شريط الأخبار

أسد الخضر" جميل سعيد أكثر من مرة لعبت مصاباً

أسد الخضر جميل سعيد أكثر من مرة لعبت مصاباً
بال سبورت :   "الخليل- كتب فايز نصّار/ منذ ثلاثين سنة تعلمت أنّ مقولة " خير وسيلة للدفاع الهجوم " بطلت ، وأنها استبدلت بقاعدة أنّ الدفاع الثابت يوّلد طاقات هجومية ناجحة ، بما يقتضي التوازن بين الحالتين ، والفوز للفريق الذي يحسن الانتقال من الهجوم إلى الدفاع ، ومن الدفاع إلى الهجوم .   تذكرت هذا وأنا التقي النجم الخضراوي جميل سعيد ، الذي أشركه المدرب حاتم صلاح في احدى المباريات مصاباً ، ولما عدّل فريقه النتيجة أمام مركز عسكر ، طلب منه التراجع لاسناد الخط الخلفي ، فأصر جميل على دعم المهاجمين ، لأنّه كما قال لمدربه يومها : خير وسيلة للدفاع الهجوم .   ونشط النجم الخضراوي في مركزي الارتكاز والدفاع ، وكان قائداً ميدانياً للأسد الجنوبي ، أيام كانت الفرق تحسب له ألف حساب ، بفضل الروح العالية ، واللياقة البدنية ، والحماسة الكبيرة ، التي يلعب بها أبناء السرب الخضراوي .      ويعترف أبو محمود بالفضل لكبار مدربيه ، ومنهم المدرب البيجالي الراحل جورج قسيس ، والأستاذ الدمث يوسف قطامش ، وكلاهما ساهم في صقل موهبة السعيد ، وجعله من خيرة النجوم ، الذين مروا على الفريق التلحمي أيام العزّ .    وتميز جميل سعيد بالقوة البدنية ، والحضور الذهني في المباريات ، وكان المهاجمون يحسبون له ألف حساب ، وكان هو أيضا يحسب حسابهم جميعاً ، مع حذر أكبر من المهاجم المعروف حسن حجاج .    وتعرض كابتن الخضر في مسيرته لكثير من الإصابات ، ولم يمنعه الأمر من المشاركة في بعض المباريات ، ملتفاً على تعليمات الطبيب المختص ، وله في هذا المجال أكثر من حكاية ، تضاف إلى حكاياته الخضراوية المثيرة ، التي أتركه يرويها لكم في هذا اللقاء .
- اسمي جميل محمود سعيد مرزوق " أبو محمود " من مواليد الخضر يوم  11/3/1971 .  - لعبت كرة القدم منذ طفولتي في ازقة وحارات بلدة الخضر ،  وظهرت بشكل منظم مع الفرق المدرسية ، ولمّا جاء الراحل جورج قسيس إلى الخضر لتدريب الفريق الأول سنة ١٩٧٨ ، عمل بعد  ٣ سنوات على تشكيل فريق الناشئين ، حيث كنت من اللاعبين ،  الذين تم اختيارهم للتدريب مع فريق الناشئين ، فكانت بداية موفقة مع أحد عمالقة الكرة الفلسطينية الراحل (جورج قسيس) ، الذي قام على بتوجيهي ، ودعمي في مسيرتي الرياضية ، دون نسيان دور أستاذ الرياضة يوسف قطامش في المدرسة ، من خلال المسابقات المدرسية المختلفة  ، وبالتالي أدين بالفضل للمدربين جورج قسيس ، ويوسف قطامش في ظهوري كلاعب . - وبفضل الله ظهرت في صفوف فريق الخضر كلاعب ارتكاز ، وكمدافع محوري ، وقضيت معظم أيامي مع فريق الامّ شباب الخضر ، مع فترة قصيرة لعبت خلالها مع نادي صور باهر . - وخلال ظهوري مع فريق الخضر لعبت مع كثير من النجوم المعروفين ، ولكني كنت اكثر تفاهماً مع سليمان داود ، وأكرم البلبول ، حيث شكلت ثنائيا مع كل واحد منها ، وكنت أحسب حساب كلّ المهاجمين ، ولكني  كنت احسب حساب مهاجم المكبر سابقاً حسن حجاج أكثر من غيره .  - مثلي الأعلى في الملاعب خالد أحمد سعيد ، وخارج الملاعب الراحل جورج قسيس  . - ومن ذكرياتي في الملاعب تعرضي سنة ١٩٩٧ لاصابة خلال مباراة  لشباب الخضر  مع الجار شباب الخليل على ملعب يطا ، وتمثلت الإصابة  في التواء في الكاحل ، مما أدى إلى وضع قدمي اليسرى في الجبض لمدة ٤ أسابيع  كما طلب مني الطبيب ، ولكن بعد مرور أسبوعين ونصف تقريبا ، كانت لنا مباراة مع مركز عسكر علي ملعب نابلس ، فقمت بإزالة الجبص ، وطلبت من الكابتن حاتم صلاح المشاركة في نهاية الشوط الأول ، وكانت النتيجة حينها تقدم عسكر بهدف ، فلعبت مهاجما بجانب ابراهيم خليل عيسي ، وانتهت المباراة لصالحنا ٣-١ ، وعند تسجيل كل هدف كان الكابتن حاتم يطلب مني العودة للدفاع ، ولكني لم أصغ له ، وتابعت مساعدة الفريق في تسجيل الأهداف ، وقلت له : إنّ أفضل طريقة للدفاع هي الهجوم ! - وضمت أفضل تشكيلة لعبت ضمنها مع شباب الخضر هشام يعقوب في حراسة المرمى ، وفي خطّ الدفاع سليمان داود ، وحسن صلاح ، وجميل سعيد ، وشحادة عيسى ، وفي خطّ الوسط عمر داود ، وزايد يعقوب ، وجعفر صبيح ، واديب ديرية ، وفي الهجوم ابراهيم خليل ، والراحل  زكريا داود . - أمّا أفضل تشكيلة في المحافظات الشمالية أيامي فتضم هشام يعقوب ، وسليمان داود ، وجميل سعيد ، وأحمد عيد "الصوص " ، واسامة ابو عاليا ، وعماد نصر الدين ، وأيمن سالم ، ونضال العباسي ، وخالد ابو عياش ، وحسن حجاج ، وزكريا داود . - ساق الله على ايام تفوق الكرة التلحمية ، فأتذكر بحسرة مباريات الديربي التلحمي بين الخضر والإسلامي ، التي كانت من أجمل واقوى المباريات ، وخاصة عندما كنا نذهب للعب على ملعب الحسين ، ورغم الحساسية كان يتخلل المباراة الفنيات العالية ، والروح الرياضية ، مع ظهورالعصبية ، واللعب الرجولي احيانا ، والأهم أنّ المباراة كانت تحظى بحضور جماهيري كبير . - بالنسبة لي ذكريات شباب الخضر لم ولن يمحيها التاريخ ، حيث كان فريق الخضر يحسب له ألف حساب ، وكان يلقب بايطاليا فلسطين لقوة دفاعه ، ولعبه الرجولي ! - في أخر أيامي كلاعب أصبحت مدرباً ولاعباً مع فريق الخضر، وكانت لي نجاحات كثيرة ، وحققت الفوز ببطولة الربيع على ملعب الخضر ، كانت تلك لحظات جميلة ، عندما تُدرب لاعبين كنت لاعباً معهم ، وانعكس ذلك على أدائهم ايجابيا ، حيث زرعت فيهم الانتماء للنادي ، والرجولة في الأداء ، وبعدها توليت مهمة المشرف الرياضي ، ثم دربت قطاع الناشئين . - من أهم إنجازاتي في الملاعب الصعود الى الدرجة الممتازة مع نادي الخضر سنة 1995 ، والفوز ببطولة الأسرى ، التي نظمت على ملعب الحسين ، بمشاركة خيرة الفرق سنة 1998 .   - حتي يعود شباب الخضر الى الأضواء يجب الرجوع إلى أعمدة الرياضة في مدينة الخضر ، وتشكيل هيئة إدارية جديدة ، من أصحاب  الخبرة ، الذين لهم باع طويل في الرياضة ، وذلك لتأسيس جيل جديد ،  بداية من الفئات العمرية الصغيرة ، ويجب تحمل المسؤولية كاملة لفترة من الزمن ، والصبر لبناء فريق جديد ، والاهتمام بالشباب الموجودين حالياً ، لأنني أرى أنّه بالامكان عمل شيء كبير للمدينة ، بالنظر لوجود الخامات الرياضية .  - من اجل تطوير دوري المحترفين لا بدّ من  تقنين عدد لاعبي التعزيز في أندية المحترفين  ،  وتحديد  سقف الرواتب ، والتزام الأندية بذلك ، والتركيز على تنفيذ العقود ...واقترح تنظيم بطولات محلية أكثر ، بما يزيد من المنافسة بين الفرق ، ويساهم في الحضور الجماهيري ، والاهتمام  بالفرق غير المحترفة  ،  لاكتشاف المواهب ، وتعزيز الكرة الفلسطينية ، وتنظيم دورات تدريبية  ومعسكرات تدريبية بدعم من الاتحاد ، وزيادة عدد الأكاديميات للفئات العمرية الصغيرة . - لاعبي المفضل محلياً حازم صلاح ، وعربياً المرحوم أحمد راضي ، وعالميا ميسي ، ومدربي المفضل محلياً الراحل جورج قسيس ، وعربياًحسن شحادة عربيا ، وعالمياً جوارديولا ، واللاعب الذي أتوقع له التألق الناشئ صهيب محمد داود عيسى . - أبتهل إلى الله أن يرحم الحكم الراحل صايل سعيد، الذي أعتبره كولينا فلسطين ، حيث لم يكن يتردد في اتخاذ القرار ، وكان صاحب شخصية قوية ... وأدعو الله أن يتغمد بالرحمة النجم الراحل زكريا داود ر، رحمك الله يا صديقي ، فقد كنت سنداً لي ، داخل وخارج أسوار الملعب ، أفتخر بك دائما ، جمعنا الله وإياك في جنان النعيم ,, وكل التحية والتقدير لنجم الخضر خضر الشولي ، الذي قدم للنادي الكثير ، وتعلمنا منه الروح القتالية ، والانتماء للمؤسسة .. - أتوجه بالتحية لجميع لأسرة اتحاد كرة القدم الفلسطيني ، واتمنى للجميع دوام النجاح ، والتقدم ، والازدهار ، والنهوض بالرياضة في وطننا الحبيب ، وأن نستطيع واياكم رفع مستوى فلسطين رياضياً ، محلياً ، وعالمياً ، وأن نتقدم على لائحة ترتيب الدول على مستوى الرياضة . - من القصص الطريفة التي حصلت معي في الملاعب تعرض اصبع يدي للكسر خلال التدريب يوم الأربعاء ، أيام دوري 1998 ، وكان من المفروض أن نلعب أمام مركز طولكرم يوم الجمعة ، وكان اصبعي ملفوفاً بالجبص ، بما يجعل  الحكام لا يمنعوني من اللعب ، وفي يوم المباراة كنا في النادي ، وطلبت من الفريق ان ينزلوا إلى ارض الملعب ، وقلت لهم : إنّي سألحق بهم قبل بداية المباراة ، حتى لا ينتبه الحكام لاصابتي ، حيث كنت وقتها الكابتن ، وفعلاً بقيت في غرف الغيار ، وفجأة دخل طاقم الحكام الي الغرفة ، وكان يضم الحكام رافع ابو مرخية ، وعبد الرؤوف ابو سنينة ، وفلاح ناصر الدين ، فوضعت يدي وراء ظهري ، ولمّا سألوني : لماذا أنت هنا ؟ قلت لهم : سأخرج بعد قليل ، فذهبوا دون أن ينتبهوا للإصابة ، ولمّا دخلت الملعب قبل صافرة الحكم بلحظات قليلة ، تفاجئت بان الجمهور وقفوا جميعا فرحة بدخولي ، ظناً منهم بأني لن أشارك في المباراة ، ويومها  سجلت الهدف الأول ، وسجل عيسى الكرد الهدف الثاني ، وانتهت المباراة بفوزنا ، وكانت تلك أول هزيمة للمركز ، بعد سلسلة عريضة من الانتصارات ، وشخصياً أعتبر تلك المباراة من اجمل مباريات حياتي . - أخيراً أرجو من الله أن نصل لمرحلة نتكلم فيها عن الزمن الحالي بإعجاب ،  كما نتكلم عن الزمن الجميل ، ونتباهى به ، وأن تكون هذه الأيام الرياضية أجمل وأفضل من الزمن الجميل ، الذي عاصرناه .

مواضيع قد تهمك