أريحا - احمد البرهم/ لا يختلف اثنان على ان وصول مباريات كرة القدم الى بر الامان يحتاج لمنظومة عمل متكاملة اهمها التحكيم، وقد نالت هذه المهنة في فلسطين الاحترام والتقدير منذ بداية سبعينيات القرن الماضي فالسجل الذهبي لقضاة الملاعب مليء بالاسماء اللامعة التي لا يمكن نسيانها، قادت وبامتياز منافسات الدوريات الرسمية في عصر رابطة الاندية الرياضية ،فكانت قدوة ومثال يحتذى للعديد من رجالات مهنة التحكيم عبر عدة اجيال حملوا لوائها حتى حظيت على اهتمام اللواء جبريل الرجوب الذي حرص منذ توليه رئاسة الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، على تطوير العملية التحكيمية في فلسطين من خلال تسهيل مهمة الالتحاق والمشاركة بالدورات التحكيمية في العديد من دول العالم الامر الذي فتح المجال امام حكامنا من الاستفادة من تلك الدورات التي ساهمت بشكل كبير في تطوير اداء عدد كبير منهم وتألقهم وفرض حضورهم على المستوى المحلي والعربي.

ومن هذه الاسماء قاض عمل بجد وشق طريقه نحو النجومية بثبات وبقوة الارادة ليصبح احد ابرز قضاة الملاعب في فلسطين، واستمر بالتألق والابداع في قيادة اهم المباريات المحلية حتى توج هذا الحضور اللافت في ادائه داخل المستطيل الاخضر بتمثيل فلسطين عربياً وأسيوياً من خلال مشاركته في قيادة مباريات رسمية على مستوى البطولات التي ينظما الاتحادين العربي والآسيوي وكان مفخرة لفلسطين، انه الحكم الدولي ابراهيم غروف الذي اتاح لنا فرصة التعرف على مسيرته الرياضية وتحديدا في مهنة التحكيم.

الاسم: ابراهيم حسين غروف
مواليد: 1968
المهنة: فني مختبر
يقول غروف لعبت في البداية مع نادي هلال أريحا وكان عمري ١٢ سنة لعبت مع الاشبال وانتقلت للناشئين وكانت اجمل الأيام في هذه الفترة وخصوصاً البطولات في القدس على ملعب المطران، ومن اهم البطولات بطولة السداسيات على ملعب أبناء القدس وكنت أحرز الأهداف من ركلات الدفاع وحصلت على هداف البطولة مرتين، وبعدها انتقلت للفريق الأول، ولم استمر فتره طويلة، بعدها انتقلت للعب في نادي شباب أريحا ومن اجمل المباريات التي لعبتها مع الفريق الأول لشباب أريحا أمام شباب الخليل حيث فزنا بهدف مقابل لاشيء .وكان أيامها رئيس النادي الدكتور علي الحسيني الذي أكن له كل احترام لدعمه وتشجيعه . وفي نفس الوقت لعبت مع فريق كرة الطائرة لنادي شباب أريحا وقبلها لعبت لهلال أريحا لفريق الطائرة وكنت مدرب الفريق وكابتن الفريق .وبعد حصولي على شهادة التوجيهي سافرت إلى الأردن لإكمال دراستي عام 1988.
وفي عام ١٩٩٠ عدت لأرض الوطن ولم استمر في اللعب فقررت التوجه لسلك التحكيم وبدأت التحكيم مع افضل الطواقم التحكيمية الزملاء خليل البرهم وعصام ابو الهوى وخالد عمار وأحمد البرهم وإسماعيل المصري، و المرحومين سلطان مرعي وعلي ابراهيم.كنت أعشق التحكيم وكنت عندما اشاهد الحكام مثل رافع أبو مرخيه وعبد القادر عيد وزهير العدوي ووليد الصالحي وصايل سعيد رحمه الله كنت دائماً احاول أن اتحدث معهم وابادلهم السلام، حتى عملت واجتهدت وسافرت للأردن وتدربت مع حكام هناك بوجود الكابتن الحكم الدولي عمر البشتاوي بالاضافه للتدريب المحلي مع زملائي في اريحا.
وفي منتصف التسعينات وبعد عودة السلطة الفلسطينية نظمت اول دورة تحكيمية رسمية لحكام النخبة في فلسطين وحاضر فيها المحاضر البريطاني الدولي روجر وشارك فيها حوالي 50 حكما من عمالقة الحكام ولسوء حظي لم يسمح لي صغر سني بالمشاركة في هذه الدورة، وبعد مطالبتي واصراري بالالتحاق والمشاركة مع زملائي وافق بعدها رئيس لجنة الحكام حسني يونس ولجنة الحكام في ذلك الوقت بالسماح لي بالمشاركة وكنت من ضمن (١٣ ) حكما نجحوا في الاختبارات البدنية والنظرية وأبدى المحاضر البريطاني اعجابه بي وقال لي أمام عضو لجنة الحكام المركزية عبد الرحمن مرعي الذي كان يرأس لجنة حكام أريحا، سيكون لك مستقبل جيد في التحكيم.
اول مباراة رسمية: اوكلت لي اول مباراة رسمية بالدرجة الممتازة بين الظاهرية وصورباهر وكانت على استاد أريحا، وبعدها بدأت أشق طريقي في التحكيم وكلفت بقيادة مباريات حاسمة ومهمة في الدوري الفلسطيني وأصبحت اقود المباريات واتلقى الدورات مع الحكام الذي تمنيت أن اصافحهم في يوم من الايام ففي بطولة اريحا الشتوية كان هناك زملاء من القطاع الحبيب مشاركين في التحكيم في البطولة وتابعوني وكان على رأسهم الكابتن سعدي سنونو وابراهيم ابو العيش ومحمود البحيصي وعبد المعطي ابو غرقود .واثنوا على أدائي.
الاماراتي جاسم المندي: وفي بداية عام ٢٠٠٠ حضر الحكم والمحاضر الدولي الاماراتي جاسم المندي الى فلسطين واشرف على دورة في التحكيم وكان هناك بطولة تزامنت في الوقت نفسه في غزة وتم اختياري لإدارة مباراة خدمات رفح وخدمات الشاطئ من اقوى المباريات انذاك والتي حصلت فيها على تقييم عالي وفي تصريح له في الصحف المحلية أشاد الكابتن جاسم المندي بالمستوى الذي ظهرت عليه. وكنت اسافر الى الأردن والى غزة لمشاركة الحكام الدوليين في تدريباتهم والاستفادة من خبراتهم.
الشارة الدولية: بدأ ترشيحي للشارة الدولية للمرة الاولى في عام (2003) الا انني منعت من السفر وتم اعادتي من على المعبر ولم أستطع التقدم للاختبار .لكن في عام ٢٠٠٦ تم ترشيحي مرة اخرى وحصلت على الشارة الدولية . كانت اول مباراة دولية شاركت في قيادتها بين الاردن ولبنان في الدور الرباعي لبطولة غرب آسيا، وهي من المباريات التي ستبقى خالدة في ذهني فبعد المباراة نزل المحاضر والمراقب الدولي الكويتي حسين الغذنفري إلى الملعب ليقبلني على أدائي الذي لم يتوقعه وصادف في هذا الوقت وجود نائب رئيس الاتحاد الفلسطيني جورج غطاس الذي تقدم لي وقال لي أنا فخور بك، رفعت رأسنا وشرفت التحكيم الفلسطيني.
ادرت مباريات دولية عديدة في بطولة غرب آسيا وبطولة الاندية العربية في الاردن والبطولة العربيه للمنتخبات الوطنية في قطر اضافة لمباريات دولية عديدة ومعظمها في الأردن الشقيق، الاردن ضد الصين والأردن ضد الكونغو، وفي البطولة العربية للاندية شاركت في قيادة مباراة بين الكرامة السوري واربيل العراقي.
حكام أرتاح بوجودهم ومن افضل الحكام الذين عاصرتهم طارق النقيب، وليد الصالحي، رشاد الهندي، فارس خليل، عبد الناصر الشريف، خليل البرهم، زهير العدوي، عبدالقادر عيد، رافع ابو مرخيه، ميشيل حنانيا، احمد حسان، عصام الشريف، عصام ابو الهوى، والمرحوم صايل سعيد، مهيوب الصادق، سليم السعدي، هاني عيد، خلدون ابو قبيطه. سامي الهوجي، خالد الخطيب، طارق جبيهي، حسين طقاطق.
نصائح للحكام الواعدين: المحافظة على اللياقة البدنية،الالمام بقانون كرة القدم، الالمام باللغة الانجليزية بشكل جيد، استخدام الكمبيوتر، وان يكون طموحكم الشارة الدولية والمشاركة في البطولات الدولية وكأس العالم، فالفرصة متاحة لكم باجتهادكم ومثابرتكم، لا تنتظر أحد يساعدك اعتمد على نفسك، طور نفسك وابحث عن الجديد والتوفيق للجميع.
اهم المباريات المحلية: قمت بتحكيم جميع الدربيات دون استثناء شباب وأهلي الخليل وثقافي ومركز طولكرم والامعري والبيرة وبلاطة وعسكر والخضر ووادي النيص ويطا ودورا ولهم موقف معي قمت بتحكيم ثلاث مباريات حاسمة ليطا ودورا في نفس الدوري بعد تعادلهم بالنقاط وفي اقل من شهر فكان هناك إجماع من الفريقين أن اقود مباراتهم.
مقيم حكام ومراقب مباريات: بعد مشاركتي كمقيم حكام في الدوريات الرسمية المحلية قررت الاستغناء عن هذه المهمة، وذلك لعدم وجود تفاهم مع مدير دائرة الحكام الحالي، واشارك حالياً بمراقبة المباريات مع اتحاد الوسط لكرة القدم.
دائما أنا من الداعمين للحكام والحمدلله دربت خيرة الحكام الحاليين وتوجيههم من أريحا مثل أشرف أبو زبيده ومحمد خليل ورافت رومه والحكم القادم بقوه محمد دويدار افتخر بهم ورغم بعدي عن دائرة التحكيم الا أنني اتابعهم وادعمهم واوجههم باستمرار.
من الحكام الذي عاصرتهم واعتز أنني كنت معهم زهير العدوي ووليد الصالحي ورافع ابو مرخيه وعبد القادر عيد ومهيوب الصادق وحسين طقاطق، عصام الشريف، وطبعاً الفضل الكبير لاخي الذي دعمني في بداية مشواري الاستاذ خليل البرهم وأخي عصام ابو الهوى أما إخوتي في غزه محمود البحيصي وإبراهيم ابو العيش وعبد المعطي ابو غرقود وزكي بارود ومحمود الجيش واستاذنا الكبير عبد الرؤوف السدودي والكابتن سعدي سنونو حكام الزمن الجميل.
الدورات الدولية: اهم الدورات التدريبية الدولية لتأهيل مدربين للياقة البدنية ومحاضرين تابعة للاتحاد الدولي فوتورو في الامارات والسعودية والأردن.

من الحكام الحاليين الذي حكمت معهم واعتز بهم جميعاً ميشيل حنانيا، هاني عيد وأشرف أبو زبيدة ومحمد خليل وأمين الحلبي وعماد بوجه وجواد وفاروق عاصي وناصر بلبول وحسن قطامش واحمد جبريل ووليد شعيبات وعثمان وأبو زرقه مروان وزوز .يزيد ابو عرقوب .وخلدون ابو قبيطه وسليم السعدي الذي كنت اطلبهم معي بالاسم في المباريات الدوليه المحليه والمباريات النهائية للبطولات المختلفه والقائمة تطول فأنا فخور بأني عاصرت هولاء الحكام واعتذر إذا نسيت احد.