدها لعبت لأندية مركز الشباب الاجتماعي بجنين ، وأهلي جنين ، وحصلت على لقب أفضل حارس مرمى في بطولة فلسطين للأشبال بالخليل .
- وكانت بداية قصتي مع التحكيم سنة 2000، حينأدرت مباراه ودية بين هلال القدس ، ومركز جنين ، بسبب عدم توفر حكام لتلك المباراة ، ومن هنا كانت الانطلاقة ...وتديجياً راقتني الفكرة ، وانخرطت في سلك التحيكم ، وتدرجت في مستوياته المختلفة ، من حكم مستجد ، ثم درجة ثالثة ، فثانية ، فأولى ، وصولاً إلى الشارة الدوليه، التيحصلت عليها في الفترة بين سنتي 2007 و 2012 .
-وكانت بطولة معركة مخيم جنين محطة مهمة في مسيرتي ، فالبطولة بنسخها التسع كانت تقام بمشاركة أقوى الفرق من الشمال والوسط ، وتوج بلقبها مركز جنين ، وثقافي طولكرم ، ومركزطولكرم ، ومركزعسكر ، والامعري ، وقد تشرفت بتحكيم مباريات جمعت أقوى هذه الفرق ، وخاصة بعدما تبني الاتحاد لنسخها الأخيره .. ولكن مع الأسف توقفت البطولة ، لتضارب موعدها - خلال شهر نيسان - مع رزنامة الاتحاد ، وعدم أهلية ملعب جنين السابق ، علماً بأنّ آخر بطولة اقيمت سنة 2012 ، وكلي أمل أن تتم إعادة برمجة هذه البطولة في قادم المواعيد ، مع مراعاة بطولات الاتحاد .
- وبسبب تكرر إصابتي المتكرره في العضله الخلفيه ، وأوتار الركبة ، اعتزلت التحكيم مبكراً ، واتجهت للعمل اللإداري في مجال التحيكم ، فعملت لفتره قصيره ضمن دائرة الحكام ، والمدرسة الكروية للحكام مع الأخ الدكتور عبد الناصر الشريف.
- بالنسبة لي أفضل طاقم عملت معه هو طاقم حكام جنين ، الذي كان يضم اسحاق الكيلاني ، وياسين صلاحات ، وعصام الاطرش ، وعارف نزار ، وكنان بعجاوي ، وثائر جردات ، وسليمان جردات ، وعمار ملحم ، وطاقم حكام اريحا ، الذي كان يضم ابراهيم الغروف ، ورافت رومه ، وهاني عيد ، وأشرف زبيده.
- وخلال مسيرتي التحيكيمة تشرفت بإدارة كثير من المباريات الهامة ، لعل في مقدمتها مباراة شباب الخليل ، وشباب الظاهريه على ستاد هواري بومدين في دورا ، ويومها كانت المباراة تحسم لقب دوري المحترفين.
- وخلال المباريات الكثيرة الي أدرتها كحكم ساحة أو مساعد أعجبني كثير من النجوم ، من بينهم المشاكس خلدون الحلمان ، وهيثم ذيب ، ومعالي كوارع ، وبهاء بدرساوي ، وتوفيق علي ، وفادي سليم.
- رغم الظروف الصعبة التي تغلف مبارياتنا ، إلا أنني بحمد الله لم أتعرض خلال مسيرتي لأيّ مشكلة،كما أنّه لم يحصل وتعرضت لضغط لتغيير تقارير المباريات ، ولو حصل الأكيد سأرفض ذلك قطعيا.
- وخلال مسيرتي مع الصافرة كنت أوثق مبارياتي الرسمية والودية ، وللاسف من كثرتها " ما كنت أقدر الحق .. كثااار ههههه" .
- من وجهة نظري أفضل الحكام الحاليين براء ابوعيشه ، واسحاق الكيلاني، وسابقاًابراهيم الغروف ، والأفضل عربياً المرحوم سعيد بلقوله ، والافضل دولياً كولينا، وأتوقع مزيداً من البروز للحكمبراء أبوسريس .
- أعتقد أنّ الفرق كبير بين حكام زمان وحكام اليوم ، فحكام زمان كانوا يمتلكون الشخصية القيادية ، والكريزما ، فيما حكام اليوم بحاجة إلى العمل اكثر على الكريزما ، والشخصية القيادية .
- بحمد الله قضيت أجمل أيامي مع الصافرة ، وتعرفت على كثير من الرياضيين الصادقين في الوطن والخارج ، وأنا سعيد بمسيرتي التحيكيمة ، ولو عاد الزمان سأعود للصافرة ، لأنني كنت استمتع بالتحكيم ، فأنا أحبت هذه المهنة
- بصراحة الإعلام الرياضي لا يساعد التحكيم ، لأنّه للأسف محسوب على الأنديه ، والحكم دائما شماعه للإعلاميين ، عندما يخسر الفريق الذي يمثله الإعلامي الذي يتناول تحليل المباراة .
- بالنسبة لي من أفضل حكام فلسطين ابراهيم الغروف ، وعبد القادر عيد ، واسحاق الكيلاني ، وجواد عاصي ، وطارق النقيب ، ووليد الصالحي، وأمين الحلبي ، ومهيوب الصادق ، وعلاء الحوتري ، ومروان وزوز ، وميشيل حنانيا، ورافع ابو مرخية ، وخلدون ابو قبيطة ،ومن غزة عبد الرؤوف السدودي ، وابراهيم أبو العيش ، ومحمود البحيصي ، وايهاب الأغا ، ومحمد الشيخ خليل ...وغيرهم .
- من أطرف ما حصل معي في الملاعب خلال مباراة على ستاد الخضر ، حيث كانت الجماهير تعرف أنني من مشجعي برشلونه ، فكانت الجماهير تبلغني من خلال الهتاف بنتيجة مباراة لبرشلونة مع فالنسيا ، وأنا مستمتع ، وقد صورني أحد الصحفيين وأنا احتفل بفوز برشلونه ، ونشر الصورة في الصحف!
أخيراً أشكر للواء جبريل الرجوب قائد النهضه الرياضيه على اهتمامه بالحكام ، وأشكر كلّ مدراء وممثلين الحكام بدون أسماء على ثقتهم المطلقه ، واختيارهم لي في أصعب المباريات ، متمنياً لدائرة الحكام التقدم والتطور ، لما فيه خير ومصلحة حكام فلسطين ، ممن يتوقون للتألق على الخارطه الآسيويه والعالميه ان شاء الله.