شريط الأخبار

المساعد الدولي حسين طقاطق سليل مدرسة التحكيم النابلسية

المساعد الدولي حسين طقاطق سليل مدرسة التحكيم النابلسية
بال سبورت :   الخليل- كتب فايز نصّار/ رحم الله الأمين العام وزارة الشباب في الأردن عصام عرضة ، العلامة الفارقة في شؤون الرياضة والشباب شرقي النهر القديم ، من خلال تقلده المهام الرياضية الجسيمة ، التي رفعته مع صفوة الرواد في بلاد النشامى .     قبل خمس عشرة سنة التقيت عريضة في عمان ، فحدثني عن بدايات النهوض الرياضي الأردني ، وكيف طلب الملك الحسين شراء قطعة أرض قرب عمان ، بُنيت عليها المدينة الرياضية ، التي أصبح عريضة مديراً لها في وقت لاحق .    المهم أنّ عريضة حدثني يومها عن دور التربية والتعليم في رفد الحركة الرياضية ، وقال لي بالحرف الواحد : إذا توقفت وزارة التربة والتعليم عن التعاون معنا في مجال الرياضة ، ستتوقف كل أنشطتنا ، لأنّ معظم اللاعبين ، والمدربين ، والحكام ، والإداريين من العاملين في قطاع التربية والتعليم .    ولا يختلف الأمر كثيراً في بلادنا ، لأن التكامل بين رسالة التربية والتعليم ، والشباب والرياضة ضروري لنجاح النهوض الرياضي ، وتحقيق طموحات شبابنا .    ولعل ما لفت انتباهي أنّ كثيراً من الحكام ، الذين دوّت صافرتهم في الملاعب هم من العاملين في سلك التربية والتعليم ، ومنهم الحكم المجيد حسين طقاطق ، الذي يشهد له رياضيو جبل النار بالنباهة ، والفطنة ، وحسن التصرف في المباريات الحساسة .  وكان أبو محمد برز في أزقة مخيم العساكر ، الذي لعب لفريقه القوي في العصر الذهبي ، قبل أن ينتقل بسلاسة لهموم الصافرة ، ويصنع مجداً تحكيمياً قد لا يجارى محلياً ودولياً .    ويبدو أن الطقاطق استفاد من فورة التحكيم التي عرفتها بلاد الكنافة ، وشقّ طريقه إلى جانب جيل الحكام الذهبي ، الذي رعاه رشاد الهندي ، وحسني يونس ، فأصبح القاصي والداني يتجاذب أحاديث الصافرة النابلسية ، التي يروي لنا الحسين بعضاً من شؤونها وشجونها في هذا اللقاء .
- اسمي حسين يوسف أحمد طقاطق " أبو محمد " من مواليد مخيم عسكر يوم 25/4/1966 ،أب لأربعة أولاد وبنتين . - كأيّ طفل فلسطيني بدأت ممارسة كرة القدم في الحارات ، ثم من خلال الرياضة المدرسية ، تزامناً مع تدرجي في الفئات السنية للنادي الأمّ مركز شباب عسكر ، الذي أفتخر بانتمائي له ، ولعبي في صفوف فريقه الأول مدة 15عاما ، كنت خلالها أيضاً مدربا الفئات السنية المختلفة ، وحصلت معه على كثير من البطولات ، حيث كان العساكر - في ذلك الوقت- من أفضل المدارس ، التي تخرج اللاعبين المميزين ، وكان اعتزالي بعد حصول مركز عسكر على بطولة كأس فلسطين سنة 1993 .  - بعدها دخلت مجال التحكيم ، بتشجيع من زملائي وليد الصالحي ، وزهير العدوي ، ومهيوب الصادق ، فتمّ ضمي لمنظومة التحكيم ، من خلال التدريبات العملية والنظرية ، التي كان مسؤولاً عنها في لجنة الحكام كلّ من حسني يونس ، ورشاد الهندي ، ومحمد الأسمر ، وأحمد حسان ، والمرحومين محمد النادي ، وراسم يونس  . - وكانت بدايتي كحكم مستجد ، وتدرجت إلى الدرجة الثالثة ، ثم الدرجة الثانية ، فالدرجة الأولى ، وصولاً إلى الشارة الدولية سنة 2002 في ماليزيا ، بعد ترشيحي من قبل لجنة الحكام ، رفقة الزملاء الشهيد كمال سالم ، وسعود حمد ، ومحمود الجيش ، وعنان الرواغ ،وذلك بإشراف الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ، وبحضور الخبير السوري فاروق بوظو .  - بعد ذلك شاركت في إدارة عدة مباريات دولية على المستوى الآسيوي ، أبرزها بين فريقي الوحدات الأردني ، وأهلي حضرموت اليمني ، في تصفيات كأس الاتحاد الآسيوي ، ضمن طاقم فلسطيني بقيادة الحكم الدولي رافع ابو مرخية ، وبمشاركة سعود حمد ، وعبد القادر عيد ، إضافة إلى مشاركتي في تحكيم مباريات بطولة القدس ، التي كان ينظمها نادي حيفا الفلسطيني  في بغداد . - اعتزلت التحكيم عام 2014 ، في اختيار شخصي ، حيث تقدمت باستقالة رسمية لدائرة الحكام ، وذلك لإفساح المجال أمام الحكام الجدد ، وإعطاء فرصة للجيل الجديد ، بعد عملي 22  سنة في مجال التحكيم . - وفي المجال الإداري شاركت مع لجنة الحكام في كثير من الاختبارات البدنية والتجمعات ، ومنذ ثلاث سنوات أنا مدرب اللياقة البدنية المعتمد ، من قبل الاتحاد الفلسطيني ودائرة الحكام ، وذلك بعد مشاركتي في عدة دورات محلية ، تتعلق باللياقة البدنية ، وتقييم الحكام ، حيث أنني الآن مُقيم حكام معتمد من الاتحاد ، علماً بأنّ آخر الدورات التي شاركت فيها كانت دورة فوترو ، المعتمدة من الاتحاد الدولي في دولة الإمارات سنة 2019 بمشاركة حكام من قارتي آسيا وأفريقيا ، وشهدت إشرافنا على تجمعات للحكام ، واجراء عدة اختبارات نظرية وعملية ، للوقوف على جاهزية الحكام في المواسم السابقة والقادمة  ، وذلك بإشراف دائرة الحكام . - أفتخر بعملي مع كثير من الطواقم التحكيمية ، ولكنّ أعتز أكثر بطاقم نابلس جبل النار ، من خلال الزملاء وليد الصالحي ، ومهيوب  الصادق ، ، عبد الرحيم ابو زنط ، وعمر دوله  ، وفؤاد  تايه . - هناك الكثير من المباريات الحساسة ، ذات الطابع الجماهيري ، التي كانت توكل لنا ، وكنا دائما عند حسن الظن بنا ، وبحمد الله حالفنا النجاح والتوفيق ، ومن أهم هذه المباريات التي كانت لها خصوصية في فلسطين أذكر مباراة شباب الخليل ، ووادي النيص ، في نهائي بطولة أريحا الشتوية . - أعتقد انّ هناك الكثير من اللاعبين الخلوقين ، الذين يتحلون بالروح الرياضية ، الذين تشرفت بالتحكيم لهم ، ولكن أتذكر دائما اللاعب حازم المحتسب ، كابتن فريق شباب الخليل ، لأنه يتحلى بأخلاق وروح رياضية عالية ، حتى في وقت الهزيمة ، كان يدافع ويقف مع الحكام . - بحمد لله لم أتعرض طيلة مسيرتي التحكيمية لأيّ اعتداء جسدي ، ولم أتعرض لضغوط ، للقيام بتغيير تقرير أيّ مباراة طوال مسيرتي التحكيمية .  - كنت أحرص دائماً على توثيق جميع المباريات ، التي أشارك فيها ، وهي مباريات كثيرة ، خلال 22 سنة تحكيم في الكأس والدوري ، وتتجاوز المئات ، وكل مبارياتي مصدر فخر لي ، ولست نادماً على ممارستي التحكيم ، الذي كان هوايتي ، ومكمل عشقي للكرة  . - لا شك أنّ أفضل حكم محلي الكابتن براء أبو عيشة ، الذي أتمنى له مستقبلا زاهرا ، وهو حكم طموح ومتفوق ، وأفضل حكم عربي الأردني أدهم مخادمة ، وأفضل حكم دولي التركي جونيت شاكيري . - هناك الكثير من الفوارق ، بين حكام الأمس واليوم ، من النواحي الاجتماعية ، والعلاقات الأخوة المتميزة ، فالحكام قديما كانوا يساهمون بأموالهم في شراء المستلزمات الرياضية ، أما اليوم فتتوفر للحكام كل الإمكانيات ، من أجل الحصول على كفاءات التحكيمية ، والظروف تختلف سابقا عنها اليوم من مختلف كل النواحي  . - بكل صراحة الإعلام الرياضي جزء لا يتجزأ من المنظومة الرياضية ، وخاصة كرة القدم ، وهو المنبر الأساسي لكل دولة ، والمرآة التي تعكس مدى الاهتمام بالرياضة ، والإعلام النزيه والمحايد بمثابة الداعم الأساسي للحركة الرياضية ، حيث يساهم في إعطاء دفعات معنوية للتحكيم ، من أجل التحسين ، والتطوير ، والنقد البناء  . - من أفضل الحكام في فلسطين إلى جانب زملائي الذين ذكرتهم من طاقم نابلس هناك عبد القادر عيد ، وطارق النقيب ، ومشيل حنانيا ، وابراهيم غروف ، وجواد عاصي ، ورافع أبو مرخية ، وابراهيم أبو العيش ، ومحمود الجيش ، وسعود حمد ، ووليد الصالحي  . - هناك الكثير من المواقف الطريفة ، التي كنا نتعرض لها في الملاعب ، وكان بعضها يدخل البهجة والسرور ، وبعضها محزن ، ومن تلك المواقف ما حصل في مباراة جماهيرية على ستاد أريحا ، حيث كان خلفي عند الجماهير شرطي ، واذا بواحد من الجمهور يشتمني ، فأحضره الشرطي لي بين الشوطين في غرفة الحكام ليعتذر لي ، وانتهى الموقف ، والطريف هنا أن الشرطي ، الذي أحضر هذا الشخص أصبح حكما حتى يومنا هذا ، ودائما يذكرني بهذا الموقف . - في الختام أتقدم بشكري وتقديري للإعلام الفلسطيني ، وأخص بالذكر الإعلام الرياضي ، والشكر موصول لك أخ فايز نصار ، فأنت من الإعلاميين المرموقين في هذا المجال ، ولك باع طويل في الإعلام الرياضي الفلسطيني ، وأيضا على المستوى الخارجي ، بوركت جهودك وبالتوفيق والنجاح دائما وابدا .

مواضيع قد تهمك