الليبرو" بشير عطا الله أتمنى أن يستعيد البحارة الثمانينات

"
الخليل- كتب فايز نصّار/ كان موسم كرة القدم 1993/1994 من أصعب المواسم في تاريخ كرة القدم الجزائرية ، حيث كان يكفي كبير الدوري " شبيبة القبائل " التعادل في لقائه الأخير مع اتحاد البليدة ليضمن اللقب ، ولكن الشبية خسرت ، لتتساوى أندية اتحاد الشاوية ، وجيل برج منايل ، وشبيبة القبائل في النقاط ، فاحتُكِم للقاءات الفرق الثلاثة مع بعضها ، ليتوج بلقب البطولة اتحاد الشاوية ، الذي كان يقوده المدرب الفلسطيني منصور الحاج سعيد .
يشبه ذلك ما حصل في بطولة الدروي بقطاع غزة سنة 1984 ، حين بقي التنافس على لقب الدوري حتى آخر صافرة بين أندية خدمات الشاطيء ، وغزة الرياضي ، وشباب رفح ، فابتسم اللقب للخدمات بعد تعادل منافسيه سلبياً ، وفوزه على اتحاد الشجاعية بهدفين .
يومها كان البحارة يضمون في صفوفهم ستة من أبناء عائلة عطا الله ، ومنهم الكابتن بشير ، الذي روى لي كيف أخفى ابن عمه سمير خبر وفاة عميد العائلة ، ليحافظ أبناء عطا الله على تركيزهم في المباراة الهامة ، التي فازوا بها أمام الرياضي العريق .
وكان للإعلامي المخضرم جمال الحلو دور في اكتشاف موهبة ابن الشاطئ ، فظهر بشير في صفوف مدرسة فلسطين ، التي كانت تتنافس مع مدرسة يافا في تفريخ النجوم ، ليضمه ملهمه المدرب ابو المعزة إلى الشاطيء ، الذي لم يبرحه حتى يومنا هذا .
ويذكر أبو محمد بالخير رفاقه من جيل الثمانينات ، الذين قدموا للكرة الغزية فريقاً شاطئياً منافساً ، وجد لنفسه موطيء قدم بين كبار القطاع ، الرياضي ، والأهلي ، وشباب رفح .
ولم يبرح عطا الله الملاعب بعد اعتزاله ، فشق طريقه مدرباً ، وإدارياً ما زال يتفانى في خدمة فريقه الأمّ ، ويساهم في تطور الكرة في قطاع العز والفخار .
من أزقة المخيم الباسل ولدت موهبة البشير الغزيّ ، وفي جنبات ملعب اليرموك تألق عطا الله ، ليصبح واحداً من أبرز نجوم فلسطين ، الذين تركوا بصماتهم المؤثرة ، التي يروي لنا بعض فصولها في هذا اللقاء .
-اسمي بشير عوض عطا الله موسى " أبو محمد " من موليد مخيم الشاطيء يوم4/3/1961 ، ولقبي " بور " .
- كأي لاعب بدأت اللعب في الساحات الشعبية ، ثم انتقلت لألعب مع فريق مدرسة صلاح الدين الاعدادية ، وعند وصولي المرحلة الثانوية شاهدني الرياضي الكبير جمال الحلو "أبو كاظم " فضمني لفريق مدرسة فلسطين الثانوية منذ الصف الأول الثانوي ، لألعب بجانب نجوم مرحلة التوجيهي ، ومنهم النجمين الخلوقين غسان البلعاوي ، رزق خيرة ، وصخرة الدفاع ، الملقب بأبي السباع الصغير كمال صقر ، وشكلنا فريقاً لمدرسة فلسطين الثانوية كان من أقوى الفرق ، وكانت أقوى المباريات - يومها - بين فريق مدرسة فلسطين الثانوية ، وفريق مدرسة يافا الثانوية ، الذي كان يضم كبار نجوم الشجاعية نعيم السويركي ، وزياد الطيف ، وكانت مباريات المدرستين مناسبة لمدربي غزة ، الذين شاهدوا احدى هذه المباريات ، فلفتُّ نظر المدرب القدير نمر أبو المعزة ، فخطفني من أرض الملعب ، وضمني فوراً لنادي الشاطئ ، الذي بدأت اللعب معه أساسياً ، منذ انضمامي له ، إضافة إلى كوني كابتن الفريق الثاني .
- وقد عرفني الجمهور الرياضي في الملاعب كقلب دفاع ، وأحيانا كليبرو ، وأفضل من شكل معي ثنائياً حسني أبو عودة ، وزياد أبو عودة ، وربحي سمور .
- مثلي الأعلى في حياتي سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، ومثلي الأعلى في الملاعب النجم ناجي عجور ، وأكثر مدرب كان له فضل عليّ نمر أبو المعزة من الشاطئ ، والمرحوم سعيد الحسيني مع منتخب غزة ، فيما اللاعب الذي كنت معجبا بأدائه الكابتن سليم الزيناتي .
- من أفضل ذكرياتي مع الشاطئ لعبي مباراة نهائي دوري القطاع سنة 1984 أمام اتحاد الشجاعية ، حيث سُبقت تلك المباراة بأحداث كثيرة ، وتفاهم ناديا غزة الرياضي ، وشباب رفح على مساندة الشجاعية ، كوننا لو هزمنا ، أو تعادلنا في هذه المباراة سيذهب لقب الدوري لأحدهما .. ويومها نظمت رابطة الأندية مباراة الشاطئ مع الشجاعية ، ومباراة الرياضي مع شباب رفح في وقت واحد ، ولكن قدّر أن تحصل ظروف أجلت مباراة الشاطئ ، فذهبنا الى ملعب رفح لمتابعة لقاء الرياضي وشباب رفح ، على اعتبار أنّ الفائز في تلك المباراة سينال لقب الدوري ، وفي حال تعادلهما تبقى لنا فرصة الفوز على الشجاعية ، والظفر بالدوري ، والحمد لله انتهت المباراة بالتعادل ، فكان لا بدّ علينا الفوز على الشجاعية ، وتم ذلك حيث فزنا عليهم بنتيجة (2/0) ، رغم انتهاء الشوط الأول (0/0) ، وبحمد الله حصلنا على بطولة الدوري في هذا الموسم ، الذي توجناه بحصولنا على لقب بطولة الكأس .
- من وجهة نظري أفضل النجوم الذي لعبوا أيامي ماهر حميدة ، وسليم الزيناتي ، وزكريا مهدي ، وخالد كويك ، وعادل جابر ، ونعيم العالول ، وحازم صلاح ، وماجد البلبيسي ، وعماد التتري ، وناجي عجور ، وغسان البلعاوي ، ورزق خيرة ، واسماعيل مطر، وجمال عياد ، وسمير عطاالله ، وحسني أبو عودة ، وهاني الطناني .
- وأرى أنّ أفضل تشكيلة للمعسكرات في وقتي تضم عرفات حمد ، وبشير عطاالله ، وزياد أبو عودة ، ومحمود أبو جورج ، والمرحوم مرسي الفقعاوي ، ونعيم العالول ، وخضر الرنتيسي ، وسمير عطاالله ، وحسني أبو عودة ، وعماد التتري ، وبسام العصار، وفارس أبو شاويش ، واسماعيل صرصور ، ورأفت أبو السعيد ، وهاني الطناني.
- وأعتقد أنّ أفضل تشكيلة لنجوم منتخب قطاع غزة أيامي تضم ماهر حميدة ، والطني ، وزكريا مهدي ، وسليم الزيناتي ، وحسين الريفي ، وخالد كويك ، وناجي عجور ، وعماد التتري ، وعبد القادر الأبزل ، وغسان البلعاوي ، ورزق خيرة ، ونعيم العالول ، وسمير عطاالله ، ورفعت الريفي ، وزياد الطيف.
- أعتقد أن جيل الثمانينات هو أفضل جيل مرَّ على خدمات الشاطئ ، لأنه جيل الانتماء ، والعطاء ، والحب دون مقابل ، جيل الوفاء ، والاخلاص ، ولو عاد بي الزمن لن ألعب الا للشاطئ ، لأنني ترعرعت وتربيت على الحب والوفاء لأبناء المخيم الماجد .
- كانت مباريات الشاطيء مع الرياضي والأهلي تمثل ديربي جماهيري ، فكانت المدرجات تمتلئ عن بكرة أبيها ، ولم تكن تجد فيها أي مكان ، وكانت جميع وسائل النقل تتجه صوب ملعب اليرموك ، وكنت تشعر أن البلد يخضع لمنع التجول ، اللهم مسيرات الجماهير من وإلى ملعب اليرموك ، وعند نهاية المباراة ينطلق الجمهور في زفات جماهيرية من أرض الملعب الى باب النادي الفائز، مع أهازيج وهتافات رائعة .
- ساق الله على أيام اللعب على ملاعب التراب ، التي تعيدنا إلى ذكريات الانتماء ، والحب ، والصداقة ، والاخلاص مع الجيل الذهبي ، إنها أيام لا تنسى شهدت أجمل المباريات ، بين خيرة النجوم .
- بعد إعتزالي اللعب مباشرة اتجهت إلى التدريب مع المدرب أنور الغلاييني ، الذي شكلت معه ثنائياّ متفاهماً جداً ، وخضت التدريب لعدة سنوات متفاوتة ، من سنة 1996 حتى سنة 2017 ، حيث عملت على فترات متقطعة مع كثير من المدربين في بداية فرصتهم التدريبية ، ومنهم الكابتن محمد أبو زيد ، والكابتن حمادة شبير .
- وخلال مسيرتي في الملاعب حققت الكثير من الإنجازات ، أهمها لقب بطولة الدوري سنة 1984 ، وبطولة الكأس سنة 1985 كلاعب ، إضافة إلى الحصول على لقب بطولة دورة العريش ، أمام فريق نجمة سينا المصري كمدرب ، والحصول على لقب وصيف كأس القطاع سنة 2013 .
- أتوجه بالتحية لاتحاد كرة القدم ، متمنياً أن تكون المهنية ، والكفاءة ، والخبرة الرياضية عنوان اختيار عضو الاتحاد ، وليس الانتماء التنظيمي ، لأنّ الرياضة ليست محاصصة بين فلان وعلان .
- اللاعب المفضل بالنسبة لي ناجي عجور محلياً ، ومحمود الخطيب عربياً ، ومارادونا دولياً ، والمدرب المفضل محلياً غسان البلعاوي ، وعربياً حسن شحاتة ، ودولياً غوارديولا .
- أعتقد أنّ الإعلام الرياضي تقدم كثيراً ، وأصبح يغطي أخبار الرياضيين بصورة جيدة ، ويضطلع على أمور ومجريات الأحداث بصورة دقيقة ، ويوصل الأخبار للجماهير بصورة مميزة ، متمنياً مزيداً من التقدم والنجاح لإعلامنا .
- أعتز بصداقتي مع اخي الكابتن عماد التتري " أبو الرائد " ، فالصداقة بيننا متأصلة منذ الصغر ، وما زالت مستمرة حتى وقتنا هذا ، ويغلفها الحب ، والتقدير ، والاحترام ، وأتمنى له مزيداً من التوفيق ، حيث كان نجماً كلاعب ، وهو الآن نجم من خلال لجنة المسابقات .
- أتوجه بالتحية والتقدير للكابتن حمادة شبير ، وأقول له : أنت مدرب ناجح ، تسير بخطى جيدة وواثقة ، وأنا فخور بك ، وأعتز بأنه كان لي دور في اكتشفاك كلاعب مميز ، و كمدرب بعد اعتزالك ، حيث ضممتك لتعمل معي ضمن الجهاز التدريبي ، ودائما كنت أهمس في أذنك أنك سوف تكون مدرباً ناجحاً ، كما همست في أذنك سابقا بأنك سوف تكون لاعباً مميزاً ، أتمنى لك التوفيق.
- من أطرف ذكرياتي في الملاعب ، ما حصل يوم مباراة بين الشاطئ وغزة الرياضي ، حين كان ستة لاعبين من عائلة عطا الله يمثلون الشاطئ ، ويوم المباراة توفي جدي كبير آل عطا الله ، ولم يعلم بالخبر الا ابن عمي اللاعب سمير عطا الله ، فقام باخفاء الجثة في غرفة ، وأغلق عليها ، ولم يعلم بالأمر أحد ، الا بعد انتهاء المباراة ، وهذا ماحصل ، فلعبنا المباراة ، وفزنا على غزة الرياضي بهدف للكابتن هاني الطناني ، وبعدها أبلغنا اللاعب سمير عطا الله بوفاة جدي ، فتوجهت جماهير الشاطئ عن بكرة أبيها لتشييع الجنازة .