"المرشح الدوليّ" سعدي سنونو حكام زمان لم يأخذوا فرصتهم
الخليل- كتب فايز نصّار/ بعد تأسيس نادي التفاح بخمس سنوات تأسس شقيقه نادي الزيتون ، وذلك بهمة ثلة من الرجال الزيتونيين ، الذين وضعوا نادي الحي الغزيّ المناضل على الخارطة ، ولعل في مقدمة هؤلاء الحكم المعروف سعدي سنونو ، الذي ولد في العربية السعودية .
وبعد بروز قدرات أبي محمود في الفرق المدرسية تخطفه النادي الأهلي ، الذي كان مطلع الثمانينات منافساً قوياً على البطولات ، ولكن المقام لم يطل بالرجل مع الفريق الأحمر ، لأن مهمة أكثر جسامة كانت تنتظره في الحيّ الزتونيّ .
وبسرعة نجح السنونو ورفاقه في ترسيخ المثل الرياضية في النادي الجديد ، وجعلوا منه فريقاً يستحق الاحترام في عدة رياضات ، ومنافساً في كثير من البطولات .
وخاض الكابتن سعدي غمار التحكيم الفلسطيني ، وأصبح حكماً يشار إليه بالبنان ، مساهماً في نجاح كثير من المباريات ، ومشاركاً في توطيد أركان بيت التحيكم الفلسطيني ، ليصبح بعد قيام السلطة مرشحاً دولياً ، ويحصل على شهادة صقل دولية في مجال التحكيم .
وقصرت الإصابة اللعينة من عمر أبي محمود في الملاعب ، فاعتزل التحكيم في ذروة عطائه ، وتفرغ للعمل ضمن لجان تسيير التحيكم في المحافظات الجنوبية ، وعلى مستوى الوطن .
ويحظى السنونو باحترام رجال الصافرة من مختلف المناطق ، ويذكر هؤلاء له مشاركته في نجاح كثير من المباريات ، التي كانت محفوفة بالمكاره والسرور ، أبرزها يوم اعتدي على زميله المساعد ، في قصة درامية من قصص كثيرة ، أتركه يروي لكم بعضها في هذا اللقاء .
-اسمي سعدي محمود سعدي سنونو " أبو محمود " من مواليد جدة بالسعودية يوم 29/8/1958 .
- مثل غيري من اللاعبين لعبت كرة القدم ، وعدد من الألعاب الأخرى في حيّ الزيتون ، حيث كنت أقطن ، وبرزت مواهبي في مدرسة صفد الابتدائية ، التي لعبت مع فريقها كرة القدم ، والكرة الطائرة ، وكرة الطاولة .
- وكانت أولى محطاتي الرياضية سنة 1974، عندما التحقت بالنادي الأهلي الفلسطيني ، الذي كان مقره قريباً من منزلي في حيّ الزيتون .. يومها كنت في الصف الأول الثانوي ، وتدرجت مع فرق النادي ، وصولاً إلى الفريق الأول ، الذي حصلت معه على لقب بطولة أول دوري سنة 1982 ، وأثناء ذلك لعبت لمدة ستة شهر مع اتحاد الشجاعية .
- وكان أهم منعرج في حياتي الرياضية سنة 1984 ، عندما أسست مع نخبة من الرياضيين نادي الزيتون ، الذي أصبحت فيه لاعباً ، ومدرباً ، وإدارياً ، وبقيت ألعب له حتى إعتزالي مع بداية الانتفاضة المجيدة .
- وبدأت قصتي مع التحكيم سنة 1985 ، بحصولي على شهادة تحكيم في رياضة كرة القدم ، ثم تدرجت في سلك التحكيم ، حتى وصلت الدرجة الأولى ، ومرشح دولي ، لتشهد سنة 1996 حصولي شهادة صقل الحكام الدوليين ، بعد مشاركتي في دورة بالأردن ضمن وفد فلسطيني ضمّ ثمانية حكام من المحافظات الشمالية والجنوبية ، ويومها نجحت في جميع الاختبارات ، ولكن شاء الله أن لا يطول بيّ المقام مع الصافرة ، فاعتزلت التحكيم سنة 1998 جراء الاصابة ، واتجهت إلى العمل الإداري في مجال التحيكم ، وتقلدت منصب أمين سر لجنة الحكام المركزية بين سنتي 1998 و2004 .
- أعتقد أنّ افضل طاقم تحكيمي عملت معه يضم الاخوة زكي بارود ، ومحمود البحيصي ، وعبد المعطي أبو غرقود ، وأذكر أنّ أفضل مباراة قدتها جمعت خدمات رفح باتحاد الشجاعية ، سنة 1997 .
- مع الأسف تعرضت لمحاولة اعتداء في نهائي كأس غزة سنة 1995، في مباراة الديربي بين شباب وخدمات رفح ، حيث كنت مساعداً للحكم زكي بارود ، فاستدعيت الحكم لطرد النجم جمال الحولي ، بعد اعتدائه على نجم الخدمات نادر النمس ، فحاول البعض الاعتداء عليّ ، وفي المقابل - بحمد الله - لم أتعرض في حياتي لأيّ محاولة لتغيير محتويات تفرير المباراة .
- أعتقد أنّ الأفضل فلسطينياً هذه الأيام الحكم براء أبو عيشة ، والأفضل عربياً الجزائري مصطفى غربال ، والأفضل دولياً الانجليزي هاورد ويب ، فيما أفضل حكم دولي في مختلف العصور الايطالي كولينا ، وأرى أنّ الحكم الذي له مستقبل خالد الشيخ خليل من غزة .
- بصراحة حكام زمان لم يأخذوا فرصتهم كاملة ، بسبب قلة المنافسات ، وغياب المشاركات الخارجية ، ونقص الامكانيات ، وغياب الأمن ، ورغم ذلك كانوا على قدر المسؤولية ، فيما حكام اليوم تتوفر لهم كلّ هذه الأمور ، من ملاعب جاهزة ، وأمن ، وحوافز ، ومشاركات خارجية ، وانتظام الدوري .
- قضيت أجمل أيامي مع الصافرة ، ولذلك لم أندم يوماً على خوض غمار التحكيم ، وكنت استمتع بقيادتي للمباريات.
- من وجهة نظري أفضل حكام فلسطين المرحوم يحيى الشريف ، وأحمد الناجي ، وعبد الله الخطيب ، وحسني يونس ، وعبد الرؤوف السدودي ، واسماعيل مطر ، ومحمود البحيصي ، وزكي بارود ، وناجي أبو عرمانة ، والمرحوم صايل سعيد ، وميشيل حنانيا .
- من أطرف ما حدث معي في الملاعب يوم كنت اقود مباراة ضمن كأس القطاع بين فريقي خدمات النصيرات ، وشباب خانيونس ، وكان الزميل عبد المعطي أبو غرقود مساعداً معي من جهة الجمهور ، وخلال المباراة صفرت على موقف تسلل ، ولما نظرت لمساعدي الأول وجدته ملقى على الأرض ، والدماء تنزف منه ، جراء حجر قذف به من المدرجات .
اخيراً أتمنى للكرة الفلسطينية التقدم والازدهار ، وأتمنى للتحكيم الفلسطيني دوام التطور في ظل هذه النهضة الرياضية ، في عهد رئيس الاتحاد اللواء جبريل الرجوب.